الإعتكاف.. فرصة عظيمة للتقرب من الله
الحمدلله نحمدة ونستعينه ونستغفرة ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي لة. وأشهد أنّ لا اله الاالله وحدة لاشريك له ، وأشهد أنّ محمد رسول الله .الاعتكاف هو لزوم المسجد والإقامة فيه بنية التقرب إلى الله جل وعلا بأنواع الطاعات والعبادات من ذكر وتسبيح وقراءة للقرآن وصلاة وغير ذلك. وقد نـَوْه القرآن الكريم بذكره في مواضع عدة من ذلك قوله تعالى فى سورة البقرة آيه 125 وآيه 187 “أن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ ” ” وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ” . ما أجمل أن يتفرغ الإنسان بعض الوقت لمناجاة ربه والتقرب منه ، يبتعد فيها عن شواغل الدنيا وملهيات الحياة ، يترك فيها الدنيا وما اشتملت عليه من تعب ، يجمع شتات قلبه ، ويجعل من عمره ساعات يقضيها بين مناجاة لمولاه ، وطاعة لخالقه ، وتفكر في معاده ، وانشغال بآخرته ، فيقوى بذلك إيمانه ويزيد يقينه ، ويعلم حقيقة هذه الدنيا وزوالها ، وسرعة انقضائها ، ويتأمل في ملكوت الله جل وعلا ، وعظمته وجلاله. أن النبي صلى الله عليه وسلم واظب على الاعتكاف وحرص عليه في شهر رمضان المبارك ، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال :” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان ” متفق عليه. وروت عائشة رضي الله عنها : ” أن النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى، ثم اعتكف أزواجه من بعده” متفق عليه . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف ترقباً لليلة القدر. ويستحب للمعتكف : ــ أن يعتكف في العشر الأواخر من رمضان كما كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يفعلون : الإكثار من الطاعات كالصلاة وتلاوة القرآن والذكر ــ يباح الأكل والشرب في المسجد وينام فيه مع المحافظة على نظافته. جواز إعتكاف الرجل في مسجد بيته في البلاد التي تكون المساجد كلها غير مفتوحة للمصلين والمعتكفين بسبب تفشي وباء كورونا ويحسب له أجرالاعتكاف بإذن الله تعالى. فإن رمضان شهر عظيم لمن أراد النجاة وسعى إلى فكاك رقبته من النار ففي هذا الشهر تتنوع العبادات ، وتتضاعف الحسنات ، وتتنزل الرحمات ، فعن عائشة رضي الله عنها :”أن النبي (ص) كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهدُ في غيره “رواه مسلم. والاعتكاف من السُنن المهجورة التي قلَّ العمل بها وغفل عنها كثير من الناس . قال الإمام الزهري رحمه الله : (( عجباً للمسلمين ! تركوا الاعتكاف مع أن النبي صلى الله عليه وسلم ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل )) . فعلى المسلم إحياء هذه السنة العظيمة وحث الناس عليها والترغيب فيها ، وأبدأ بنفسك فإن الدنيا مراحل قليلة وأيام يسيرة فتخلص من عوائق الدنيا وزخرفها ولا يفوتك هذا الخير العظيم واجعل لك أياماً يسيرة تتفرغ فيها من المشاغل والأعمال وتتجه بقلبك إلى الله عز وجل في ذل وخضوع وانكسار ودموع لتلحق بركب الفائزين. وإن صعب الأمر عليك فما تيسر لك من ليلة أوأكثر لتعتكف فيها ، حتى تفوز بالتقرب إلى الله عزوجل . فاحرص على الاعتكاف بنية صادقة وابتعد عن المباهاة والرياء واحرص علي أن تكون أعمالك خالصة لله عزوجل – قال الله تعالى فى سورة البينه آية 5 : ((وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)) وفي الحديث المشهور : ” إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى .. ” متفق عليه ــ اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا ، رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء ، رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ، اللهم لا تزين لى عمل السوء … اللهم ذكرنى بأن الدنيا زائلة فاصرف عني زينتها ، اللهم لك الحمد ، اللهم خذ روحى وأنا ساجد بين يديك وقلبي ينبض بخشيتك وذكرك ، اللهم أحسن خاتمتى ، اللهم أعنى على طاعتك ، اللهم أرحمنى … من يرحمني غيرك؟ من يستر عنى غيرك؟ من يرزقني غيرك؟ من يصبرني على هذه الدنيا غيرك؟ . فوضت أمري إليك ووجهت وجهى إليك لا ملجأ إلا إليك اللهم فقهني في الدين ، اللهم احفظني بالإسلام قائماً ، واحفظني بالإسلام قاعداً واحفظني بالإسلام راقداً ولا تشمت بي عدواً ولا حاسداً . اللهم إني أسألك من كل خير خزائنه بيدك ، وأعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك. . نسأل الله عزّ وجلّ أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال إنه سميع مجيب الدعوات ، اللهم أدخلنا الفردوس الأعلى بغير حساب ولا سابقة عذاب ، اللهم ارزقنا قلوباً خاشعة وأعيناً دامعة وألسنتاً ذاكرة ، وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيِنِ ، وَالحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِيِنَ . اللهم آمين – عيد مُبارك عليكم وعلينا جميعاً وإلى اللقاء
إعداد أم تامر المصرى