أخبار عاجلةأخبار كندارياضة

جائزة كندا الكبرى بين فرح بأجوائها الاحتفالية وتنديد بجوانبها السلبية

استضافت مونتريال نهاية الأسبوع النسخة الـ42 من جائزة كندا الكبرى في بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد بعد غياب عاميْن بسبب جائحة ’’كوفيد – 19‘‘. وكان الفوز أمس من نصيب الهولندي ماكس فيرستابن، سائق فريق ’’ريد بول‘‘، الذي أحرز فوزه السادس لهذا الموسم.

وسباق مونتريال هو الوحيد لسباقات الفورمولا واحد في كندا، وهو حدث له عوائد اقتصادية كبيرة على كبرى مدن مقاطعة كيبيك.

ففنادق مونتريال ومطاعمها غصت بالزبائن، بعد سنتيْن عجفاويْن. والسياح القادمون من خارج كيبيك الدوليين مرحب بهم بكلّ تأكيد (57% منهم يأتون من مقاطعات كندية غير مقاطعة كيبيك و28% منهم يأتون من الولايات المتحدة).

وإذا كانت الحكومات وصناعة السياحة سعيدة بهذه الفوائد، أسوةً بهواة سباقات السيارات في كيبيك وسائر كندا السعداء بعودة الفورمولا واحد إلى بلادهم، فهناك أيضاً كثيرون ينددون بالجوانب الأُخرى من الحدث: التلوث والاستغلال الجنسي والأرباح الأدنى من التوقعات للخزينة العامة، وهي قضايا يصعب تجاهلها.

يقول سائق سباقات السيارات السابق بيرتران غودان، الذي تمّ تكريمه مؤخراً كأحد مشاهير رياضة سباق السيارات الكندية، إنّ السائقين يدركون جيداً أنهم يعملون في قطاع ملوِّث، لكنه يضيف أنّ هذا القطاع يبذل جهوداً لتحسين سجله البيئي.

ويتزايد عدد المنتقدين الذين يتحدثون في وسائل الإعلام وفي الأماكن العامة، وفي طليعتهم أولئك الذين يعملون مع ضحايا الاستغلال الجنسي وكذلك أجهزةُ الشرطة، وقد قاموا بأنشطة وقائية وإعلامية تحسباً لسباق جائزة كندا الكبرى في مونتريال.

تظاهرة تنديد بظاهرة الاستغلال الجنسي التي تتفاقم مع استضافة مونتريال جائزة كندا الكبرى لسباقات الفورمولا واحد.

تظاهرة تنديد بظاهرة الاستغلال الجنسي التي تتفاقم مع استضافة مونتريال جائزة كندا الكبرى لسباقات الفورمولا واحد (أرشيف).

الصورة: Radio-Canada / Fanny Samson

إيف ماري أبراهام بروفيسور مشارك في معهد الدراسات التجارية العليا التابع لجامعة مونتريال (HEC Montréal) وقال يوم السبت في مقابلة مع إذاعة راديو كندا إنّ الأوان قد حان لوضع حدّ لهذا السباق السنوي ووقف الأضرار الناجمة عنه.

إنه عرض زومبي، مَيت حيّ، ليس له مستقبل

نقلا عن إيف ماري أبراهام، بروفيسورمشارك في معهد HEC في جامعة مونتريال، عن سباق جائزة كندا الكبرى

لكن لراي لالوند، وهو خبيرٌ في التسويق الرياضي وسبق له أنه كان في الدائرة المحيطة بفريق ’’كناديان دو مونتريال‘‘ (Canadiens de Montréal) لرياضة هوكي الجليد، رأيٌ آخر.

فعلى الرغم من أنه يعتقد بوجوب إحراز تقدّم، خاصة فيما يتعلق بحماية البيئة، إلّأ أنه يعتبر أنّ “الرياضات المعتمدة على المتفرّجين تشكل اتجاهاً عالمياً ويمكن رؤية هذا الحماس في جميع أنحاء العالم‘‘.

Max Verstappen se fait arroser avec un jet de champagne par un de ses co-équipiers.

تقرير لتلفزيون راديو كندا عن سباق جائزة كندا الكبرى أمس في مونتريال.

الصورة: The Canadian Press / Paul Chiasson

ويُلاحَظ ارتفاع الشعبية بشكل خاص في أوساط البالغين الشباب، لاسيما بفضل ألعاب الفيديو والمسلسلات والأفلام التي روّجت لرياضة سباق السيارات.

وعند رؤية حشود الناس التي حضرت سباقات التأهّل نهاية الأسبوع، كان من السهل ملاحظة وجود جيل جديد من عشاق سباق السيارات.

وأرقام الفورمولا واحد في مونتريال لا تكذب، فقد بيعت التذاكر لسباق نهاية الأسبوع في غضون ساعتين عندما تم طرحها للبيع في كانون الأول (ديسمبر) 2021، وهذا أمر غير مسبوق في 30 عاماً.

(نقلاً عن موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى