ترودو يتهم ’’ميتا‘‘ بإعطاء الأولوية لأرباحها على حساب سلامة الكنديين
اتهم رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو ’’ميتا‘‘، الشركةَ الأم لمنصتيْ ’’فيسبوك‘‘ و’’إنستاغرام‘‘ للتواصل، بإعطاء الأولوية لأرباحها على حساب سلامة الكنديين من خلال حجبها الأخبار المحلية فيما حرائق الغابات تهدد الكثير من المجتمعات المحلية في غرب كندا.
’’أريد أن أؤكد إلى أيّ مدى الأمر محبِط بالنسبة لي (…) أن تُواصل ’فيسبوك‘ منع الوصول إلى الأخبار المحلية عن حرائق الغابات للكنديين الذين يحتاجون إليها‘‘، قال ترودو خلال مؤتمر صحفي في شارلوت تاون، عاصمة جزيرة الأمير إدوارد، حيث تعقد حكومته الليبرالية خلوة قبل استئناف البرلمان الفدرالي أعماله منتصف أيلول (سبتمبر).
يعطون الأولوية لأرباح شركتهم بدلاً من إعطائها لرفاهية الكنديين وحصولهم على المعلومات.
ووجدت حكومة ترودو نفسها في مواجهة مع عمالقة الإنترنت بعد تبنيها قانون الأخبار على الإنترنت قبل نحو شهريْن.
ويهدف هذا القانون، الذي حصل على الموافقة الملكية في 22 حزيران (يونيو) والذي لن يدخل حيز التنفيذ إلّا بعد مرور ستة أشهر على هذا التاريخ، إلى إجبار عمالقة الإنترنت، مثل ’’ميتا‘‘ و‘‘غوغل‘‘، على تعويض وسائل الإعلام الإخبارية في كندا عن مشاركة مقالاتها وتقاريرها.
وبموجب القانون يجب التفاوض بشأن بدلات الأتعاب المترتّبة مع وسائل الإعلام المعنية. وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأنها، تقوم الحكومة الفدرالية بدور الحكم.
لكنّ ’’ميتا‘‘ و’’غوغل‘‘ تعارضان بشدة أحكام القانون الكندي الجديد والمبادئ التي يقوم عليها وترفضان بالتالي دفع أيّ أتعاب من هذا النوع.
وفي هذا السياق بدأت الشركتان بمنع نشر أخبار وسائل الإعلام الكندية على منصاتهما في كندا.
وفي نظر عمالقة الإنترنت، وسائل الإعلام الإخبارية هي التي تستفيد من الظهور الذي توفره منصات التواصل الاجتماعي لمحتوياتها، إذ تجذب إلى مواقعها المزيد من مستخدمي الإنترنت فتكسبها المزيد من عائدات الإعلانات.
’’يرفضون ضمان حصول الصحفيين المحليين على رواتب مناسبة لقاء إعلام الكنديين وتبادل الأخبار معهم. يفضلون ترك الناس في خطر بدلاً من المشاركة ودفع نصيبهم العادل لدعم الديمقراطية والصحافة المحلية‘‘، أضاف ترودو عن عمالقة الإنترنت، ’’إنه أمر مروّع‘‘.
يُشار إلى أنّ أكثر من 30 ألف شخص في مقاطعة بريتيش كولومبيا في أقصى الغرب الكندي مشمولون بأوامر إجلاء بسبب تهديد حرائق الغابات العديد من المجتمعات المحلية، لاسيما في مدينة كيلونا في وادي أوكاناغان في جنوب المقاطعة.
وفي الأقاليم الشمالية الغربية أجبرت حرائق الغابات أكثر من 20 ألف شخص على مغادرة ديارهم في العاصمة يلونايف ومناطق أُخرى الأسبوع الماضي.
وأفاد كثيرون ممن نزحوا عن ديارهم أنه من الصعب عليهم الوصول إلى الأخبار المحلية التي يحتاجون إليها لمتابعة أوامر الإخلاء والبقاء في أمان، ما تسبب بمزيد من الارتباك في وضع صعب أساساً يسوده عدم اليقين.
(نقلاً عن موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)