نقطة ضوء

عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ

الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرورأنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أنّ لا اله الاالله وحدة لاشريك له ، وأشهد أنّ محمد رسول الله. إن الله قد أحاط بعلم الغيوب كلها ، وهو شاهد على علم الشهادة كله ، لهذا قال الله تعالى عن نفسه: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ) الرعد:9 ، وقال الله – جل وعلا: (أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ) التوبة:78. فالغيب: ما غاب عن الناس ، والشهادة:ما شهدوه وأبصروه وعاينوه ، فعلم الله سبحانه وتعالى – تام وكامل ومحيط بكل شيء ولا يلحقه نسيان (وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا) مريم: 64. أحاط علمه بالحبة في ظلمات الأرض ، وبالورقة الساقطة فيها ، وعلمُه بمكاييل البحار وعدد قطر الأمطار. قال الله سبحانه وتعالى:(وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ) سورة الأنعام: 59 ،(وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء) سورة البقرة: 284 – وتأتي الآيات الكثيرة في كتاب الله ، لتذكر بأن الله يعلم بالعباد ، وآجالهم ، وأرزاقهم ، وأحوالهم ، ومن يكون منهم من أهل الجنة ، ومن يكون منهم من أهل النار، قبل أن يخلقهم ويخلق السموات والأرض ، فهو سبحانه وتعالى عليمُ بما كان وما هو كائن وسيكونُ ، ولا يخفى عليه خافية في الأرض ولا فى السماء ، أحاط عِلمُه بجميع الأشياء باطِنِها وظاهرها ، دقِيقها وجليلها. قال تعالى :(إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) سورة لقمان:34 ، وقال سبحانه:(قُل لّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) سورة النمل:65. فالله -عزوجل- كتب مقادير الخلائق في اللوح المحفوظ قبل أن يخلقهم بخمسين ألف سنة ، وكل ذلك عن علمه بما فى اللوح من حساب وتقدير ، وكيف ومتى يتم الإبداع والتصوير؟ كما قال تعالى :(أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ ، إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) سورة الحج: 70. وقال أيضاً:(مَا  أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) سورة الحديد :22. علم الله بالشيء حال كونه وتنفيذة ووقت خلقه وتصنيعه ، كما قال – تعالى: (اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ ، عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ) سورة الرعد : 9-8. وقال – تعالى: (يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ) سورة سبأ:2. إنَّ يقين المؤمن بأن الله يعلم أحواله ، سرها وإعلانها ، يحمله على التهيب من الإقدام والجرأة على حدود الله والاعتقاد بأن الله -عز وجل – علم في الأزل جميع ما هو خالق ، وعلم جميع أحوال خلقه ، وأرزاقهم ، و آجالهم ، وأعمالهم ، وشقاوتهم وسعادتهم ، وجميع حركاتهم وسكناتهم : أين تقع؟ ومتى تقع؟ وكيف تقع؟ كل ذلك بعلمه ، لا تخفى عليه منهم خافية ، سواءٌ فى علمه الغيبُ والشهادةُ ، والسرُ والجهرُ ، والجليلُ والحقيرُ ، لا يغيب عن علمه مثقال ذرة في السموات ولا الأرض ،ولا فى الدنيا ولا فى الآخرة. (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء) سورة آل عمران :5. فهذا الاعتقاد يورث المؤمن تعظيم الله والرضا عنه والتسليم لمقاديره حلوها ومرها – إن الإيمان بعلم الله يجعل الإنسان يعتدل فى حياته فلا تبطره النعمة ولا تقنطه المصيبة لعلمه أن الجميع من عند الله ، وأن ذلك بعلم الله ومشيئته. اللهم متعنا نعمة الصحة ونعمة الدين ، وجملنا بحليتين قلب رحيم وعقل سليم ، أنا نسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم ، اللهم احشرنا مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا ، اللهم اجعله حجة لنا ولا تجعله حجة علينا، اللهم أدخلنا الفردوس الأعلى بغير حساب ولا سابقة عذاب. وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيِنِ ، وَالحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِيِنَ . اللهم آمين – وإلى اللقاء

إعداد أم تامر المصرى

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى