حالات استشفاء لعدة أطفال إثر استهلاكهم القنب في كيبيك
دقّت هيئة الصحة العامة في مقاطعة كيبيك ناقوس الخطر بعدما لاحظت زيادة كبيرة في عدد الأطفال الذين يدخلون المستشفى في منطقة إستري (Estrie) في جنوب مدينة مونتريال، بعد الاستهلاك العرضي للقنب الخاص بوالديهم.
يشير طبيب الأطفال الكيبيكي كلود سير إلى أن العديد من هؤلاء الأطفال الصغار خدعوا بعبوات جذابة، يشير غلافها الخارجي إلى احتوائها على حلوى.
’’حتى أن بعض هؤلاء الأطفال وجدوا أنفسهم في غيبوبة لعدة ساعات بسبب الجرعات العالية التي تم تناولها‘‘، يضيف الاختصاصي في طب الأطفال.
’’إن حلوى تحتوي على 600 ملغرام من القنب تشكل جرعة قاتلة لصغار السن‘‘، يحذر المتحدث في مقابلة مع هيئة الإذاعة الكندية. ويتابع طبيب الأطفال ’’في كيبيك تم تحديد معدل مادة رباعي الهيدرو كانابينول الذي يعرف اختصارا بـ (THC) وهو الجزيئة الأكثر شهرة في نبات القنب. ويبلغ الحد الأقصى 10 ملغ لكل استهلاك من المنتجات الصالحة للأكل‘‘.
تبدو هذه المنتجات مثل الحلويات الأكثر شعبية عند الأطفال.
ينصح المتحدث بأنه يجب على الآباء اعتبار هذه المنتجات كأدوية وتجنب تناولها أمام الأطفال. ’’يجب عليهم تحييدها كما يفعل المرء عادة مع المخدرات، في مكان آمن، مغلق وبعيد عن متناول الأطفال‘‘، كما يقول.
يضيف الطبيب بأن الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة يجب أن يظلوا دائمًا تحت إشراف البالغين. ينظر أولياء الأمور غالبا إلى القنب على أنه منتج غير سام لأنه يتم تقنينه وهو حاضر في الحياة اليومية. لكن، يصر المتحدث، بأن هذا الواقع لا ينطبق على الأطفال ويمكن أن يكون الأمر خطيرا للغاية بالنسبة إليهم.
من جهتها، تشير ’’مؤسسة القنب في كيبيك‘‘ (SQDC) إلى أنها لا تبيع الحلويات التي تدخل فيها مادة الـ (THC) في فروعها.
’’نحن لا نبيع المنتجات التي تروق للشباب وتجذبهم عبر عبواتها وشكلها ونكهتها. نحن نبيع المنتجات الجاهزة للشرب مثل المياه الغازية المنكهة أو حتى اللحم البقري المجفف‘‘، يقول فابريس جيغير، المتحدث الرسمي للمؤسسة العامة. يشير جيغير إلى أنه يجب أن يكون فتح هذه العبوات عصيا على الأطفال، ’’ألا يكون من السهل فتحها واستهلاكها أو أن تكون جذابة للعين‘‘.
تجدر الإشارة إلى أنه يُحظر استخدام منتجات مؤسسة الماريجوانا العامة في كيبيك لمن هم دون الـ 21 عامًا. يجب على أي شخص يدخل المحال التي تبيع منتجات الماريجوانا أن يظهر هويته الشخصية للتأكد من سنّه. كما أنه عندما يكون هناك تسليم، يتحقق القائمون على التوصيل دائما من عمر الشخص الذي يستلم الطرد ، كما يشير جيغير.
يتحدث هذا الأخير عن المسؤولية المشتركة عند الشركة المنتجة وعند المستهلك على حد سواء.
يقول المتحدث باسم المؤسسة الحكومية التي تحتكر توزيع القنب وبيعه في مقاطعة كيبيك: ’’إن المنتجين ملزمون بتعبئة المنتجات بشكل صحيح وآمن. وبدورنا نتأكد من عدم بيع المنتجات لمن هم دون سن الـ 21 عاما. بعد ذلك تأتي مسؤولية المستهلك‘‘.
علاوة على ذلك، يتم تدريب مستشاري فروع مؤسسة الماريجوانا على إخبار المستهلكين بكيفية تخزين المنتجات بشكل صحيح بعيدا عن متناول الأطفال، على وجه الخصوص، على حد تعبير المتحدث.
يذكر جيغير بأن ’’في مقاطعة كيبيك، يُعد شراء المنتجات التي تحتوي على القنب في مكان آخر غير الفروع التابعة لمؤسسة القنب الكيبيكية، أمرا مخالفا للقانون. ومع ذلك، فإنك إذا ذهبت إلى مقاطعة أونتاريو المجاورة مثلا، واصطحبت معك الماريجوانا، فإن القانون لا يمنعك من استهلاكها في كيبيك‘‘.
(نقلا عن موقع راديو كندا، إعداد وترجمة كوليت ضرغام)