أخبار سريعةأخبار عاجلة

أونتاريو تواجه أزمة بسبب النقص في أطباء الأمراض الجلدية

تواجه مقاطعة أونتاريو ’’أزمة‘‘ بسبب النقص في أطباء الأمراض الجلدية وزيادة الطلب على هؤلاء الأطباء المتخصصين. هذه هي ملاحظة الدكتور دافيندرا سينغ، مؤسس عيادة ’’أفانت ديرم‘‘ (AvantDerm) للأمراض الجلدية في تورونتو.

ويشكّل الوضع في عيادة الدكتور سينغ دليلاً على هذه الأزمة. فكلّ صباح ينتظر عشرات المرضى في طابور أمام العيادة على أمل رؤية طبيب أمراض جلدية دون موعد مسبق، وإلّا سيكون عليهم الانتظار عدة أشهر قبل مقابلة الطبيب.

كان الطلب موجوداً على الدوام في هذه العيادة ’’لأنّ لا أحد يفعل ما نفعله‘‘، يقول مؤسسها. فعيادة ’’أفانت ديرم‘‘ هي من بين العيادات القليلة في كندا التي تقدّم خدمات طب الأمراض الجلدية دون موعد مسبق.

وتأسست العيادة عام 2010 وتضمّ ثلاثة أطباء أمراض جلدية وجرّاح تجميل. والدكتور سينغ هو الوحيد الذي يعمل فيها بدوام كامل.

طابور المنتظرين أمام عيادة ’’أفانت ديرم‘‘ للأمراض الجلدية في تورونتو.

طابور المنتظرين أمام عيادة ’’أفانت ديرم‘‘ للأمراض الجلدية في تورونتو.

الصورة: Radio-Canada

طابور انتظار بطول 20 متراً

حصلت ديبورا تساغريس على إحالة لزيارة طبيب أمراض جلدية في آذار (مارس) الفائت، أمّا الموعد الذي حصلت عليه للقيام بهذه الزيارة ففي شباط (فبراير) المقبل، أي بعد عام تقريباً من تاريخ إحالتها.

’’من المخيب للآمال أن نصل إلى هذه الحالة في ظل النقص في الأطباء‘‘، تقول تساغريس.

ذهبت تساغريس إلى عيادة ’’أفانت ديرم‘‘ عند الساعة 6:30 صباحاً آملةً بمقابلة طبيب أمراض جلدية. عند الساعة 7:45، أي قبل 15 دقيقة من فتح العيادة أبوابها، كانت الخامسة في طابور طويل، يقف خلفها حوالي 50 شخصاً.

وكانت هذه محاولتها الثانية للقاء طبيب في هذه العيادة. فقبل أسبوعين وصلت قبل 30 دقيقة من موعد الافتتاح، لكن كان قد فات الأوان، إذ لم يعد لها دور في ذاك اليوم. فالعيادة تعمل وفقاً لمبدأ من يأتي أولاً يُخدَم أولاً.

’’من الواضح أنّ هناك حاجة‘‘ لمزيد من أطباء الأمراض الجلدية، تقول تساغريس.

أسامة طبّارة يتحدث لهيئة الإذاعة الكندية وهو ينتظر أمام عيادة ’’أفانت ديرم‘‘ في تورونتو.

أسامة طبّارة يتحدث لهيئة الإذاعة الكندية وهو ينتظر أمام عيادة ’’أفانت ديرم‘‘ في تورونتو.

الصورة: Radio-Canada

’’لديّ شيء ما في ظهري، ولا أعرف ما إذا كان سرطانياً أم لا‘‘، يقول من جهته، وبقلق، أسامة طبّارة.

’’أنا مستعدّ للدفع، وسأدفع بكل سرور 100 دولار لمعرفة ما إذا كان هذا الشيء سرطانياً أم لا‘‘، يضيف طبّارة.

ويعتقد طبّارة أنه يجب أن يكون هناك المزيد من الخيارات للمرضى، ومن ضمن ذلك المزيد من العيادات التي تستقبل المرضى دون موعد مُسبق، مثل عيادة ’’أفانت ديرم‘‘.

’’وقتي، يوم عملي، القلق. يجب أن يكون هناك خيار آخر‘‘، يرى طبّارة.

يقولون إنّ الرعاية الصحية مجانية في كندا، لكنك تدفع ثمنها من وقتك أو من صحتك النفسية، ناهيك عن الضرائب.

نقلا عن أسامة طبّارة، أحد سكّان تورونتو

يشير الدكتور دافيندرا سينغ إلى أنه في السنوات الأخيرة، وخاصة خلال جائحة كوفيد-19، ارتفع الطلب على خدمات طب الأمراض الجلدية ’’بشكل كبير‘‘.

لقطة من الجو لوسط تورونتو، عاصمة أونتاريو وكبرى مدن كندا.

لقطة من الجو لوسط تورونتو، عاصمة أونتاريو وكبرى مدن كندا.

الصورة: Radio-Canada

ويوجد في أونتاريو ما يقرب من 250 طبيب أمراض جلدية. ووفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن سلطات المقاطعة، ارتفع عددهم بنسبة 5,5% بين عاميْ 2018 و2021. وتؤكد وزارة الصحة الأونتارية في رسالة بالبريد الإلكتروني أنّ هذه الزيادة ’’أعلى بكثير من نسبة النمو السكاني خلال الفترة نفسها‘‘.

لكنّ الدكتور سينغ يخفف من أهمية هذه الأرقام. فوفقاً له، هذا الرقم لا يمثل الواقع بدقة، لأنّ العديد من أطباء الأمراض الجلدية يعملون بدوام جزئي والكثيرون منهم يقدّمون بشكل حصري أنواعاً معينة من الخدمات، مثل الجراحة أو العلاجات التجميلية.

من جهته، يشير الدكتور سامح حنّا، المتحدث باسم الجمعية الكندية للأمراض الجلدية (CDA / ACD) والمدير الطبي لعيادة ’’طب الجلد على شارع بلور‘‘ (Dermatology On Bloor) في تورونتو، إلى أنّ 60% من أطباء الجلد في أونتاريو تجاوزوا سنّ الـ60.

إذا لم تتغير الأمور، لن يكون الوضع أفضل خلال عشر سنوات، سيكون أسوأ.

نقلا عن الدكتور سامح حنّا، المتحدث باسم الجمعية الكندية للأمراض الجلدية

ووفقاً للدكتور حنّا ينبغي أن يتوفّر في المقاطعة أربعة أطباء أمراض جلدية لكل 100 ألف نسمة، في حين أنّ العدد الحالي هو نصف هذا العدد إن لم يكن أقلّ.

ويقول الدكتور حنّا إنّ نموذج عيادة ’’أفانت ديرم‘‘ فكرة جيدة، لكنه لا يمكن أن يشكّل حلّاً لمشكلة ممنهجة.

وأونتاريو هي كُبرى مقاطعات كندا من حيث عدد السكان وحجم الاقتصاد، يبلغ عدد سكانها نحواً من 15,5 مليون نسمة وفقاً لتقديرات وكالة الإحصاء الكندية للربع الثاني من العام الحالي.

(نقلاً عن موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى