نيكولا قهوجي، بين طبّ الأسنان والقنصلية الفخرية
عندما لا يقوم الدكتور نيكولا قهوجي بمعالجة التسوس أو قناة الجذر، يؤدي دوراً آخر. فهو القنصل الفخري لِلبنان في فانكوفر، في بريتيش كولومبيا.
وهو المنصب الذي يؤديه بشكل تطوعي منذ عام 2018 لخدمة الجالية اللبنانية في غرب كندا.
وفي مقابلة مع راديو كندا الدولي (RCI) في المكتب الذي أقامه في الطابق السفلي من منزله في بورت مودي، يتحدث نيك قهوجي كما يسميه الجميع، عن تجربته الكندية منذ وصوله عام 1989 عن عمر يناهز 32 عاماً مع زوجته التي كانت حاملاً.
بعد حصوله على شهادة في طب الأسنان من بلجيكا وممارسة مهنته لعدة سنوات في لبنان في عيادته الخاصة، كان على نيك قهوجي ’’تعلم اللغة الإنكليزية وإجراء جميع امتحانات [نقابة أطباء الأسنان في بريتيش كولومبيا]’’، كما يوضح في حديثه باللغة الفرنسية التي يتقنها بشكل جيّد على الرغم من السنوات العديدة التي قضاها في هذه المقاطعة الناطقة باللغة الإنكليزية.
ويتذكر أنه استعد لهذه الامتحانات بنفسه، لأنه لم يكن لديه ’’المال الكافي للذهاب إلى تورونتو للتحضير لها. كانت التكلفة باهظة الثمن وكان لدي طفلان.‘‘
وقال إن التضحيات لم تذهب سدى.
لقد عملنا كثيراً للوصول إلى ما نحن عليه الآن.
ويضيف هذا الرجل الذي يواصل العمل في عيادته ثلاثة أيام في الأسبوع لدعم اثنين من أبنائه لا زالا يتابعان دراستهما في الجامعة.
’’أثناء ذلك ، نهمل كل شيء، حتى صحتنا‘‘، كما يقول.
ولا يقتصر تفانيه في المساعدة على عائلته فقط، بل يمتدّ أيضاً إلى المجتمع. ويحضر نيك قهوجي كل مناسبة للمجتمع اللبناني في فانكوفر.
وقبل بضع سنوات، كان يشغل منصب نائب الأمين العام للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم (World Lebanese Cultural Union – WLCU).
وبالتعاون مع فرع هذه الجمعية في بريتيش كولومبيا ، افتتح في 24 سبتمبر/أيلول الماضي ساحة المغترب اللبناني في فيكتوريا، عاصمة هذه المقاطعة الواقعة في غرب كندا.
ولم يُخف فخره بهذا المشروع. ’’إنّه يوم مجيد في تاريخ الجالية اللبنانية في بريتيش كولومبيا. لم يقم أي مجتمع آخر في فيكتوريا لا يتجاوز عدد أفراده 100 شخص بإقامة نصب تذكاري مثل هذا في هذه المدينة‘‘، كما قال.
ويقدّر هذا الأخير أن هناك 10.000 لبناني يعيشون في بريتيش كولومبيا.
لكنه يصرّ على منح الفضل في هذا المشروع إلى ’’الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم وفرعها في المقاطعة. لقد عمل الأعضاء في المشروع منذ عام 2003‘‘، كما أضاف.
ولتوضيح العلاقة بين لبنانيي الانتشار وبلدهم الأصلي، يقارنهم نيك قهوجي بسمك السلمون.
نحن [اللبنانيون] مثل سمك السلمون الكندي في بريتيش كولومبيا. يذهب إلى جميع المحيطات، لكنه يعود إلى بريتيش كولومبيا وإلى أعلى النهر حيث وُلد.
قنصل فخري ؟
حسب وزارة الشؤون العالمية الكندية، فإن القناصل الفخريين ’’هم أفراد يقدمون خدمات نيابة عن الحكومة (…)، بشكل عام في الأماكن التي لا يوجد فيها بعثة دبلوماسية أو مكتب قنصلي للحكومة.‘‘
وفي حالة كندا، يحصل القنصل الفخري على أجرة. ومن جانبهم ، يعمل قناصل لبنان الفخريون على أساس طوعي.
وفي مقابلة مع راديو كندا الدولي ، أوضح فادي زيادة، سفير لبنان في كندا، أهمية وظيفة القنصل الفخري لحكومته.
وظيفة القنصل الفخري مهمة جدا بالنسبة لنا. لا يمكننا فتح قنصليات عامة في كل مكان. لدينا قناصل فخريون في فانكوفر وهاليفاكس وكالغاري وتورونتو.
ويضيف أنه فيما يخص نيك قهوجي، فإن هذ الأخير ’’يقوم بالكثير من العمل لتعبئة الجالية اللبنانية في فانكوفر. إنّه يعمل مع المجتمع منذ ثلاثين عامًا.‘‘