إعادة فرض تأشيرة دخول على شريحة من المكسيكيين للحد من اللجوء

وستدخل القواعد الجديدة حيز التنفيذ عند الساعة 11:30 من مساء اليوم الخميس، 29 شباط (فبراير)، بالتوقيت الشرقي لكندا والولايات المتحدة.

ويأتي هذا القرار بعد أن طالب رئيس حكومة مقاطعة كيبيك، فرانسوا لوغو، الحكومةَ الفدرالية ببذل المزيد من الجهود لإبطاء تدفق طالبي اللجوء إلى مقاطعته، وهو قال الأسبوع الماضي إنّ على الحكومة الفدرالية أن تعيد متطلبات التأشيرة للمسافرين المكسيكيين.

وفي رسالة وجّهها إلى رئيس الحكومة الفدرالية، جوستان ترودو، في 17 كانون الثاني (يناير) الفائت، كتب لوغو أنّ ’’إمكانية دخول كندا من المكسيك بدون تأشيرة تفسر بالتأكيد جزءاً من تدفق طالبي اللجوء‘‘.

لكن لن يتأثر جميع المكسيكيين بإعادة فرض متطلبات التأشيرة. فمن أجل الحفاظ على علاقات جيدة مع الحكومة المكسيكية، وخاصة في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية المكسيكية في الربيع، فضّل فريق ترودو اتّباع نهج أكثر استهدافاً.

وبالتالي، يستهدف الإجراء الجديد بشكل أساسي المكسيكيين الذين لم تطأ أقدامهم كندا مطلقاً.

ووفقاً لتقديرات الحكومة، ستطال إعادة فرض متطلبات التأشيرة قرابة 40% من المكسيكيين الذين يقصدون كندا سنوياً. ومن المفترض أن يؤثر هذا القرار على الغالبية العظمى من طالبي اللجوء المكسيكيين الذين يصلون حالياً بالمئات كل أسبوع، خاصة إلى مطاريْ مونتريال وتورونتو الدولييْن.

إعفاء الطلاب والعمال الزراعيين

سيتم إعفاء عدة فئات من المكسيكيين من متطلبات التأشيرة. فأولئك الذين سبق لهم الحصول على تأشيرة دخول إلى كندا في السنوات العشر الأخيرة، إن على المستوى المهني أو الشخصي، والذين حصلوا على تأشيرة من نوع معين إلى الولايات المتحدة خلال الفترة نفسها، سيتم إعفاؤهم من الإجراء الجديد.

كما أنّ المكسيكيين القادمين للدراسة أو العمل في كندا، بمن فيهم العمال الزراعيون، لن يحتاجوا لتأشيرة.

ومع ذلك، سيتعيّن على هؤلاء جميعاً الحصول على تصريح سفر إلكتروني (AVE / eTA) كما هي الحال منذ نهاية عام 2016.

وستقوم أوتاوا بإلغاء كافة تصاريح السفر الإلكترونية، الممنوحة من قبل وزارة الهجرة، للمكسيكيين الذين لن يكونوا متواجدين على الأراضي الكندية عند دخول القواعد الجديدة حيز التنفيذ. وسيتعيّن على هؤلاء الأشخاص بعد ذلك التقدم بطلب للحصول على تأشيرة.

وللحفاظ على علاقات جيدة مع المكسيك، وافقت الحكومة الكندية على توسيع القطاعات التي يمكن للمكسيكيين العمل فيها في كندا بصفة عمال أجانب. ووفقاً لمعلومات هيئة الإذاعة الكندية، تستهدف حكومة ترودو قطاعيْ زراعة الخضار وتحويل منتجات الصيد البحري.

يُذكر أنّ إعفاء المكسيكيين من تأشيرة لدخول كندا كان أحد وعود ترودو خلال حملة الانتخابات الفدرالية العامة لسنة 2015، الأولى التي خاضها كزعيم للحزب الليبرالي الكندي والتي انتهت بفوزه بحكومة أكثرية بعد زهاء عشر سنوات من حكم حزب المحافظين برئاسة ستيفن هاربر.

وفي نهاية العام التالي وفَى ترودو بوعده، على الرغم من تحفّظ الكثيرين من كبار الموظفين الذين أشاروا إلى مخاطر كان هاربر قد تحدّث عنها عام 2009 عندما فرض على المكسيكيين الراغبين بدخول كندا الحصول على تأشيرة.

ولتبرير قرارها آنذاك، جادلت حكومة المحافظين بأنّ عدداً كبيراً من المكسيكيين، حوالي 10.000 سنوياً، يطلبون اللجوء في كندا وأنّ طلباتهم هذه تُرفض بنسبة عالية جداً.

(نقلاً عن موقعيْ ’’سي بي سي‘‘ وراديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)