الجالية المغاربية في كيبيك موضوع محاضرة في مونتريال
نظّم المركز المجتمعي لدعم المهاجرين-كاسي (Centre d’appui aux communautés immigrantes- CACI) يوم الخميس الماضي في مونتريال محاضرة حول مساهمة الجالية المغاربية في صقل المجتمع الكيبيكي.
وألقت المحاضرة الدكتورة فيروز فوزي المختصة في علم اجتماع الهجرة وهي من أصول مغربية تقيم في كندا.
وكانت المحاضرة التي تحمل عنوان ’’ألوان التعددية المغاربية‘‘ مفتوحة للجميع وحضرها العديد من الوافدين الجدد من أصول مختلفة من المستفيدين من خدمات المركز، معظمهم من الذين يتابعون دروس اللغة الفرنسية في مركز كاسي.
وتمحورت المحاضرة على ثلاث محاور : التعريف بالمنطقة المغاربية والاستراتيجيات المتعلقة بالهوية التي تتخذها الجالية المغاربية وأخيراً العيش معاً.
واستهلّت الدكتورة فيروز فوزري محاضرتها بالتعريف بالمغرب الكبيرالحالي الذي يتكوّن من ’’مقاطعات قديمة رومانية وفينيقية وأمازيغية عرّبها العرب الذين أنشأوا مقاطعة المغرب [العربي] بين سنوات 661م و750م‘‘، وفقاً لها.
وعرّجت على الجانب الثقافي الذي يميّز البلدان المغاربية (ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب وموريتانيا).
يشترك سكان المغرب العربي في خلفية لغوية وثقافية عربية-بربرية مهمة. كما ينعكس ذلك أيضا في الفن والعمارة وفن الطبخ والملابس بالإضافة إلى الموروث الديني الإسلامي السني الذي يتّبع المذهب المالكي.
وعن الجالية المغاربية في مقاطعة كيبيك، قالت الدكتورة فيروز فوزي إنّنا ’’نعلم أنّ مسار الهجرة يتسبّب في صدمة هوية في البداية.‘‘
وبالنسبة لها فإن ’’الهوية في حركة وتغيّر دائمين. ولإثرائها يجب الانفتاح على الآخر واعتماد المرونة في التواصل وفي الألفاظ. الحلّ الوحيد المتاح أحيانا للمهاجر هو أن يتأقلم مع الوضع الجديد. لا يعيش المهاجر في عالم خارج المجتمع الكيبيكي.‘‘
وكشفت الدكتورة فوزي عن بعض نتائج دراسة قامت بها في 2019 وشملت الجالية المغاربية في كيبيك وكيف تتأقلم مع واقعها الجديد.
لضمان استمرارية معينة للهوية، يستهلك بعض المهاجرين من البلدان المغاربية الأطباق التقليدية (91٪) أو يتابعون القنوات التلفزيونية (79٪) لبلدانهم الأصلية.
ونشرت نتائج دراستها في كتاب بالفرنسية يحمل عنوان (L’immigration arabo-méditerranéenne au Canada, entre la fiction et le réel) ’’الهجرة العربية المتوسطية إلى كندا، بين الخيال والواقع‘‘ عن دار نشر (La Croisée des Chemins) في المغرب.
واستشهدت هذه الأخصائية في شؤون الهجرة التي أسست المعهد الكندي العربي للدراسات والبحوث حول الهجرة والتعددية الثقافية (Institut Canado-Marocain des Études et Recherches sur l’Immigration et l’Interculturalité) في عام 2018 ببعض الأمثلة لمهاجرين من المغرب العربي.
كما عرضت حالات لمهاجرين من نفس المنطقة تميّزوا ونجحوا في تقلّد مناصب في عالم السياسة والأعمال.
وفي مقابلة مع راديو كندا الدولي، أوضحت هيتزل تريج، المكلَّفة بالمشاريع في المركز، أن المحاضرة تدخل في إطار مشروع يُدعى “إحياء التعددية بشكل كامل‘‘ لتوعية مجتمع الاستقبال بمساهمة الوافدين الجدد..
وتموّله وزارة الهجرة والفرنسة والاندماج (MIFI) في كيبيك على مدى ثلاث سنوات.
الهدف من المشروع هو التقارب بين الثقافات والمجتمعات وتعزيز اللغة الفرنسية.
وأضافت أن المحاضرة ’’لا تشكّل فقط فرصة رائعة لجَمْع الناس معاً ليتعرّفوا على تاريخ بعضهم البعض وثقافاتهم وقيمهم، ولكن أيضاً لمحاربة التمييز والعزلة والعنصرية.‘‘
وأعلنت السيدة تريجو أنه سيتم تنظيم محاضرة أخرى حول المجتمع المغاربي من قبل المركز في مارس/آذار 2024.
والمركز المجتمعي لدعم المهاجرين-كاسي (Centre d’appui aux communautés immigrantes- CACI) CACI هو منظمة تستقبل وتدمج الوافدين الجدد في المجتمع الكيبيكي. وتشمل مهمتها أيضا الفرنسة.
تأسس المركز في سنة 1993.
وبعد حوالي ثلاثة عقود، أصبح للمركز الآن 82 موظفاً ويقدم سلسلة متكاملة من الخدمات.
’’يضم المركز أكثر من 50 مجموعة لتعليم الفرنسية لكل دورة و 88 مجموعة تحضر جلسات معلومات القيم الديمقراطية وقيم كيبيك.‘‘
ومنذ إنشائه، قدّم المركز خدمة لأكثر من 185.000 شخص.
(مع معلوملت من موقع المركز المجتمعي لدعم المهاجرين)