مونتريال ’’على موعد‘‘ مع عبد الحليم حافظ وشادية
’’تعالي أقولك’’ هو عنوان العرض الغنائي الذي ستنظّمه الأوركسترا الكندية العربية (Canadian Arabic Orchestra) يوم الجمعة المقبل 12 مايو/أيار في قاعة أوسكار بيترسون التابعة لجامعة كونكورديا في مونتريال.
يقول عمر نجار، مدير العلاقات العامة للأوركسترا الكندية العربية (نافذة جديدة)، إنّ ’’الأوركسترا مؤسسة خيرية تعنى بنشر الثقافة والفن العربي بكندا.‘‘
وتعنى أيضا باستقطاب الأصوات والمواهب العربية الموجودة في كندا واعطائها فرصة للتمكّن من تطوير فنّها والتعلّم ويكون لها منصّات لتقديم فنّها وخدمة جالياتنا العربية في كندا.
بدأت الأوركسترا نشاطاتها بمقاطعة أونتاريو وهي حاليا حاضرة في مقاطعات متعدّدة. ويضيف عمر نجّار الذي يحضّر لحفلة مونتريال أنّ ’’كيبيك كانت من أول المقاطعات التي توجّهنا إليها بعد أونتاريو. ونقوم حاليّا بعروض في بريتيش كولومبيا ومانيتوبا وألبرتا [وغيرها].‘‘
تلاقي الأوركسترا ترحيبا وقبولا كبيرا من قبل الجاليات العربية لأنّه قبل الأوركسترا العربية، لم يكن هناك حضور فنّي راق يقدّم الفنّ العربي الأصيل.
وتأسست الأوركسترا في عام 2015. وفي 2017، أطلقت الأوركسترا مهرجان الموسيقى والفنون العربية الذي يُنظَّم خريف كلّ سنة في منطقة تورونتو الكبرى.
في 2019، بدأت تنظيم جولة العروض عبر المقاطعات الكندية. ’’بدأنا عروضنا في أونتاريو بالموازاة مع كيبيك وبالتحدي في مونتريال. كما نعرف، في مونتريال هناك جاليات عربية ذواقة للفنّ. يمكنني أن أقول أنّ جمهور هذه المدينة يسجّل أعلى مستويات التفاعل مع حفلاتنا عبر كندا‘‘، كما أكّد عمر نجار.
وتقول هادية كمال التي ستؤدّي أغاني شادية خلال الحفل إنّ ’’معظم عروضنا مناسبة لجميع الأعمار. هناك جزء كبير من الجمهور يتفاعل بسبب النوستالجيا أو الحنين إلى الماضي ويتشكّل عموما من جيل تجاوز سنّا معينة. لكّن الشباب الذي نشأ في بيوت تستمع للغناء العربي فهو متعوّد على الفنّ العربي. ويفاجئنا هؤلاء الشباب الذين يأتون مع أهلهم بتفاعلهم الشديد مع العروض.‘‘
ويضيف من جانبه عمرو علي الذي سيقوم بأداء أغاني عبد الحليم أنّه عندما ’’نظّمت الأوركسترا سلسلة حفلات العندليب [التي أعطت حفلات ’تعالي أقولك‘ الحالية] في فبراير/شباط الأخير فوجئت بوجود حتى الأطفال في الجمهور. وقد سُعدت بفتاة صغيرة عمرها ثمان سنوات وهي تقول بعد العرض إنّها أُعجبت بأغنية ’أهواك‘ لعبد الحليم حافظ. هي لم تعرف المطرب وحتى أنا وُلدت بعد رحيله.‘‘
ويقول عمرو علي إنّ ’’حفلات ’تعالي أقولك’ هي تطوير لحفلات ’العندليب‘ التي نظّمتها الأوركسترا في بداية السنة.‘‘
وعن حفلات العندليب أوضح عمرو علي أنّه نشأ في بيت يتذوّق غناء عبد الحليم حافظ لأنّ والده من عشاق الفنان الراحل. ’’بالنسبة لوالدي، عبد الحليم حافظ هو أعظم مطرب في التاريخ.‘‘
وكان عمرو علي يتمنّى أن يغنّي لعبد الحليم على خشبة مسرح حيث كان يغنّي قبل التحاقه بالأوركسترا وأصدر ألبوماً لأغانيه فيما سبق.
وطرح الفكرة على مدير الأوركسترا وعلى قائد الفرقة ونيس مبيّض ’’ومن ثمّ تبلور مشروع ’العندليب’ ‘‘، كما قال.
ونُظّمت حفلات ’’العندليب‘‘ في منطقة تورونتو الكبرى وكانت ’’ناجحة جدا’’، وفقا له.
ويضيف عمر نجّار أنّ ’’حفلات ’العندليب‘ انطلقت بعدد محدود من الموسيقيين والمغنّين من الأوركسترا الكندية العربية. وأردنا تطويرها كما هو الحال مع كلّ مشاريعنا. ورأينا أنّ إضافة شادية سيعطي تركيبة ناجحة.‘‘
كان بين شادية وعبد الحليم كيمياء شديدة على الشاشة [في السينما] وكانت لهما شهرة كبيرة في العالم العربي. وقدّموا أحلى ثنائي عربي قريب من قلب الجمهور.
وقال إنّ إضافة شادية تشكّل فرصة لتقديم الأصوات النسائية للأوركسترا.
ويذكّر من جانبه عمرو علي أنّ ’’حفلات العندليب‘‘ تخللها ثنائيان مع أغنيتين لشادية. مع ’تعالي أقولك’ كثّفنا وجود أغاني شادية.‘‘
وفي حفل ’’تعالي أقولك‘‘، تتداول هادية كمال مع زميلتها رهف على آداء أغاني شادية بينما يقوم إيفان حسين بآداء إحدى أغاني عبد الحليم حافظ مكان عمرو علي الذي يؤدّي كلّ أغاني الحفل.
وتقول هادية كمال إنّ إضافة أغاني شادية يضفي ’’طابعاً دراميّاّ ولطيفاً لتسلسل أغاني الحفلة ويجعل الجمهور يحسّ بالتنوّع دون أيّ رتابة.‘‘
وتضيف أنّها لا تخشى المشاركة في تمثيل هذا الثنائي العملاق.
الخوف دائما موجود [وهي تمزح]. لكنّ أعتقد أننا تدرّبنا جيّداً ونحن متناغمون فيما بيننا كمجموعة متكاملة من المغنيين والموسيقيين هذا يجعلنا قريبين من الجمهور.
وتضيف أنّ ’’ردّ فعل جمهور الثلاث حفلات الأخيرة من الجولة الكندية لعرض ’تعالي أقولك’ جعلنا يقين بأننا على الطريق الصواب.‘‘
وللإشارة، انطلقت الجولة الكندية 2023 لحفلة ’’تعالي أقولك‘‘ للأوركسترا الكندية العربية في 28 أبريل/نيسان في فانكوفر ثمّ ادمونتون فكالغاري.
وبعد حفلة مونتريال المبرمجة في 12 مايو/أيار، ستقام حفلات في كلّ من أوتاوا وويندسور ثمّ وينيبغ.
ولا تتميّز حفلات الأوركسترا الكندية العربية بموسيقاها الراقية فقط. ويُعجب الجمهور بأناقة أعضائها.
عادة تكون ملابس الفرقة موحّدة عندما يشارك كلّ الأعضاء الأوركسترا. ’’لكنّ في حفلة ’تعالي أقولك‘ وبما أنّ عددنا أقلّ على الخشبة ونظهر بشكل منفرد، استعننا بمصممة الأزياء مايا شربين من مونتريال. صمّمت لنا أزياءً [للنساء] ليست بالضرورة من حقبة شادية وعبد الحليم لكنّها تتميز بالأناقة منسجمة مع الشكل العامّ للحفلة‘‘، كما قالت هادية كمال.
ولا يقتصر الحضور على أبناء الجالية العربية في حفلات الأوركسترا الكندية العربية، وفقا لعمرو علي.
يمكنك قراءة تعليقات على صفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي لأشخاص ليسوا من الجالية العربية وأُعجِبوا بحفلاتنا. ويمكن مشاهدة فيديوهات لهم وهم يتفاعلون خلال هذه الحفلات. شخصيّا تفاجأت بذلك.
وعن البرنامج الغنائي للعرض، تشير هادية كمال إلى المزج بين أغني تنتمي لحقب مختلفة من حياة عبد الحليم حافظ.
اخترنا أغاني تعود إلى ستينيات القرن الماضي إلى آخر أغانيه ’قارئة الفنجان’. ولكلّ أغنية طابع مختلف. والتنوّع يميّز اختيار الأغاني سواءً بالنسبة لعبد الحليم أو شادية.
وعن جمهور مونتريال، تقول هذه الأخيرة إنّه ’’جمهور يكون دائما مترقِّبا في بداية الحفلة. ثم يتفاعل بشكل أكبر ويندمج مع الإيقاع.‘‘
ويضيف عمرو علي أنّ ما يميّز جمهور مونتريال لا يتكوّن فقط من أبناء الجاليات العربية. ’’هناك حضور للجاليات غير العربية في حفلاتنا بمونتريال أكثر مما هو الحال في المدن الكندية الأخرى.‘‘