أخبار كندا

كندا تقبل المزيد من الطلاب الأفارقة الفرنكوفونيين

أحد مداخل جامعة مونتريال، إحدى أهم الجامعات الفرنكوفونية في العالم (أرشيف).

الصورة: GETTY IMAGES / MARC BRUXELLE

 

RCI

شيئاً فشيئاً بدأت الأمور تتغير بالنسبة لجامعات كيبيك. فبعد الإدانة القوية لرفض وزارة الهجرة الكندية تصاريح الدراسة للطلاب الأفارقة الناطقين بالفرنسية بمعدلات مرتفعة، لوحظت بعض التحسينات في الآونة الأخيرة.

’’نشهد تغييرات إيجابية على أرض الواقع‘‘، يقول رئيس جامعة كيبيك في ترْوا ريفيير (UQTR)، كريستيان بلانشيت.

وهذا الحرم الجامعي التابع لجامعة كيبيك والكائن في مدينة ترْوا ريفيير هو المؤسسة الناطقة بالفرنسية الأكثر تضرراً من الرفض الهائل للملفات. ففي العام الماضي رفضت دوائر الهجرة الكندية 79% من الطلبات المقدَّمة إليه من طلاب أفارقة فرنكوفونيين.

لكن هذا الخريف ’’سُجِّل تحسّن هام‘‘، يؤكّد بلانشيت الذي يرغب، مع ذلك، في الانتظار بضعة أشهر قبل الكشف عن تقييم كمّي.

كان من الضروري إجراء تعديلات في وزارة الهجرة الكندية. آمل أن تكون هذه (علامات تبشّر بـ) حلّ دائم وعدالة كاملة. يجب معاملة أصحاب الطلبات الأفارقة مثل الآخرين.نقلا عن كريستيان بلانشيت، رئيس جامعة كيبيك في ترْوا ريفيير

رئيس جامعة كيبيك في ترْوا ريفيير، كريستيان بلانشيت (أرشيف).

الصورة: RADIO-CANADA / JOSÉE DUCHARME

وعلى غرار جامعة كيبيك في ترْوا ريفيير، يقوم العديد من المؤسسات التعليمية في مقاطعة كيبيك بزيادة الحملات الهادفة لجذب المزيد من الطلاب من منطقتيْ المغرب الكبير وإفريقيا الغربية، حيث السكان فرنكوفونيون بنسبة عالية.

’’هذه قضية مهمة للغاية. لا نريد فقط أفضل الطلاب الأجانب، لكننا أيضاً بحاجة إليهم للحفاظ على بعض البرامج التي نقدّمها‘‘، يلفت بلانشيت.

وكما أظهرت عدة دراسات استقصائية أجراها راديو كندا وصحيفة ’’لو دوفوار‘‘ الصادرة في مونتريال العام الماضي، فقد ارتفعت معدلات رفض الطلبات بشكل كبير في السنوات الأخيرة.

وبلغ معدّل رفض الطلاب من بعض الدول 80% أو أكثر. وفي كندا، كانت كيبيك، المقاطعة الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية، الأكثر تضرراً.

ولتبرير قرارهم، كان موظفو دوائر الهجرة يقولون، في معظم الأحيان، لأصحاب الطلبات من الطلاب الأفارقة إنهم غير مقتنعين بأنّهم (الطلاب) سيغادرون كندا في نهاية فترة إقامتهم.

وهذه الحجة تتعارض مع حملات التوظيف التي تقوم بها الحكومة في العديد من البلدان لجذب الطلاب والعمّال الأجانب، خاصة فيما كندا تعاني نقصاً في اليد العاملة.

مصافحة بين رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو والأمينة العامة للمنظمة الدولية للفرنكوفونية لويز موشيكيوابو في قمة الفرنكوفونية الشهر الماضي في جزيرة جربة التونسية، ويبدو علم تونس في يسار الصورة.

الصورة: LA PRESSE CANADIENNE / SEAN KILPATRICK

وهذه الحقائق التي تمّ الكشف عنها، والتي اعتبرها رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو ’’مقلقة‘‘، أثارت ردود فعل على أعلى المستويات، حتّى أنها أُثيرت في القمة الأخيرة لمنظمة الفرنكوفونية التي انعقدت في تونس قبل أسبوعيْن.

وتعرّضت كندا لانتقادات في القمة على خلفية هذا الواقع في وقتٍ تحاول فيه تقوية روابطها مع القارة الإفريقية.

وفي الوقائع، بعد الاعتراف بوجود ’’عنصرية‘‘ و’’تمييز‘‘ داخل وزارة الهجرة الكندية، قامت الحكومة الفدرالية بمراجعة ممارساتها.

والآن باتت تتمّ الموافقة على أكثر من 4 طلبات من أصل كلّ 10 طلبات من طلاب دول إفريقيا الفرنكوفونية. وهذه زيادة قدرها 14 نقطة مئوية في عام واحد فقط، وهي سُجِّلت بعد أن شكّلت الحكومة الفدرالية وحكومة كيبيك لجنة عمل مشتركة اتخذت بعض الإجراءات.

سُجِّلت زيادة في معدلات قبول الطلاب الأفارقة الناطقين بالفرنسية من 27% في عام 2021 إلى 41% حالياً.نقلا عن إيزابيل دوبوا، ناطقة باسم وزارة الهجرة الكندية

وتفاوتت الزيادة في معدلات قبول الطلاب الأفارقة في كندا بين بلد وآخر، ففي تونس مثلاً ارتفع معدّل القبول بين عاميْ 2020 و2022 من 59% إلى 71%، وفي المغرب من 42% إلى 52%، وفي الجزائر من 14% إلى 33%، وفي بنين من 12% إلى 32%، وفي الكاميرون من 11% إلى 30%، وفي السنغال من 19% إلى 30%. وفي ساحل العاج سُجِّل ارتفاع محدود، من 37% إلى 40%.

(نقلاً عن موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى