مانيتوبا: فوز تاريخي للديمقراطي الجديد بقيادة زعيم من الأمم الأُوَل
فاز الحزب الديمقراطي الجديد في مانيتوبا (Manitoba’s NDP)، اليساري التوجه، بحكومة أكثرية في الانتخابات العامة التي جرت أمس في المقاطعة، مطيحاً بالحزب التقدمي المحافظ (Progressive Conservative Party of Manitoba) الذي سيقوم بدور المعارضة الرسمية في الجمعية التشريعية الجديدة بعد ولايتيْ حكم متتاليتيْن.
ويعود الديمقراطيون الجدد إلى السلطة في وينيبيغ بعد سبع سنوات ونصف أمضوها كمعارضة رسمية، لكن هذه المرة بقيادة زعيم من الأمم الأُوَل، واب كينو. وهذه سابقة في كندا، إن على صعيد المقاطعات أو على الصعيد الفدرالي.
وفي نتائج شبه نهائية، فاز الحزب الديمقراطي الجديد بـ33 مقعداً من أصل 57 مقعداً تتكون منها الجمعية التشريعية، ونال الحزب التقدمي المحافظ 23 مقعداً. أمّا الحزبُ الليبرالي المحلي (Manitoba Liberal Party) فلم يحصل سوى على مقعد واحد.
وأظهر الاقتراع الشعبي منافسة شديدة بين الحزب الديمقراطي الجديد والحزب التقدمي المحافظ.
فقبيْل منتصف الليلة الماضية كانت الأصوات موزعة تقريباً بنسبة 44% للديمقراطيين الجدد و42% للتقدميين المحافظين و12% لليبراليين، والباقي للأحزاب الصغيرة.
وجاءت مكاسب الحزب الديمقراطي الجديد إلى حد كبير على حساب الليبراليين والتقدميين المحافظين في الدوائر المتاخمة للعاصمة وينيبيغ.
’’هذا انتصار كبير لنا!‘‘، قال واب كينو أمام حشد من مناصريه المبتهجين قُبيْل الساعة الحادية عشرة من ليل أمس، بعد أن أظهرت النتائج غير النهائية فوز حزبه بحكومة أكثرية.
’’إلى العاملين في مجال الرعاية الصحية (…) لدي رسالة بسيطة، نحن بحاجة إليكم‘‘، قال رئيس الحكومة المقبلة في مانيتوبا، مكرراً وعود حملته الانتخابية. ’’سنقوم بأعمال مثيرة في مجال الصحة‘‘.
’’أريد أن أتوجه إلى الشباب (شباب السكان الأصليين). لقد حصلتُ على فرصة ثانية في الحياة وأود الاعتقاد بأني تمكنت من اغتنام هذه الفرصة على نحوٍ مثمر. يمكنكم أن تفعلوا الشيء نفسه‘‘، أضاف كينو في إشارة إلى مشاكله السابقة مع القضاء. ففي عام 2004 أُدين بتهمة الاعتداء والقيادة تحت تأثير الكحول، وحصل لاحقاً على عفو عن هذه الاتهامات.
وفي محاولة لطمأنة مجتمع الأعمال، قال زعيم الحزب اليساري الفائز أمس إنّ ’’الحصان الاقتصادي يجر العربة الاجتماعية‘‘.
كما وجّه كينو رسالة إلى سكان المناطق الريفية ’’الذين لم يصوتوا بعد‘‘ لحزبه، طالباً منهم منحه فرصة.
ومن جهة حزبيْ المعارضة في الجمعية التشريعية الجديدة، أعلن زعيم الحزب الليبرالي دوغالد لامونت الاستقالة من منصبه أمس عقب صدور النتائج. وهو خسر مقعده النيابي في دائرة ’’سان بونيفاس‘‘ (Saint-Boniface) حيث فاز مرشح الديمقراطي الجديد، روبير لوازيل.
زعيمة الحزب التقدمي المحافظ، رئيسةُ الحكومة الخارجة، هيذر ستيفانسون أعلنت، هي أيضاً، استقالتها من قيادة حزبها في خطاب ألقته أمس بعد صدور النتائج الأولية وقدّمت فيه التهاني لرئيس الحكومة المقبلة، واب كينو.
’’واب، آمل أن يلهم فوزك الليلة جيل المستقبل من شباب السكان الأصليين للمشاركة في العملية الديمقراطية، ليس هنا في مانيتوبا فحسب، بل في كافة أنحاء كندا‘‘، قالت ستيفانسون في إشارة إلى الطابع التاريخي لفوز الحزب الديمقراطي الجديد بقيادة شخص من السكان الأصليين.
وفي نتائج غير نهائية، كانت ستيفانسون متقدّمة صباح اليوم على سائر المرشحين في دائرتها الانتخابية ’’تاكسيدو‘‘ (Tuxedo).
يُذكر أنه في الانتخابات العامة السابقة في أيلول (سبتمبر) 2019 فاز الحزب التقدمي المحافظ بـ36 مقعداً والحزب الديمقراطي الجديد بـ18 مقعداً والحزب الليبرالي بـ3 مقاعد.
ومانيتوبا الواقعة في غرب وسط كندا هي إحدى مقاطعات البراري الثلاث، وهي خامس أكبر مقاطعات كندا العشر من حيث عدد السكان، يقطنها نحو من 1,45 مليون نسمة حسب تقديرات وكالة الإحصاء الكندية للربع الثالث من عام 2023.
(نقلاً عن موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)