مقالات

كيف صور القرآن الكريم الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة

الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفرة ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أنّ لا اله الاالله وحدة لاشريك له ، وأشهد أنّ محمد رسول الله. ثبت في الحديث أن أفضل كلمة قالها الناس قول: لا إله إلا الله ؛ تلك الكلمة التي قامت عليها السماوات والأرض، وهي الكلمة الفصل بين الحق والباطل، وهي فيصل التفرقة بين الكفر والإيمان ، إنها خير كلمة عرفتها الإنسانية ، تلك الكلمة التي أخذها الله سبحانه عهداً على بني آدم ، وهم في بطون أمهاتهم ، وأشهدهم عليها، قال تعالى:” وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا” ـ الأعراف:172 ـ ولأهمية كلمة التوحيد ودورها في حياة الأفراد والأمم، فقد ضرب الله لها مثلاً في القرآن، فقال سبحانه :” أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ، وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ” إبراهيم:24-26 ـ يذكر المفسرون أن المراد بـ (الكلمة الطيبة )شهادة أن لا إله إلا الله ، أو المؤمن نفسه، وأن المراد بـ (الكلمة الخبيثة ) كلمة الشرك، أو الكافر نفسه. وهذا المثل القرآني مثل ضربه سبحانه لبيان حال أعمال الكفار، وهو قوله تعالى: “ مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ “ابراهيم:18 فذكر تعالى مثل أعمال الكفار، وأنها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف ، ثم أعقب ذلك ذكر مثل أقوال المؤمنين وهي كلمة لا إله إلا الله وما يتبعها من كلام طيب – بالشجرة الطيبة ، ذات الجذور الثابتة الراسخة في الأرض ، والأغصان العالية التي تكاد تطال عنان السماء لا تنال منها الرياح العاتية ولا تعصف بها – فهي تنبت من البذور الصالحة ، وتجود بخيرها في كل حين ، و بالثمار الطيبة التي يستطيبها الناس ولا يشبعون منها ، فكذلك الكلمة الطيبة تملأ النفس بالصدق والإيمان ، وتدخل إلى القلب من غير استئذان، فتعمل به ما تعمل. أما الكلمة الخبيثة، وهي كلمة الشرك – وما يتبعها من كلام خبيث – كلمة ضارة غير نافعة ، فهي تضر صاحبها، وتضر ناقلها، وتضر متلقيها، وتضر كل من نطق بها ، وتسيء لكل سامع لها، إنها كلمة سوء لا خير فيها، وكلمة خُبْثٍ لا طيب فيها، وكلمة مسمومة لا نفع فيها. فهي كالشجرة الخبيثة، أصلها غير ثابت، ومذاقها مر، وشكلها لا يسر الناظرين، تتشابك فروعها وأغصانها، حتى ليُخيَّل للناظر إليها أنها تطغى على ما حولها من الشجروالنبات، إلا أنها في حقيقة أمرها هزيلة، لا قدرة لها على الوقوف في وجه العواصف والأعاصير، بل تنهار لأدنى ريح، وتتهاوى لأقل خطر يهددها إنها شجرة لا خير يرتجى منها، فطعمها مر، وريحها غير زاكية، فهي شر كلها، وخبث كلها، وسوء كلها – وهكذا الكافر، لا ثبات له في هذه الحياة ولا قرار، فهو متقلب بين مبدأ وآخر، وسائر خلف كل ناعق، لا يهتدي إلى الحق سبيلاً، ولا يعرف إلى الخير طريقاً، فهو شر كله، اعتقاداً وفكراً، وسلوكاً وأخلاقاً ، قد ورد في بعض الروايات أن الشجرة الطيبة التي ورد ذكرها في الآية هي شجرة النخل، وأن الشجرة الخبيثة هي شجرة الحنظل؛ يرشد لذلك ما رواه أبو يعلى في ـ مسنده ـ عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بطبق عليه ثمر نخل، فقال: (مثل “كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ،تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ، هي النخلة ، ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار ، قال: هي الحنظل). وللكلمة الطيبة قدرة على تكوين الثقة بالنفس بدرجة كبيرة، واعلم أن الكلمة الطيبة صدقة – لو لم تكن الكلمة الطيبة تؤدى الى البناء والعمل الطيب لما حث عليها رسولنا الكريم: “الكلمة الطيبة صدقة”عن ابى هريرة- رواه البخارى..وقد دعى القرآن للكلمة الطيبة ، فى قولة تعالى فى سورة البقرة من الآية83 “وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًاً” وقال سبحانه فى الاسراء من الآية 53:” وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ”، وقال سبحانه في سورة فاطر من الآية 10” مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ”. قال صلى الله عليه وسلم: “ اتقوا النار ولو بشق تمرة ، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة” عن عدي بن حاتم الطائى-صحيح مسلم – اللهم اجعلكل كلامنا طيبا ، اللهم اجعل آخر كلامنا من الدنيا شهادة ان لا اله الا الله وان نبيك محمد رسول الله ، اللهمَّ انصر الإسلام والمسلمين في فلسطين وأعزَّهم ، اللهم حرر بيتالمقدس من نجس اليهود القردة الخنازير انهم تجبروا وأراقوا دماء الرضع والنساء ، والشيوخ والصبيان ، اللهم سدد رميهم وانصرهم على الصهاينة. اللهم إجعلنا من أهل الجنة ومن أهل طاعتك ومحبتك ورضوانك ، وأدْخلنا الفردْوس الأعْلى بغيرحساب ولا سابقة عذاب ، وَإِنَّكَ رَبٌّ غَفُورٌ كَرِيمٌ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنَّا ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ عَمَلَنَا كُلَّهُ خَالِصَاً لِوَجْهِكَ الكَرِيمِ ، وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيِنِ ، وَالحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِيِنَ. اللهم آمين – وإلى اللقاء.

بقلم أم تامر المصري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى