جولة الصحافة

في الغارديان: السوريون يقاتلون مع الروس في أوكرانيا

صدر الصورة،REUTERS

متطوعون سوريون أمام تمثال لحافظ الأسد في دمشق

لازال ملف الحرب في أوكرانيا يسيطر على الصحف البريطانية، خلال الاسابيع الماضية، حتى التي صدرت صباح السبت سواء في نسخها الورقية، أو الرقمية،

ونشرت الغارديان تقريرا لمحرر شؤون الشرق الأوسط مارتن شولوف، بعنوان “السوريون ينضمون لصفوف الروس، في أوكرانيا، وبوتين يطالب الأسد برد الجميل”.

يقول شولوف في تقريره التحليلي، إنه بعد نحو 11 عاما من الحرب، ودمار المدن السورية، وغالبية الجيش السوري، دشن جيش بشار الأسد، عملية تجنيد جديدة، لكن المجندين هذه المرة ليسوا مستجدين، ولن يقاتلوا على أي من الجبهات الداخلية في البلاد.

ويضيف “إنهم فقط طليعة لما يمكن اعتباره، أكبر عملية لتجنيد المرتزقة برعاية حكومية، في العالم، وخلال أيام يمكن أن ينتشر الجنود السوريون على خطوط الاشتباك في أوكرنيا، لتعزيز الجبهات الروسية المعطلة، في أوكرانيا التي ستشهد قيام بوتين بتحصيل ثمن قاتل، لقيام موسكو بإنقاذ الأسد في السابق”.

ويضيف أن الطليعة السورية التي بلغ قوامها، 150 مقاتلا، وصلت روسيا الخميس، حسب استطلاعات أجهزة الاستخبارات الغربية، كما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدد المتطوعين السوريين للقتال في أوكرانيا، يبلغ نحو 40 ألف مقاتل، وهو ما يشكل قطاعا لا يستهان به، من القوات العاملة، في الجيش السوري.

ويواصل شولوف قائلا إنه في الجانب الاقتصادي ربما يكون القتال، هو واحدة من الوظائف القليلة، إن لم تكن الوحيدة التي تدعمها الدولة في مرحلة ما بعد الحرب، حيث يحصل غالبية المتوطعين الجدد على نحو 15 دولار أمريكي شهريا بينما يحصل المتطوعون للقتال مع الروس على رواتب شهرية تتراوح بين 600 دولار، و3 آلاف دولار، حسب الرتبة، والخبرة القتالية، لكن حتى أقل الرواتب كفيلة بإغراء المتطوعين للهروب من الفقر.

ويضيف، أن السوريين أسسوا مراكز للتجنيد، في 14 مدينة سورية مختلفة، في حلب ودمشق، ودير الزور، وحمص، وحماه، علاوة على الرقة، التي كانت قبل أقل من 5 سنوات، عاصمة لتنظيم الدولة الإسلامية.

ويقول شولوف “إنهم يتوافدون بالعشرات، على قاعدة النظام السوري العسكرية في الرقة، حسب ما يؤكد المقاتلون الأكراد التابعون، لقوات سوريا الديمقراطية، شمال شرقي البلاد، ويشير إلى أنه وزملاءه يمكنهم رؤية المتطوعين، كما أن المقاتلين الأكراد تلقوا دعوات من الجانب الروسي، بالانضمام إلى المتطوعين”.

وينقل شولوف عن مقاتل كردي قوله “لا علم لي حتى الآن، بقبول أي عنصر كردي، لهذا العرض”.

ويضيف “في الوقت نفسه يشعر الأسد بفضل بوتين في بقائه في قصره آمنا حتى الآن، وفي المقابل يسعى لرد الجميل بتقديم شيك على بياض، لموسكو بنقل جيشه جوا إلى أوكرانيا، كما منح قادته الضوء الأخضر للتجنيد لنفس الهدف، ويبقى الوضع الهش لقوات الأسد في سوريا، أولوية ثانية بالنسبة إليه بعد رغبته في رد الجميل لبوتين، لأنه لا يمتلك طريقة أخرى للقيام بذلك.

“الانتصار في الحرب”

صدر الصورة،REUTERS

نشرت التليغراف تقريرا لبوب سيلي، عضو مجلس العموم عن حزب المحافظين، بعنوان “أوكرانيا تنتصر في الحرب، لكنني أخشى أنها ستخسر في السلام”.

يقول سيلي، إن الحروب المحدودة تنتهي دوما بالمفاوضات، لذلك فما لم تتخذ الحرب الروسية الأوكرانية منحنى فوضويا، يشعل الحرب حول الجميع، فإن جلسات التفاوض قد تكون البديل.

ويضيف “من الصحيح أن الكريملين، بحاجة إلى العثور على مخرج، وإلا فإنه سيبقى أمام خيارين وحيدين إما الانسحاب، أو التصعيد العسكري، أما الخيار الأول فلا يبدو مرجحا، بينما يبدو الخيار الثاني أكثر خطورة، ولا يبدو مريحا، لكنه يبدو واقعيا”.

ويواصل “رغم ذلك سيكون خيار بوتين مدفوعا، بفهمه للمخاطر المتوقعة، وأبرزها هو أنه بالرغم من أداء القوات الأوكرانية، في المعارك، إلا أن أوكرانيا تواجه خطورة خسارة السلام، لأنه من المهم فهم أسلوب تفكير الروس، وأخشى شخصيا أن الحكومات الغربية الساذجة، لا تفهمه”.

ويوضح أن “الكريملين، يتعامل مع وقف إطلاق النار، والمفاوضات كجزء من الصراع، لا كأمر منفصل عنه، وهم يتمتعون بالمهارة الكبيرة في المفاوضات، العدائية، المعتمدة على استخدام القوة، والعنف. وفي الأسس الروسية، تعتمد المفاوضات على كلمة زيتسكي، والتي تعني “خشن، أو قوي، وهي نظرية التفاوض القائمة على السيطرة، والتلاعب”.

ويضيف أن الكريملين سيعتمد على محاولة تقسيم الأوكرانيين بخصوص المفاوضات، على أساس موقف كييف، والخطوط الحمراء لها في عملية التفاوض، وسيكون هدفهم خلق حملة من الضغوط الداخلية في المجتمع الأوكراني، وصنع فجوة بين القيادة، والشعب، والقوات المسلحة أيضا، سعيا لإحداث شرخ في الروح المعنوية، ودفع الشعب للتساؤل “لماذا نقاتل إذا كان قادتنا يقومون ببيعنا”؟

ويقول “لو لم يحصل الكريملين على ما يريد أو ما يظن أنه يستطيع الحصول عليه، فسيقوم بتقديم المزيد من المطالب، والتظاهر بالغضب القائم على الاختلافات في قراءة ما بين السطور، أو الاستفزاز، ومحاولة خلق مرحلة جديدة من الصراع، كان يخطط لها من البداية، وهو ما حصل فعلا خلال أزمة إقليم أبخازيا، مع جورجيا”.

ويعتبر سيلي أن “هذه الحرب هي حرب بوتين، لكن السذاجة في قراءة نواياه شجعته على الوصول إلى هذه النقطة، بينما المزيد من السذاجة الغربية ستؤدي إلى الستمرار المعارك، وبالتالي يجب أن يستمر تدفق الأسلحة الغربية على أوكرانيا بأعلى معدل ممكن، حتى مع وجود أي وقف لإطلاق النار، حتى يتم التوصل لاتفاق سلام نهائي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى