استقالة مجلس إدارة ’’مؤسسة بيار إليوت ترودو‘‘ على خلفية ملف التدخل الأجنبي
استقال اليوم مجلس إدارة ’’مؤسسة بيار إليوت ترودو‘‘، بمن فيهم رئيسته باسكال فورنييه، بعد أسابيع من الجدل الذي لفّ المؤسسة بسبب هبة مالية تلقتها من متبرعين صينيين قبل عدة سنوات.
’’خلال الأسابيع الماضية، تسبب المناخ السياسي المحيط بهبة تلقتها المؤسسة في عام 2016 بالكثير من الضغط على الإدارة ومجلس إدارة المؤسسة المكوّن من متطوّعين، وكذلك على موظفينا ومجتمعنا‘‘، قال أعضاء مجلس الإدارة في بيان صحفي.
’’الظروف التي أوجدها تسييسُ المؤسسة جعلت من المستحيل الحفاظ على الوضع الراهن، واستقال مجلس الإدارة المتطوع وكذلك رئيسة مجلس الإدارة‘‘، أضاف البيان.
وكانت فورنييه رئيسة مجلس الإدارة منذ خمس سنوات.
وسيبقى ثلاثةٌ من أعضاء مجلس الإدارة في مناصبهم بصفة مؤقتة لغاية تجديد المجلس، وذلك لتمكين المؤسسة من الوفاء بالتزاماتها.
وأصبحت ’’مؤسسة بيار إليوت ترودو‘‘ في دائرة الضوء منذ أواخر شباط (فبراير) الفائت عندما أفادت صحيفة ’’ذي غلوب أند ميل‘‘ أنّ المؤسسة تلقت عام 2016 تبرعاً بقيمة 200.000 دولار من جانغ بين، وهو مستشار سياسي للحكومة الصينية، ونيو غينشنغ، وهو رجل أعمال وفاعل خير صيني.
وادّعت الصحيفة الواسعة الانتشار في كندا أنّ هذا التبرع المالي كان مرتبطاً بمؤامرة من قبل الحكومة الصينية للتأثير على رئيس الحكومة الكندية الحالي جوستان ترودو بعد أن أصبح زعيماً للحزب الليبرالي الكندي في نيسان (أبريل) 2013.
والشهر الماضي أعلنت ’’مؤسسة بيار إليوت ترودو‘‘، التي تصف نفسها بأنها ’’مستقلة وغير حزبية‘‘، أنها ستعيد الأموال بسبب وجود صلة محتملة بين التبرع والحكومة الصينية.
’’لم يكن بوسعنا الاحتفاظ بأيّ هبة قد تكون برعاية حكومة أجنبية، ولسنا لنفعل ذلك عمداً‘‘، شرحت آنذاك باسكال فورنييه.
ومن جهته، أكّد جوستان ترودو الشهر الماضي أنّه لم يعد لديه أيّ ارتباط رسمي أو غير رسمي بـ’’مؤسسة بيار إليوت ترودو‘‘، التي تحمل اسم والده رئيس الحكومة الكندية الراحل، بعد انتخابه زعيماً للحزب الليبرالي الكندي. وانتُخب رئيس الحكومة الحالي زعيماً لحزبه في نيسان (أبريل) 2013.
ورداً على سؤال اليوم على هامش مؤتمر صحفي مشترك في أوتاوا مع نظيره الأوكراني، دينيس شميهال، كرّر ترودو أنّ ’’لا صلة له مباشرة أو غير مباشرة‘‘ بالمؤسسة التي تحمل اسم والده.
من المؤسف رؤية مستوى السُمّيّة والاستقطاب السياسي السائد حالياً في بلادنا، لكنني متأكد من أنّ ’مؤسسة (بيار إليوت) ترودو‘ ستكون قادرة على مواصلة ضمان استمرار البحوث في العلوم الاجتماعية والإنسانية على أعلى مستوى في المعاهد الجامعية الكندية.
وسبق لهذه المؤسسة الخيرية أن قالت إنّ مشاركة جوستان ترودو الرسمية فيها انتهت في عام 2014، أي بعد حوالي عام من انتخابه زعيماً للحزب الليبرالي الكندي.
انتقادات المعارضة
’’علينا أن نعرف من أصبح ثرياً ومن تلقى أموالاً ومن حصل على امتيازات وسلطة من قبل جوستان ترودو بفضل تمويل ’’مؤسسة (بيار إليوت) ترودو‘‘، قال اليوم زعيم حزب المحافظين الكندي، الذي يشكل المعارضة الرسمية في مجلس العموم، بيار بواليافر.
’’هذا سبب إضافي للمباشرة بتدقيق دؤوب في كافة المعاملات والعلاقات بين ’مؤسسة (بيار إليوت) ترودو‘ ومتبرّعين من أصل صيني‘‘، رأى من جهته زعيم الكتلة الكيبيكية، إيف فرانسوا بلانشيه.
كما ترى الكتلة الكيبيكية في المستجدات التي طرأت على مؤسسة ’’بيار إليوت ترودو‘‘ سبباً إضافياً لمطالبة رئيس الحكومة بأن يلغي التفويض الذي منحه لحاكم كندا العام الأسبق ديفيد جونستون الذي سبق له أن كان عضواً في مجلس إدارة المؤسسة.
وعيّن ترودو جونستون مؤخراً ’’مقرراً خاصاً‘‘ لتحديد ما إذا كان ينبغي إجراء تحقيق علني في مزاعم التدخل الأجنبي، لاسيما الصيني، في حملتيْ الانتخابات الفدرالية العامة الأخيرتيْن.
أكثر من أيّ وقت مضى، ما نحن جميعاً بحاجة إليه هو لجنة تحقيق مستقلة تُعيَّن رئاستُها من قبل أعضاء البرلمان المنتخبين. ولا شيء آخر سيفي بالغرض.
وهذا الرأي يشاركه زعيمُ الحزب الديمقراطي الجديد، اليساري التوجه، جاغميت سينغ.
’’الليبراليون والمحافظون يقومون بلعبة سياسية لكسب نقاط بدلاً من التركيز على أهمية (هذا الملف) وإيجاد حلول‘‘، قال سينغ.
(نقلاً عن موقع راديو كندا مع إضافات من وكالة الصحافة الكندية، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)