الملكة رانيا العبدالله من مونتريال : تداعيات الحرب في غزة تهدد مستقبل الأجيال
أكدت الملكة رانيا العبدالله خلال مشاركتها في قمة عالم شاب واحد السنوية في مونتريال امس السبت على أن الممارسات الإسرائيلية في فلسطين المحتلة وحربها على غزة لها تداعيات خطيرة تؤثر على مستقبل الأجيال القادمة، محذرة من أن ذلك قد يجر العالم نحو حالة من الفوضى.
الملكة رانيا تدعو للعدالة والمساواة
خلال كلمتها يوم السبت في مدينة مونتريال ، أمام حشد من الشباب من 190 دولة وأكثر من 250 منظمة،والتي نشر منها مقتطفات قليلة قالت الملكة رانيا:
“نحن جميعا نستحق عالما يرتكز على العدالة والمساواة، حيث يطغى حكم القانون على حكم القوة، ونستحق نظاما عالميا يواجه جرائم الحرب بالعواقب، لا بالاستثناءات”.
وحثت الملكة رانيا الشباب على قراءة التاريخ وفهم الروابط العميقة للفلسطينيين بأرضهم وأشجار الزيتون التي ورثوها عن أجدادهم. وطرحت أمامهم تساؤلات حول موقفهم من القانون والفوضى، مؤكدة على مسؤولياتهم الإنسانية.
غزة: سجن مفتوح أو زنزانة خانقة
وأكدت الملكة رانيا على أهمية تسليط الضوء على الصراع الفلسطيني، مشيرة إلى الواقع غير المسبوق الذي يفرضه الاحتلال، والذي يشمل الضم الإسرائيلي للأراضي والحصار على غزة، والذي يشكل جزءا من النظام العالمي الحالي.
وفي اليوم العالمي للسلام، أشارت الملكة رانيا إلى أن الحرب لم تُعِد غزة إلى الوراء فحسب، بل تجر العالم نحو فوضى أكبر. وأضافت أن الاستمرار في تقديم الغطاء العسكري والاقتصادي لـ”إسرائيل” يبعث برسالة مخيفة عن المستقبل.
وأضافت: “لطالما وُصفت غزة بأنها سجن مفتوح، واليوم أصبحت زنزانة خانقة”، مبينة أن هذه الحرب لم تُعِد قطاع غزة عقودا إلى الوراء فحسب، بل تجر بقية العالم نحو حالة من الفوضى.
أشارت الملكة إلى أن جيلا كاملا في غزة نشأ تحت وطأة القيود، مع نفاد خياراتهم ومواردهم. وعبرت عن أن الخيارات المتاحة هي خيارات زائفة، تتراوح بين الموت السريع أو البطيء.
وتطرقت إلى مخاوفها بشأن فقدان العالم للاهتمام بمصير الشعب الفلسطيني، مؤكدة أن الأمل، رغم ضرورته، ليس كافيا بمفرده.
وقالت الملكة، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك السريع: “الذين يعانون يحتاجون إلى تغيير الظروف، وليس مجرد تغيير في العقلية”.
في ختام كلمتها، أكدت الملكة رانيا على أهمية العودة إلى جذور الصراع، وضرورة تحقيق سلام عادل يقوم على الاحترام لحقوق الإنسان وحق تقرير المصير. كما ذكرت أن المحكمة الدولية والأمم المتحدة أكدا أن وجود إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني ويجب أن ينتهي.
وشهدت القمة، التي استمرت ثلاثة أيام، حضور عدد من الشخصيات العالمية البارزة، من بينهم رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والوكيل السابق للأمين العام للأمم المتحدة مايكل مولر ورئيس حكومة بنغلاديش المؤقتة محمد يونس.