زوجتي الثانية تدمر حياتنا!

مشاكل زوجية
د.أميمة السيد
السيدة الدكتورة المبجلة الوقورة الأخت الكريمة أميمة السيد..السلام عليكم…أتابع مقالاتك ومنشوراتك عن كثب وأدعو الله أن يحدو عملك الإخلاص ويكلله القبول.
أنا شاب فى مطلع العقد الثالث من عمرى أعمل طبيب أطفال لم أجد راحتى فى زواجى الأول فاستخرت واستشرت وتزوجت للمرة الثانية آملاً في الاستقرار وحتى لا تعصف بي الأهواء أو تتقاذفني رياح الشمال وقد منّ الله عليَّ بزوجة طيبة أحسبها على خير.
مر على زواجى ثلاث سنوات عشت السنة الأولى منها فى سعادة واستقرار وبحكم عملى وعادتى فإنى أهتم كثيرًا بمظهرى وأسلوب تعاملى الذى يجذب إلىّ الكثير من الناس وبالتالى الكثير من المتاعب!.
كنت أتعامل مع زوجتى بادئ الأمر بوضوح فأحكى ما يحدث من مواقف فى عيادتى ومع الناس على سبيل المزاح، وكان بعض ممن يتعاملون معى يثنون علىَّ ويمتدحونى كثيرًا أمامها.. بدا الأمر فى بدايته ممتعًا وكنت أحب منها هذه الغيرة التى تشعرنى بحبها لى، وعلى مر الأيام تحولت هذه الغيرة إلى شىء ينغص حياتنا فبدأت تشك فى كل شىء من حولى كغيابى في العمل لوقت متأخر وهاتفى وحساباتى الشخصية على مواقع التواصل.. لم أعد أحتمل، عالجت كثيرًا وتناقشنا كثيرًا.. تدرجت معها بالعلاج مع آية “واللاتى تخافون نشوزهن…” فوعظت وهجرت وضربت.
فتهدأ لفترة ثم تعود أدراجها.
لم أعد أطيق ذلك وبدأ يؤثر على حياتنا بشكل كبير.
أرجو – كما هى عادتك – أن أجد فى كلامك موطن الداء ووصف الدواء وجزاك الله خيرًا.
(الرد)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أولاً:أشكرك علي كلماتك الطيبة وتشرفني بالطبع متابعتك ومتابعة جميع الكرام المحترمين لـ”فتح قلبك” جريدة وموقع “المصريون”.
ثانياً: زوجتك يا دكتور تمر معك بمراحل نفسية وعاطفية تدريجية طبيعية، فهي امرأة كأي أنثى، تغار وتخاف وتحزن وتذهب عن الدنيا من قلقها علي زوجها، وخاصة عندما يكون في مكانة مثل مكانتك، وكما ذكرت أنت أنك ودود ومحبوب من الجميع، وغيرتها هنا أكبر لأنها زوجتك الثانية، فكونك استطعت أن تتخذ خطوة زواجك منها علي زوجتك الأولي هذه وحدها تتملك كيانها بأنها خطوة سهلة عليك وقرارها ربما لا يكون بعيداً عن ذهنك.. وبعد 3 سنوات زواجًا بالتأكيد هناك أمور كثيرة قد تغيرت أو اختلفت في حياتكم، فغالباً أنجبت منها ومن الأولي وأصبحت مسئولياتك كبيرة، وهي تري أنها أصبحت شبيهة بزوجتك الأولي، وتقريبًا نفس الظروف من زواجك منها، فبالتالي ومع تغير تلك الأوضاع وتحملها هي الأخري المسئوليات الأكبر من كونها الزوجة المدللة الجديدة، من الطبيعي أنك تفاجأ بأنها قد تحولت من الزوجة الصديقة اللطيفة المستمعة لك والمتغاضية عن إعجاب الكثيرات لك، إلي الأنثي الحقيقية الواقعية التي لن تستطيع إيهامك بأن الأمر بالنسبة لها (إيزي ميزي)!.
وهنا يا عزيزى أستطيع أن أرمي الكرة في ملعبك، لأن بالفعل رمانة الميزان بين يديك أنت، فأنت الزوج لأكثر من زوجة والذي اتخذ قراره بذلك من البداية وعليه الاستعداد التام للعدل بينهما!! وأنت الأب لإخوة غير أشقاء، وأنت طبيب الأطفال الذي كتب عليه القدر أن يتعامل مع مخلوقات رقيقة لا تستطيع الكلام وليس لديها القدرة علي التعبير، ومع ذلك يستطيع طبيب الأطفال أن يتعرف علي ما يؤرقها وأن يصف لها العلاج المناسب.. نفس الأمر هنا مع عائلتك الكريمة.
تعامل مع الجميع برشاقة وفن في الكلمات والتعبيرات والاحتواء لكل شخص منهم منفردًا، فهي رسالتك الجميلة الطيبة التي خلقك الله تعالي من أجلها، والتي ربما غبطك عليها الكثير من المحيطين بك..
أتمني أن تتفرغ ماليًا لزوجتيك الرائعتين وتحتويهما، وأذكرك بالعدل بينهما جميعًا الزوجتين والأبناء حتى ولو كان قلبك يميل للثانية، حتي تجدوا الاستقرار والبركة في حياتكم بعدم ظلم إحداهما، وثق أن قليلًا من التنظيم لحياتك ووقتك سيفرق معك كثيراً في اغتنام قيمة أوقاتك واحتوائك لأفراد عائلتك، فهم يحتاجون حنانك وحوارك اللطيف واحتضانك لهما الذي يبث لهما روح الطمأنينة والسلام النفسي الذي سينعكس حتماً علي استقرارك أنت في معيشتك معهم وفي عملك، أيضًا حاول أن تحدوها بالاطمئنان من جميع المحيطين وخاصةً النساء وتحرص علي عدم إثارة غيرتها، لأنه يبدو أن زواجك منها كان بسبب تعارفكما عن طريق العمل والله أعلم، ولذلك تجدها في ريبة دائمة من اختلاطك “بهن”.
عمومًا من الرائع جداً اهتمامك وحرصك علي علاقتك بزوجتك وخاصة الثانية وهذا دليل علي رصيدها الكبير في قلبك من حب لها، وأعتقد أنها تستحق هذا الحب والاهتمام، استعن بالله تعالي، وتحدث معها دائمًا عن أى أمر يزعجك منها وتستاء منه، وادعوها لكي تعود لك كما تعرفت عليها، القلب الحنون والصديقة الرائعة والزوجة المحبة الواثقة في زوجها وفي نفسها والتي توسم فيها مستقبل رائع لحياة زوجية مستقرة، الزوجة التي يأتي لها ليلقي عند أعتابها هموم الدنيا ويختبئ في أحضانها من منغصات الحياة ومتاعبها ليلقي في ذلك الحضن الراحة والحب والحنان والثقة.
أحزنتنى دكتور حينما ذكرت بين سطورك أنك ضربتها، فهذا تصرف لا يليق بطبيب أطفال مثلك، ولا بأي رب أسرة يمتلك القوة في شخصيته، فقوة الشخصية والتحكم في زمام الأمور لا يكون أبداً بمد الأيدي، فرفقاً بقواريرك كما أوصاك وأوصي جميع الرجال حبيبنا المصطفي ( ص).. ونصيحتي الأخيرة: ألا تدعا ثغرات واهية للشيطان والعياذ بالله يتسلل منها إلي حياتكم فيفسدها، فكل هذا تطلبه منها بكلماتك الرقيقة التي جعلتها هي أيضاً تتعلق بك يوماً وترتضي بأن تكون لك زوجة ثانية لأنها أحبتك.. أسأل الله تعالي أن يصلح لك أحوالك مع زوجتيك وأبنائك وأن تسعد وتهنأ بحياتك معهما.