التعقيم القسري للنساء الأصليات: نقابة أطباء كيبيك تعترف بأخطاء الماضي
بعد ثلاث سنوات من إطلاق مشروع بحثي حول التعقيم القسري، أثمر عمل جامعة كيبيك في منطقة أبيتيبي تيميسكامينغ (’’أوكات‘‘ UQAT) وأخذت نقابة الأطباء في مقاطعة كيبيك علماً بالمعلومات التي تمّ الكشف عنها وأتاحت إظهار أعمال العنف التناسلي والتوليدي التي عانت منها نساء شعب الإنويت من سكان كندا الأصليين ونساء الأمم الأُوَل في المقاطعة.
فبعد جمعهما شهادات في عام 2021، قدّمت الباحثتان سوزي بازيل وباتريسيا بوشار تقريراً دامغاً صدم رئيس نقابة الأطباء في مقاطعة كيبيك الدكتور موريل غودرو.
’’لقد صُدمتُ من هذه الاكتشافات المتعلقة بالنساء اللواتي تعرّضن لمثل هذه الأفعال وهذه المحن‘‘، قال الدكتور غودرو على الفور.
وبعد أن أنهى قراءة التقرير، اتصل الدكتور غودرو بالبروفيسورة بازيل لمناقشة التوصيات الواردة في التقرير واقترح عليها إنشاء لجنة تفكير. وتكونت هذه اللجنة من أطباء، أبرزهم الدكتور ستانلي فولان، وهو أول طبيب جرّاح كيبيكي من السكان الأصليين، ومن أعضاء من الأُمم الأُوَل، من بينهم بازيل نفسها ومارجولين سيوي.
وتقرّر إطلاق دورة تدريبية في مجال السلامة الثقافية في الرعاية الصحية لتكون ’’إلزامية للأطباء العاملين بشكل دائم في نقابة الأطباء، إمّا كمفتشين أو محققين، لكنها ستكون اختيارية لأعضاء المجتمع الطبي‘‘، شرح غودرو في مقابلة مع إذاعة راديو كندا.
وستضيف أيضاً نقابة الأطباء مقدّمة إلى مدوّنة أخلاقيات المهنة الخاصة بها من أجل حظر أيّ سلوك تمييزي على أساس الثقافة والهوية.
’’كانت السيدة بازيل ترغب في أن نقوم بتعديل المادة 28 من مدوّنة الأخلاقيات المتعلقة بالموافقة الحرة والمستنيرة. قرّرنا عدم السير في هذا الطريق لأسباب مختلفة، من ضمنها أنّ تغيير مدوّنة الأخلاقيات أمر معقد ويستغرق وقتاً طويلاً‘‘، قال غودرو.
وأوضح غودرو أنّ إضافة مقدّمة إلى مدوّنة الأخلاقيات يبعث برسالة أقوى تشمل كافة مواد المدوّنة.
’’تؤثّر المقدّمة على كافة مواد المدوّنة، وليس فقط على المادة المتعلقة بالموافقة الحرة والمستنيرة، وبالنسبة لي هذا الأمر هو أقوى من تغيير مادة واحدة. لقد اتفقنا جميعاً على ذلك‘‘، قال رئيس نقابة الأطباء في مقاطعة كيبيك.
وتمّ الإبلاغ عن حالات عنف أثناء التوليد وحالات تعقيم حصلت لغاية عام 2020، وفقاً للمعلومات التي جمعتها البروفيسورة بازيل.
فقد روت عدة نساء أنهنّ دخلن المستشفى للتوليد دون أن يخطر ببالهنّ أنهنّ سيضعن للمرة الأخيرة.
’’لا يمكننا تغيير الماضي، لكن يمكننا أن نعترف بتواضع أننا قمنا بأشياء تستحق التصحيح‘‘، قال الدكتور غودرو في نهاية حديثه مع إذاعة راديو كندا.
(نقلاً عن موقع راديو كندا (نافذة جديدة)، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)