برلمان الطلبة في كيبيك في دورته الـ36
انعقدت الدورة السادسة والثلاثون لِبرلمان الطلاب في كيبيك داخل مبنى الجمعية الوطنية الكيبيكية في الفترة الممتدّة من 2 إلى 6 يناير/كانون الثاني الجاري.
فبعد عامين من التعليق بسبب كوفيد-19، استأنف الطلاب المشاركة في هذه المحاكاة للتمرين الديمقراطي البرلماني.
وسمح هذا لنحو ستين شاباً وشابّة من جميع أنحاء كيبيك بشغل مقاعد الجمعية بدلاً من النواب المنتخبين الذين هم في عطلة وسيعودون إلى عملهم البرلماني في نهاية الشهر الجاري.
علي العواني من بين المشاركين في هذه الدورة لبرلمان الطلاب. وهو من مواليد مقاطعة كيبيك لأبوين مغربيين. نشأ ولا يزال يعيش في مونتريال.
في مقابلة مع راديو كندا الدولي، أوضح أنه كان دائماً ’’شغوفاً بالعلاقات والديناميكية بين مختلف البلدان وموازين القوى بينها والتاريخ الذي تنبع منه الأحداث. حتى أنّني في معهد الـ’سيجيب‘ (CEGEP) (نافذة جديدة) اخترت العلاقات الدولية في برنامج العلوم الإنسانية.‘‘
وأضاف طالب البكالوريوس في الاتصال والسياسة في جامعة مونتريال أنّه كان دائماً ’’شغوفاً بالنقاشات منذ المدرسة الثانوية‘‘.
وعن مشاركته في برلمان الطلاب، قال علي العواني إنّ أصدقاءه الذين شاركوا من قبل هم الذين أخبروه بالأمر.
’’بدأ كل شيء بمنشور على موقع ’انستغرام‘ (Instagram) لصديقة تحدّثت عن برلمان الطلاب في كيبيك.‘‘
أظهر علي العواني اهتمامه بالموضوع، فأخبرته عن كيفية المشاركة.
وينقسم برلمان الطلاب إلى كتلتين، حمراء (يمينية) وزرقاء (يسارية).
وتمت تزكية الطالب من قِبل شخص من الكتلة الحمراء على يمين الطيف السياسي في هذه المحاكاة. لذلك انضم إلى مجموعة نواب اليمين.
ويوضح أنه هو نفسه يميل إلى اليمين في موضوعات معينة وإلى اليسار في موضوعات أخرى. ’’لا أستطع أن أؤكّد بالضبط إذا كنت يسارياً أم يمينياً. من كل ما رأيته [خلال هذه المحاكاة البرلمانية] حتى الآن، فإن أميل لمواقف الكتلة الحمراء أكثر من الكتلة الزرقاء.‘‘
وبعد قبوله، بدأ عمله كنائب بأداء اليمين. وحصل علي ’’مقعد‘‘نائب دائرة ’’شارلبور’’ (Charlesbourg) الانتخابية. وقدّمت المجموعتان ستة مشاريع قوانين وميزانيتين ومشروعي كتاب أبيض ركزت على السلامة العامة والحقوق الفردية والاكتفاء الذاتي الغذائي ودمقرطة الثقافة.
وشكّلت الكتلتان بالتناوب الحكومة والمعارضة الرسمية.
وبعد تنصيب الحكومة وتعيين الوزراء كان لابد من تحضير الخطابات ‘‘للتدخل في اللجان التشريعية التي يشارك فيها النائب‘‘، كما شرح علي العواني.
ويمكن للنائب طرح أسئلة على الحكومة كما فعل الشاب حيث سأل ممثّل الحكومة ما إذا كان ’’يعتزم اللجوء إلى الهجرة لحلّ مشكلة نقص العمالة في منطقة ’غاسبيزي‘ (Gaspésie) ؟ ‘‘
وعلى الرغم من أنّ برلمان الطلبة ليس إلّا محاكاة للعمل البرلماني إلا أنّه يتطلب جهداً.
برلمان الطلاب يتطلّب الكثير من العمل. يجب أن تكون لديك الطاقة للعمل طوال الوقت، ليلا ونهارا ، فأنت لا تنام كثيرا.
ويقول هذا الأخير إنه عندما كان في المعارضة، كانت هناك محاكاة لأزمة في أحد أحياء مونتريال، ’’أنتسيك‘‘ (ِAhuntsic)، الذي ضربه زلزال.
تجربة إيجابية
يصف علي العواني تجربته بالأكثر من إيجابية. ’’يسمح لك الأمر باختبار معرفتك بهذا الموضوع وفهم عمل الجمعية الوطنية في كيبيك بشكل أفضل.‘‘
ويضيف أنه ’’تسمح لك المشاركة بتطوير مهاراتك في النقاش والإقناع.‘‘
وتشمل المحاكاة جانباً للسلطة الرابعة حيث شاركت مجموعة من الصحفيين في نشر جريدة يومية بالإضافة إلى تقارير تلفزيونية.
ويقول علي العواني وهو أيضا مدير الشؤون الخارجية لأقسام السنة الأولى في جمعية الطلاب في مجال الاتصال والسياسة (AECEP) في جامعة مونتريال، إنه في نهاية هذه التجربة ، لم يقرر بعد ما إذا كان سيتبع مهنة سياسية في الواجهة أو في الظل.
بالطبع لدي ميول في أن أكون في الواجهة وأن أتدخل شخصيّاً بشكل مباشر، لكنني أيضاً أحب أحياناً أن أكون في الظل وأقوم بالأشياء خلف الكواليس.
وأضاف أنّه يود العودة العام المقبل والمشاركة في الدورة السابعة والثلاثين لبرلمان الطلاب في كيبيك.
ويوضح الطالب البالغ من العمر 20 عاماً أن أهله ’’سعداء جداً بمشاركتي والفرصة التي أتيحت لي .‘‘
وهو يشجع الشباب الآخرين على المشاركة في السنوات المقبلة ، لأنه ’’إذا لم تعجبك هذه التجربة ، فستعلم على الأقل أن هذا المجال لا يثير اهتمامك.‘‘
ولم يكن علي العواري الشاب الوحيد الذي ينحدر والداه من العالم العربي. فقد شاركت لينا يونس وهي من أصل فلسطيني في هذه المحاكاة.
وقد كانت مرشحة الحزب الليبرالي في كيبيك في الانتخابات التشريعية الأخيرة في كيبيك.
ولأكثر من 30 عاماّ حتى الآن، شارك أكثر من 2.000 شاب تتراوح أعمارهم بين 18 و 25 عاماً في برلمان الطلاب.
وقد انتُخب بعضهم فيما بعد نواباً في الجمعية الوطنية، مثل مارك تانغي، الزعيم الانتقالي الحالي للحزب الليبرالي الكيبيكي الذي يشكل المعارضة الرسمية.