وفاة الملكة إليزابيث الثانية بعد 70 عاما في قصر باكنغهام وتشارلز الثالث يرث العرش
تشارلز يخلف إليزابيث الثانية على عرش بريطانيا (رويترز-أرشيف)
أعلن قصر باكنغهام وفاة الملكة إليزابيث الثانية عن عمر ناهز 96، ونكس القصر الملكي الأعلام عقب إعلان الوفاة، ويخلف تشارلز والدته ليصبح ملك بريطانيا الجديد.
وقال قصر باكنغهام -الذي نكس الأعلام حدادا- في بيان “توفيت الملكة بسلام في (قلعة) بالمورال (في أسكتلندا) بعد ظهر اليوم”.
وأضاف البيان أن “الملك وعقيلته سيبقيان في بالمورال هذا المساء وسيعودان إلى لندن غدا”.
مدة الفيديو 01 minutes 46 seconds01:46
وبوفاة الملكة إليزابيث، يصبح ابنها الأكبر تشارلز (73 عاما) ملك بريطانيا تلقائيا وقائدا لكومنولث يضم 14 دولة أخرى، منها أستراليا وكندا ونيوزيلندا.
ويبدأ تشارلز -الذي سيحمل اسم الملك تشارلز الثالث- فصلا جديدا غير واضح للعائلة المالكة، بعد فترة حكم الملكة التي تعد أطول امرأة مكوثا في الحكم بتبوّئها العرش 70 عاما.
وفي أول تصريح له، قال الملك تشارلز “وفاة والدتي الحبيبة الملكة إليزابيث تمثل أكبر لحظة حزن بالنسبة لي”، وأضاف “أعرف أن بريطانيا والكومنولث والملايين حول العالم سيفتقدونها”.
وسيوجه الملك غدا الجمعة “بيانا للأمة”، حسب ما ذكره المتحدث باسمه.
بريطانيون يضعون الزهور عند البوابة الرئيسية لقصر ساندرنغهام شرقي إنجلترا (غيتي)
كما قالت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس إن “الملكة الراحلة كانت الصخرة التي بنيت عليها بريطانيا المعاصرة”.
وأعربت تراس عن تأييدها للملك الجديد، داعية البريطانيين إلى الوحدة من أجل دعمه.
وقالت في تصريحات للصحافة أمام مقرها في دوانينغ ستريت “نستهل حقبة جديدة في التاريخ الرائع لبلدنا العظيم، وتماما كما كانت ستتمنى جلالتها بقولها: ليحفظ الرب الملك”.
وكانت تراس التقت الملكة إليزابيث الثانية في مقرها الأسكتلندي بقلعة بالمورال الثلاثاء الماضي، حيث كلفتها الملكة بتشكيل حكومة جديدة خلفا لبوريس جونسون.
وخيم الحزن على أرجاء بريطانيا وتوافد المواطنون على القصور الملكية لوضع باقات الورود، تعبيرا عن حزنهم على وفاة ملكتهم.
واحتشد الآلاف أمام قصر باكنغهام في لندن وراح بعضهم يذرف الدموع ويردد النشيد الوطني “ليحفظ الرب الملكة”.
الحزن خيم على البريطانيين بعد إعلان وفاة ملكتهم (رويترز)
اللحظات الأخيرة
وفي وقت سابق اليوم الخميس هرعت العائلة المالكة ببريطانيا إلى قلعة “بالمورال” حيث كانت تقيم الملكة لتكون بجوارها بعدما أبدى الأطباء قلقهم بشأن صحتها التي تدهورت بشكل كبير، وكان على رأس العائلة ابنها تشارلز وزوجته، كما تهافت عدد كبير من المواطنين البريطانيين إلى القلعة تعبيرا عن خوفهم على صحة ملكتهم التي تبلغ من العمر 96 عاما.
وكانت تعاني الملكة -وهي الأطول بقاء في حكم بريطانيا والأكبر عمرا بين ملوك العالم- مما وصفها قصر باكنغهام بـ”مشكلات عرضية في الحركة” منذ نهاية العام الماضي، سببت لها صعوبة في المشي والوقوف.
وقال القصر في بيان سابق إنه “بعد مزيد من التقييم هذا الصباح، أبدى أطباء الملكة قلقهم على صحة جلالتها وأوصوا ببقائها تحت المراقبة الطبية”.مدة الفيديو 02 minutes 45 seconds02:45
وقال مسؤولون إن تشارلز وزوجته كاميلا توجها إلى قلعة بالمورال في أسكتلندا، حيث تقيم الملكة، كما توجه إليها الأمير وليام، الابن الأكبر لولي العهد.
كما يوجد حاليا في بالمورال بقية أبناء الملكة، بمن فيهم الأميرة آن وابناها الآخران الأميران أندرو وإدوارد، وصرح متحدث باسم الأمير هاري وزوجته ميغان بأنهما يعتزمان السفر إلى بالمورال ليكونا بجوار الملكة.
وكتب جاستن ويلبي رئيس أساقفة كانتربري على تويتر “صلواتي وصلوات الجميع في كنيسة إنجلترا، مع جلالة الملكة اليوم”. ووجه العديد من المسؤولين السياسيين تمنياتهم بتعافي الملكة بشكل سريع.
بريطانيون يتجمعون خارج قصر باكنغهام في لندن ترقبا لأنباء عن صحة الملكة قبل وفاتها (غيتي)
وكانت الملكة قضت ليلة بالمستشفى في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، واضطرت منذ ذلك الحين لتقليص ارتباطاتها العامة. وألغت أمس الأربعاء اجتماعا افتراضيا كان مقررا مع كبار الوزراء، بعدما نصحها الأطباء بالراحة.
ومنذ عام 1952، أصبحت إليزابيث ملكة لبريطانيا وأكثر من 12 دولة أخرى من بينها كندا وأستراليا ونيوزيلندا. واحتفلت في وقت سابق من العام الجاري بمرور 70 عاما على اعتلائها العرش باحتفالات وطنية استمرت 4 أيام.
ومثلت الملكة إليزابيث منذ توليها العرش خلفا لوالدها الملك جورج السادس -وكانت حينها في سن الخامسة والعشرين- رمزا للاستقرار عبر الأزمات والمحطات المختلفة في تاريخ المملكة المتحدة. وعاصرت كبار رجال السياسة في العالم مثل نهرو وشارل ديغول ومانديلا الذي كان يدعوها “صديقتي”.
المصدر : الجزيرة + وكالات