مانحون مسلمون رئيسيون يوقفون التبرع لليبراليّي ترودو
الأمور ليست على ما يُرام بين مجموعة من مانحي الحزب الليبرالي الكندي من الكنديين المسلمين النافذين وبين زعيم الحزب، رئيسِ الحكومة الكندية جوستان ترودو، على خلفية تردده في الدعوة إلى وقفٍ لإطلاق النار في الحرب الحالية بين دولة إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة.
ففي رسالة رسمية موجهة إلى رئيس الحزب، ساشيت ميهرا، في 27 تشرين الثاني (نوفمبر)، قالت المجموعة إنها طلبت من ترودو في عدة مناسبات أن يدعو إلى وقف لإطلاق النار.
وتطلق المجموعة على نفسها اسم ’’شبكة 100 – منطقة تورونتو الكبرى ولندن وأوتاوا ومونتريال‘‘ (Network 100-GTA, London, Ottawa, Montréal) وتقول إنها تضمّ 400 عضو.
’’لا يبدو أنّ الزعيم (جوستان ترودو) مهتمّ بالاستماع بشكل فعلي، ولا مهتم بإعطاء قيمة حقيقية للقانون الدولي، ولا مهتم حقاً بأطفال غزة. بقلوب محطّمة، نجد أنفسنا مضطرّين لمغادرة ’نادي لورييه‘ (Laurier Club / Club Laurier)‘‘، كتبت المجموعة.
الاعتقاد بأنّ هذا الوضع سوف يدخل غياهب النسيان بعد عاميْن هو استراتيجية محفوفة جداً بالمخاطر وغير حكيمة بالنسبة للحزب. حجم الخسائر الإنسانية (في غزة)، ببساطة، لم يسبق له مثيل.
وتحدّث بعض أعضاء ’’شبكة 100‘‘ مباشرة إلى ترودو وإلى رئيسة فريق عمله، كاتي تيلفورد، فيما شارك أعضاء آخرون من المجموعة في لقاء افتراضي مع ميهرا في 5 كانون الأول (ديسمبر).
وتتكون مجموعة المانحين هذه في معظمها من مهنيين كنديين مسلمين، كالمحامين والأطباء وسواهم. وتأسست في كانون الأول (ديسمبر) 2014 وساعدت ترودو في أول فوز للحزب الليبرالي الكندي بقيادته، وكان ذلك في الانتخابات العامة في تشرين الأول (أكتوبر) 2015 عندما فاز بحكومة أكثرية بعد زهاء عشر سنوات من حكم حزب المحافظين الكندي بقيادة ستيفن هاربر.
وتقول المجموعة إنها ترسل مئات الآلاف من الدولارات إلى الحزب الليبرالي سنوياً منذ تأسيسها قبل تسع سنوات. وأحد أعضائها، الذي تحققت شبكة ’’سي بي سي‘‘ الإخبارية من سجلات تبرعاته لدى هيئة الانتخابات الكندية، ساهم بقرابة 19.000 دولار لليبراليين منذ تأسيس المجموعة.
و’’نادي لورييه‘‘ هو الطبقة العليا من مانحي الحزب الليبرالي الكندي. ويقول موقع الحزب على الإنترنت إنه للتأهل للنادي يجب على العضو أن يتبرّع للحزب بـ1.700 دولار على الأقل سنوياً.
يُشار إلى أنّ أقسى انتقادات ترودو لإسرائيل منذ بدء حربها الحالية مع حماس قبل شهريْن صدر في 14 تشرين الثاني (نوفمبر) عندما حثّها على ممارسة ’’أقصى درجات ضبط النفس‘‘.
’’العالم يشهد هذا القتل للنساء والأطفال والرضّع. هذا يجب أن يتوقف‘‘، قال ترودو آنذاك في مؤتمر صحفي.
ولام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو نظيره الكندي على وسائل التواصل الاجتماعي على هذا الكلام.
كما قال ترودو مراراً وتكراراً إنّ لإسرائيل الحقّ في الدفاع عن نفسها بعد الهجوم الذي شنته عليها حماس في 7 تشرين الأول (أكتوبر) وأدى إلى مقتل قرابة 1.200 شخص، معظمهم من المدنيين.
وردّاً على هذا الهجوم، وعدت إسرائيل بـ’’القضاء على‘‘ حماس في قطاع غزة، فحاصرت هذا القطاع الفلسطيني بشكل كامل وقصفته بشدة وأطلقت عملية عسكرية برية فيه في 27 تشرين الأول (أكتوبر)، ما تسبب حتى الآن بمقتل 17.487 شخصاً فيه، ثلثاهم من النساء ومن الأطفال والأشخاص دون سنّ الـ18، حسب بيان جديد صدر اليوم عن وزارة الصحة في حكومة حماس.
واختطف مقاتلو حماس في هجومهم على جنوب إسرائيل حوالي 240 شخصاً أخذوهم معهم كرهائن إلى قطاع غزة. وبعد تبادل لإطلاق الأسرى بين إسرائيل وهذه الحركة الإسلاموية الفلسطينية خلال هدنة إنسانية دامت سبعة أيام وانتهت يوم الجمعة الفائت، لا يزال 138 من هؤلاء الرهائن محتجزين في قطاع غزة.
(نقلاً عن موقع ’’سي بي سي‘‘ مع إضافة من وكالة الصحافة الفرنسية، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)