انجاز عالمي..أول مغربي يقتحم قلعة نوبل للطب
تم إختيار الدكتور عبد الجبارالمنيرة عالم الأعصاب من طرف الأكاديمية الملكية السويدية ضمن لجنة جوائز نوبل للطب لمدة ثلاث سنوات. وشراك العالم المغربي المنيرة في اختيار الفائزين بجائزة نوبل للطب سنة 2023، والتي منحت لعالمين طورا تكنولوجيا أدت إلى إنتاج لقاحات “أم آر إن إيه” المضادة لفيروس كوفيد، اذ تقاسمت المجرية كاتالين كاريكو، الجائزة مع زميلها الأمريكي درو وايزمان، تقديراً لعملهما.
لكن من هو الدكتور عبد الجبار المنيرة، إنه أستاذ الأعصاب في معهد “كارولينسكا” السويدي، ويكفيه فخرا أنه أول عالم عربي يعتلي أحد الكراسي الخمسة المخصصة لمحكمي جائزة نوبل الشهيرة، في أحد المجالات العلمية الخمسة التي تشملها الجائزة، الممنوحة لأول مرة سنة 1901، في الكيمياء والأدب والسلام والفيزياء وعلم وظائف الأعضاء أو الطب، قبل أن تشمل لاحقا تخصصات أخرى.
البروفسور عبد الجبار المنيرة، المتخصص المبرّز في علم الأعصاب، سطع اسمه في سماء عاصمة مملكة السويد، منذ أن التحق بها سنة 1994، أستاذا مساعدا بشعبة علوم الأعصاب في معهد كارولينسكا، حيث يدير مختبر بيولوجيا الأعصاب بالمعهد نفسه، المتخصص في تدريس علوم الطب، وهو من أفضل وأعرق الجامعات الطبية في العالم.
و المنيرة من مواليد العاصمة المغربية سنة 1965، نشأ بها وترعرع ودرس إلى أن نال شهادة الإجازة من كلية العلوم بجامعة محمد الخامس سنة 1988، تخصص البيولوجيا، قبل أن يشد الرحال نحو فرنسا.
أتيحت للمنيرة فرصة التسجيل في الدكتوراه في جامعة إكس مارسيليا، بثاني أكبر المدن الفرنسية، والتي احتضنت شغف الشاب المغربي آنذاك، بالبحث العلمي الأكاديمي في مجال علوم الأعصاب، لترسم له معالم التألق.
والمختبر الذي احتضن أبحاثه لنيل شهادة الدكتوراه، في جنوب فرنسا، كانت تربطه اتفاقية تعاون مع مختبر للأبحاث العلمية في معهد كارولينسكا، الجامعة الطبية بالعاصمة ستوكهولم”، ومباشرة بعد نيله شهادة الدكتوراه “سارت الأمور بشكل جيد في العاصمة السويدية”، حين اقترح عليه الترشح لنيل منصب أستاذ مساعد.
لم يتوقف طموح عبد الجبار المنيرة، عند منصب أستاذ مساعد في إحدى أعرق جامعات الطب في العالم، بل جد واجتهد وواصل الاشتغال على أبحاثه العلمية، ما أهله ليصبح أستاذا مشاركا في المعهد نفسه، ثم أستاذ كرسي وبروفيسور في علم الأعصاب في سنة 2005.
سر النجاح والتألق، بدأ بعدما نالوا برفقته نفس الشهادة الجامعية، أي الإجازة في البيولوجيا، لم يكن سوى توفير كل الإمكانيات لإكمال أبحاثه العلمية.
وعلى مدى عقد من العمل أستاذ كرسي في الجامعة الطبية بستوكهولم (من 2005 إلى 2015)، وصل المنيرة الليل بالنهار أحيانا، ولم يخطر بباله أن عمله الدؤوب من فوق أعلى المناصب في الجامعة (أستاذ كرسي)، سيقوده إلى منصب جديد، لم يخطط له ولم يضعه ضمن أهدافه كما يقول، بل كان حرصه فقط خلال تلك الفترة، على أن يعزز خزانته بأبحاث علمية جديدة، ودراسات مرموقة، وجدت طريقها للنشر في أكبر المجلات والجرائد العلمية.
سنة 2015، كانت سنة حصاد مجهود سنوات من الكد والعمل، حقق فيها “المنيرة” ما لم يسبقه إليه أحد علماء العرب، بعدما أصبح عضوا في الأكاديمية الملكية للعلوم في السويد، وهي المؤسسة التي تمنح جوائز “نوبل” المرموقة في الفيزياء والكيمياء، قبل أن ينال عضوية لجنة خاصة في معهد كارولينسكا، تمنح جائزة “نوبل” في الطب، وهي اللجنة ذاتها المكونة من 50 عضوا، التي انتخبت 5 من العلماء المميزين، لشغل عضوية لجنة تحكيمية مصغرة، تبت في ترشيحات جائزة “نوبل” للطب، وتضم في عضويتها 4 علماء سويديين، وعالم واحد أجنبي، هو المغربي “عبد الجبار المنيرة”.