ترودو يدعو إسرائيل لفتح ممر إنساني إلى غزة
دعا رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو اليوم إسرائيل، بشكل غير مباشر، إلى تخفيف الحصار الذي تفرضه على قطاع غزة لإتاحة إنشاء ممر إنساني ’’لكي يُصبح بالإمكان إيصال المساعدات الأساسية كالغذاء والوقود والمياه‘‘ إلى السكان الفلسطينيين.
’’من الضروري أن يحدث هذا‘‘، قال ترودو في خطاب ألقاه في مجلس العموم.
حتى الحروب لها قواعد. وكندا، كما كانت دوماً، ثابتة في التزامها بسيادة القانون.
كندا ’’ستدافع دوماً عن سيادة القانون (…) مهما كانت الظروف‘‘، أكّد رئيس الحكومة الليبرالية.
ودعا ترودو حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة إلى ’’الإفراج عن جميع الرهائن لديها بشكل فوري‘‘.
وأوقع الهجوم الدموي الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول (أكتوبر) أكثر من 1.300 قتيل. وأخذت الحركة الإسلاموية 199 رهينة معها إلى قطاع غزة، وفقاً للسلطات الإسرائيلية.
ولقي خمسة كنديين حتفهم خلال هذا الهجوم، وهناك ثلاثةٌ آخرون في عداد المفقودين.
وقال ترودو في خطابه إنّ الكنديين المفقودين ’’قد يكونون أُخِذوا رهائن من قبل حماس‘‘.
ورداً على هجوم حماس، يقوم الجيش الإسرائيلي منذ السابع من الشهر الجاري بقصف قطاع غزة المكتظ بالسكان بلا هوادة، متسبباً حتى الآن بمقتل نحو 2.750 شخصاً وإصابة نحو 9.700 آخرين بجراح، حسب السلطات الطبية الفلسطينية.
وتبلغ مساحة قطاع غزة حوالي 365 كيلومتراً مربعاً، ويقيم فيه نحوٌ من 2,3 مليون نسمة.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، تواصل كندا محادثاتها مع العديد من دول المنطقة بعد أن قامت وزيرة الخارجية ميلاني جولي بزيارة إسرائيل والضفة الغربية والأردن في الأيام الماضية.
وأكّد ترودو أنه تناول في محادثاته مع قادة إسرائيل والسلطة الفلسطينية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومصر وقطر موضوع ’’الإفراج عن الرهائن وتقديم المساعدة الإنسانية‘‘ والجهودَ المبذولة لإجلاء الكنديين الذين تقطعت بهم السبل في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وفي وقت سابق من اليوم، غادرت مجموعة مكونة من 21 كندياً الضفةَ الغربية على متن حافلة متجهة إلى الأردن.
ولا تزال أوتاوا تحاول إيجاد مخرج لمواطنيها العالقين في قطاع غزة الذي أحكمت إسرائيل عليه الحصار.
وتمكنت كندا أيضاً من إجلاء أكثر من 1.150 من مواطنيها من إسرائيل على متن طائرات نقل عسكري. وتنظّم القوات المسلحة الكندية هذه الرحلات من مطار تل أبيب إلى مطار أثينا.
وفي العاصمة اليونانية يستقلّ القادمون من إسرائيل طائرات للخطوط الجوية الكندية للعودة إلى كندا.
وفي خطابه أمام مجلس العموم ركّز ترودو أيضاً على تداعيات الصراع بين حماس وإسرائيل على الجاليتيْن اليهودية والمسلمة في كندا، وندّد على السواء بتصاعد الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية في البلاد.
في كافة أنحاء بلادنا، (…) يتساءل اليهود عمّا إذا كان يتعيّن عليهم التوقف عن ارتداء نجمة داود أو الطاقية اليهودية في الأماكن العامة. ويخشى المسلمون والعرب أن يُنظر إليهم مجدداً على أنهم إرهابيون. قائمة الهموم لا تنتهي، والخوف حقيقي.
’’يجب ألّا ننسى أبداً أنّ التنوع يشكّل قوتنا‘‘، أضاف ترودو، ’’الآن، وأكثر من أيّ وقت مضى، يجب علينا أن نجتمع ونتجنب تركَ القلق والشكوك وانعدام الثقة تفرقُ بيننا‘‘.
(نقلاً عن موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)