قلق وتطمينات بعد الإعلان عن سقف لعدد الطلاب الأجانب
إعلان الحكومة الفدرالية أمس تحديد ’’سقف مؤقت‘‘ لعدد الطلاب الأجانب المقبولين في كندا لعاميْن متتالييْن ترك وقعاً على عدد كبير من الجامعات والمؤسسات التعليمية على امتداد البلاد، ومن ضمنها مقاطعة بريتيش كولومبيا، واجهة كندا على المحيط الهادي وكبرى مقاطعات الغرب، التي تستقبل عدداً كبيراً من هؤلاء الطلاب.
وتضمّ بريتيش كولومبيا 250 مؤسسة تعليم ما بعد ثانوي واستحوذت على 20% من تصاريح الدراسة التي منحتها كندا لطلاب أجانب عام 2022.
ووفقاً لوزير الهجرة واللاجئين والمواطَنة مارك ميلّر الذي أعلن أمس عن هذا الإجراء، يهدف السقف المؤقت لعدد الطلاب الأجانب إلى تخفيف الضغوط على ’’الإسكان والصحة والخدمات الأُخرى‘‘ في كندا.
والهدف الأساسي هو ’’إيقاف‘‘ التأثيرات السلبية ’’لنظام (أصبح) خارج نطاق السيطرة‘‘، وفقاً لميلّر الذي أوضح أنّ بعض الطلاب الأجانب يعانون على أيدي مؤسسات خاصة تستغل رغبتهم في الدراسة في كندا.
جامعة بريتيش كولومبيا (UBC)، إحدى ألمع الجامعات في أميركا الشمالية، علّقت على قرار الحكومة الفدرالية في بيانٍ قالت فيه إنّه المهم أن ’’يستمر الطلاب الدوليون في رؤية كندا كوجهة اختيار‘‘، مؤكدةً على رغبتها في العمل مع حكومة بريتيش كولومبيا ووزارة الهجرة في الأسابيع المقبلة.
وأكّدت الجامعة أيضاً أنّ الطلاب الدوليين يمثلون جزءاً مهماً من النظام البيئي الاقتصادي وأنّ لديهم في الجامعة عدداً كبيراً من الداعمين لمساعدتهم.
ويمثل الطلاب الدوليون 28% من إجمالي عدد الطلاب المسجلين في جامعة بريتيش كولومبيا.
من جانبها، أعلنت حكومة بريتيش كولومبيا أنها تدعم الإجراء الذي أعلنت عنه الحكومة الفدرالية وأكّدت أنّ تخفيض عدد التصاريح الممنوحة للطلاب الأجانب لن يترك آثاراً كبيرة على الشؤون المالية لجامعات المقاطعة.
وفي مقابلة مع شبكة ’’سي بي سي‘‘ (خدمة هيئة الإذاعة الكندية بالإنكليزية) قالت وزيرة التعليم ما بعد الثانوي في حكومة بريتيش كولومبيا، سيلينا روبنسون، إنّها أجرت محادثات مع الوزير ميلّر في الأشهر الماضية.
’’نعمل على سلسلة من الإجراءات التي سيتم الكشف عنها الأسبوع المقبل‘‘، قالت روبنسون، ’’وبالتعاون مع الحكومة الفدرالية سنكون قادرين على الاستجابة للاحتياجات والتحديات التي يواجهها الطلاب الدوليون في بريتيش كولومبيا‘‘.
وأمس قال الوزير ميلّر إنه من المتوقع أن يؤدي السقف الذي أعلن عنه إلى الموافقة على حوالي 360.000 تصريح دراسة لطلاب دوليين في عام 2024، أي بانخفاض نسبته 35% مقارنة بعام 2023.
الطالبة المغربية رانيا تاجمواتي تدرس العلوم السياسية في جامعة بريتيش كولومبيا، وتعتقد أنّ وضع حد أقصى لعدد الطلاب الأجانب يمكن أن يثبط عزيمة المتقدمين في المستقبل.
’’مع زيادة الرسوم الدراسية وخفض عدد الطلاب الأجانب، أعتقد أنّ الأمر قد يكون محبطاً جداً للطلاب‘‘، قالت تاجمواتي.
لكن من وجهة نظر طلاب آخرين يُمكن لهذا التغيير أن يحسّن ظروف الاندماج.
’’أعتقد أنه من الأفضل خفض عدد تصاريح الدراسة التي يتم إصدارها لكي نضمن أنّ الطلاب الذين يأتون إلى كندا سيكون بمقدورهم العثور على عمل‘‘، أوضحت رومان لوكاس جيرارفيل، وهي طالبة فرنسية في كلية التجارة في جامعة بريتيش كولومبيا.
’’فبالإضافة إلى الرسوم (الدراسية) المرتفعة جداً، يكون الأمر أكثر إحباطاً عندما لا يتم العثور على وظيفة لاحقاً (بعد إنهاء الدراسة) ولا يكون بالإمكان البدءُ في سداد الديون‘‘، قالت لوكاس جيرارفيل معتبرةً أنه في بعض الحالات يكون من الأفضل ’’عدم جعل الطلاب يأتون (إلى كندا) من أجل لا شيء‘‘.
يُشار إلى أنه، على كافة المستويات، يتعيّن الانتظار بضعة أسابيع لكي تتضح التفاصيل أكثر.
(نقلاً عن موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)