وصلت أوكرانيا مؤخرا.. كيف تعمل صواريخ هارم المضادة للرادار؟
صاروخ هارم يمكنه أن يجد الهدف ويهاجمه ويدمره باستخدام الحد الأدنى من الأوامر من طاقم الطائرة (رويترز)
أفادت تقارير بأن الولايات المتحدة سلمت كييف صواريخ مضادة للرادار، لتستخدمها الطائرات الأوكرانية في ضرب أنظمة الرادار الروسية، وفقا لإعلان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون). وهذه هي المرة الأولى التي تقر فيها وزارة الدفاع الأميركية بتقديم صاروخ إلى أوكرانيا لم يتم الإبلاغ عنه من قبل.
وأرسلت الولايات المتحدة “حفنة” من الصواريخ، حسب كولن كال -مساعد وزير الدفاع لشؤون السياسة- الذي لم يحدد عددها أو متى تم إرسالها، كما لم يحدد نوع الصاروخ المضاد للإشعاع الذي تم إرساله.
ومع ذلك، يبدو أن الأنظمة سلسلة من صواريخ “إيه جي إم-88” (AGM-88) عالية السرعة والمضادة للإشعاع التي تعرف اختصارا باسم “هارم” (HARM) والتي تشمل عدة أنواع من الصواريخ، وفقًا لما قاله مسؤول دفاعي لشبكة “سي إن إن” (CNN).
ما صواريخ “هارم”؟ وكيف تعمل؟
وفقا لشبكة التحليل العسكري لاتحاد العلماء الأميركيين، فإن هارم صاروخ تكتيكي جو-أرض أسرع من الصوت مصمم للبحث عن أنظمة الدفاع الجوي المجهزة بالرادار وتدميرها.
ويمكن أن يكتشف هارم هدفا ويهاجمه ويدمره باستخدام الحد الأدنى من الأوامر من طاقم الطائرة. يتم توجيه الصاروخ آليا عبر تحديد واستقبال الإشارات المنبعثة من رادار أنظمة الدفاع الأرضي المعادية. كما أن لديه القدرة على تمييز هدف واحد حتى لوكان هناك أكثر من إشارة، بمعنى آخر يحصل الصاروخ على إحداثياته من الهدف وليس من طاقم الطائرة.
ويحتوي نظام التوجيه الآلي المميز على هوائي ثابت يلتقط الإشارات ورأس في مقدمة الصاروخ يعمل مستكشفا. مع وجود محرك صاروخي عديم الدخان، يعمل بالوقود الصلب ومزدوج الدفع لدفع الصاروخ.
وعندما يلتقط الهوائي الإشارات ويصبح الصاروخ في مجال رؤية الرادار تقوم البرمجية بتحديد موقع الإشارة وإحداثياتها وتنقية المعلومات من أي تشويش قد يتعرض له الصاروخ بواسطة خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وهنا يصدر الأمر آليا للصاروخ بالتوجه للهدف وتدميره، ويحدث ذلك في أجزاء من الثانية.
ويحتوي الإصدار “بي” (B) على قسم توجيه محسّن يشتمل على برامج تكتيكية محسّنة وذاكرة قابلة لإعادة البرمجة إلكترونيًا.
يبلغ مدى طراز “رايثون” (Raytheon) -وهو أحد الأنواع المعروفة لهذا الصاروخ- أكثر من 30 ميلا (48 كم)، مما يجعله أحد الأسلحة بعيدة المدى التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا حتى الآن.
وجعلت أنظمة الرادار الروسية المضادة للطائرات، مثل “إس-400” (S-400) من الصعب جدًا للقوات الجوية الأوكرانية التحليق فوق أجزاء كبيرة من المجال الجوي الأوكراني، ولهذا تستعين أوكرانيا بصواريخ هارم لاستهداف هذه الأنظمة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للصواريخ أن تصيب الرادارات الروسية المضادة للبطاريات، التي تستخدمها روسيا لمهاجمة المدفعية الأوكرانية.
وأوضح كال أنه “على المدى القريب، قمنا بالكثير من الأشياء لجعل القوات الجوية الأوكرانية الحالية تبقى في الجو، وتكون أكثر قدرة على المناورة”.
من المهم ملاحظة أن الأوكرانيين لم يقروا علنا بتلقي صواريخ هارم أو استخدامها. ومع ذلك، تم تصوير ونشر بقايا ما يبدو أنها زعنفة صاروخ هارم الذي كان يستهدف موقعًا روسيًا في أوكرانيا على حسابات متخصصة.
المصدر : مواقع إلكترونية