أخبار الوطن

فائزون بجائزة نوبل يوجهون رسالة للقادة المشاركين بقمة المناخ في مصر

الحرة – واشنطن

علاء عبد الفتاح مضرب عن الطعام منذ الثاني من أبريل الماضي

دعا مجموعة من الحائزين على جائزة نوبل في الآداب في رسالة قادة العالم الذين سيحضرون قمة المناخ في مصر إلى المساعدة في إطلاق سراح الآلاف من السجناء السياسيين في البلاد، بمن فيهم الناشط علاء عبد الفتاح المضرب عن الطعام منذ ستة أشهر ويواجه “خطر الموت”.

وجاء  في الرسالة، التي وقعها 13 من الحائزين على جائزة نوبل للآداب واثنان آخران أحدهما حائز على جائزة نوبل للكيمياء والآخر في الفيزياء، أن قادة العالم يجب أن “يتحدثوا عن أسماء السجناء ويدعوا لإطلاق سراحهم ويطلبوا من مصر طي هذه الصفحة لتصبح شريكا حقيقيا في مستقبل مختلف.. مستقبل يحترم حياة الإنسان وكرامته”.

وذكر الفائزون في رسالتهم أن “علاء عبد الفتاح أمضى السنوات العشر الماضية، أي نحو ربع حياته، في السجن بسبب كتاباته”.

وأضافوا: “بصفتنا حائزين على جائزة نوبل، فإننا نؤمن بقوة الكلمات التي تغير العالم والحاجة إلى الدفاع عنها إذا أردنا بناء مستقبل أكثر استدامة وأكثر عدلا”.

وحث الفائزون قادة العالم المشاركين في قمة المناخ إلى “اغتنامها لمساعدة المسجونين والمنسيين وعلى وجه التحديد في البلد الذي ستعقد فيه القمة”.

وتقدر منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن هناك أكثر من 60 ألف سجين سياسي في مصر، فيما فر العديد من النشطاء منذ وصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للسلطة.

وعبد الفتاح من أبرز نشطاء ثورة العام 2011 التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك. وأمضى معظم العقد الماضي خلف القضبان أولا بسبب تنظيمه مظاهرات ضد قانون يحظر التظاهر، ثم بشأن الانتهاكات المزعومة للأمن القومي.

وسيصعد علاء عبدالفتاح، إضرابه عن الطعام في السجن، حسبما قالت والدته، ليلى سويف، لقناة “الحرة”، حيث سيتوقف “عن تناول الـ100 سعرة حرارية في اليوم، واعتبارا من يوم 6 نوفمبر مع بداية قمة المناخ سيضرب تماما عن المياه”.

والشهر الماضي، قالت الناشطة المصرية، سناء سيف عبدالفتاح، شقيقة علاء، إن شقيقها أصبح “جلدا على عظم” مع استمرار إضرابه عن الطعام لـ 200 يوم في السجون المصرية.

ويتزامن احتجاج علاء عبدالفتاح مع انعقاد مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب27) الذي يستضيفه منتجع شرم الشيخ السياحي المطل على البحر الأحمر في شرق مصر، بمشاركة الرئيس الأميركي، جو بايدن، وقادة دول أجنبية آخرين.

اعتقال ناشط هندي ومحاميه

والأحد الماضي، احتجزت السلطات الناشط الهندي أجيت راجاغوبال، طوال الليل في القاهرة، بعد أن انطلق منفردا في مسيرة احتجاجية للتوعية بالعدالة المناخية، وكان يخطط للسير عدة مئات من الكيلومترات على الطريق المؤدي إلى شرم الشيخ.

وقالت جماعة حقوقية إن عملية اعتقال راجاغوبال لم تكن قانونية، وأكدت أن قوات الأمن المصرية اعتقلت ما يقرب من 70 شخصا في القاهرة ومدن أخرى مؤخرا بينما تحاول السلطات قمع أي احتجاجات مخطط لها بالتزامن مع قمة المناخ (كوب27).

واعتقل راجاغوبال، الذي كان يمشي بمفرده حاملا لافتة بيضاء تدعو إلى العدالة المناخية، عند نقطة تفتيش أمنية لأنه لم يحصل على إذن مسبق للاحتجاج، وفقا لصحيفة الغارديان.

وأضافت الصحيفة أن الناشط الهندي تمكن من الاتصال بصديق مصري وهو المحامي مكاريوس لحظي، قبل أن يتم نقله إلى مركز للشرطة حيث احتجز بمعزل عن العالم الخارجي لمدة 27 ساعة.

وبينت الصحيفة أن لحظي، الذي ذهب للبحث عن راجاغوبال، اعتقل هو الآخر لأنه لم يخبر الشرطة بنوايا الناشط الهندي واحتجز لأكثر من 24 ساعة.

وتابعت الصحيفة أن خبر اعتقالهما لم يكن لينتشر لولا أن لحظي كان على اتصال هاتفي مع أحد اقاربه عندما اتصل راجاغوبال طالبا المساعدة، مبينة أن أقارب لحظي دق ناقوس الخطر بعد عدم تمكنه من الوصول إليه، مما أدى إلى انتشار النبأ على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأدانت المفوضية المصرية للحقوق والحريات، وهي إحدى مجموعات حقوق الإنسان المستقلة القليلة التي لا تزال تعمل في البلاد، اعتقال الرجلين وقالت إنها علامة واضحة على أن النظام غير مستعد لتحمل حتى أبسط أشكال الاحتجاج.

وأضافت في بيان “لماذا طلبت الحكومة المصرية استضافة قمة المناخ في حين أن القيود الأمنية ستعرقل أبسط تحركات ومظاهر الاحتجاج على الأزمة البيئية؟”.

وأفرج عن الرجلين بعد ظهر الاثنين، لكن احتجازهما يسلط الضوء على عمليات القمع والرقابة اليومية التي يواجهها المواطنون المصريون العاديون، وفقا للصحيفة.

والاحتجاجات العامة محظورة فعليا في مصر، بعد حملة واسعة على المعارضة السياسية بدأت مع الإطاحة بالرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين عام 2013 على يد قائد الجيش آنذاك عبد الفتاح السيسي، بعد احتجاجات على حكمه.

ويقول السيسي، الذي انتخب رئيسا عام 2014، إن الإجراءات الأمنية ضرورية لتحقيق الاستقرار في مصر. وكانت الحملة الأمنية قد شملت بعض النشطاء الليبراليين وكذلك الإسلاميين.

وقالت الرئاسة المصرية لمؤتمر المناخ إن الاحتجاجات سيُسمح بها في مناطق محددة في مدينة شرم الشيخ خلال القمة، لكن نشطاء أعربوا عن قلقهم من تقييد أصواتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى