أخبار كندا

كوفيد-19: قراءة الكتُب في زمن الجائحة

من إعداد مي أبو صعب •

تركت جائحة كورونا تداعياتها على أكثر من قطاع، وحتّمت تغييرا في العادات اليوميّة  خصوصا لجهة العمل والدراسة عن بعد. وعزلت الجائحة الناس في منازلهم، وبحث الكثيرون عن طرق خلّاقة لتمضية الوقت مع الالتزام بإرشادات الوقاية الصحيّة. ووجد الكثيرون في كندا وحول العالم في القراءة متنفّسا و وسيلة مفيدة ومسليّة لتمضية الوقت بين جدران المنزل. وأقبل الكنديّون  بأعداد أكبر على شراء الكتب عبر الإنترنت   وعلى المشاركة في معارض الكتاب في  نسخها الافتراضيّة تجنّبا للاختلاط وحفاظا على سلامة الجميع في وقت حالات كوفيد-19 مستمرّة في الارتفاع.

وفي مونتريال، يقدّم معرض الكتاب في نسخته الافتراضيّة مجموعة ضخمة من الأنشطة لمحبّي القراءة والاطّلاع على الجديد الذي يحفل به المعرض كلّ سنة و الذي يفسح مجال لقاء الكتّاب و التبادل معهم حول اعمالهم. واستبدل المعرض اللقاءات حول طاولة مستديرة في أرجائه بلقاءات افتراضيّة تجري بطريقتين، إمّا من خلال لقاء فرديّ مع الكاتب أو الكاتبة يستمرّ 5 دقائق، أو لقاء بين مجموعة من الأشخاص يستمرّ 25 دقيقة. ويتعيّن للمشاركة في اللقاءات شراء كتاب من موقع مكتبات كندا Leslibrairies.ca ، ومن بين الكتّاب المشاركين داني لافيريير الكاتب الكنديّ الهايتي المولد الذي انتُخب عام 2013 عضوا في الأكاديميّة الفرنسيّة العريقة.

كما تقدّم مكتبة كيبيك الوطنيّة فقرة في المعرض بعنوان “ساعة القصّة” أيّام السبت والأحد  حتّى نهاية الشهر الجاري لمحبّي الاستماع إلى الآداب والقصص. ويقدّم المعرض أيضا لقاءات مع عدد من الكتّاب، والعديد من ورشات العمل الافتراضيّة تلبّي أذواق الكبار والصغار. وتفيد المنظّمة غير الربحيّة بوكنيت كندا  BookNet Canada في تقرير أنّ مبيعات كتب التجزئة تراجعت في البلاد بنسبة 24 بالمئة في الفترة بين شهري آذار مارس وأيّار مايو، لكنّ الوضع تغيّر منذ بداية فصل الخريف. ولكنّ المبيعات ازدهرت في الآونة الأخيرة، و ابتكرت المكتبات طرقا جديدة خلّاقة لتوصيل الكتب إلى محبّي القراءة، من بينها على سبيل المثال نوادي الكتاب الافتراضيّة.

ويقول العديد من أصحاب المكتبات إنّ مبيعاتهم ارتفعت رغم الإغلاق الذي حتّمته الجائحة. وارتفعت مبيعات مكتبة موزاييك في كيلونا في بريتيش كولومبيا بنسبة 44 بالمئة الأسبوع الماضي كما قال صاحب المكتبة مايكل نيل، وارتفعت بنسبة 33 بالمئة عن الشهر الماضي. ويقول مايكل أونيل الذي هو أيضا مؤسّس نظام البرمجيّات “بوك ماناجر” إنّ المكتبات سارعت لتعزيز المبيعات عبر الإنترنت عندما فرضت السلطات قيودا متشدّدة للتصدّي للجائحة. وقبل الجائحة، لم تركّز العديد من المكتبات الصغيرة على المبيعات الإلكترونيّة نظرا للعدد المحدود من الموظّفين وهوامش الربح الضئيلة لديها. و بالنسبة لمكتبة Type في تورونتو، تقول صاحبتها الشريكة جوان سول إنّها  تلقّت الدعم من قِبل القرّاء الذين تحدوهم رغبة المعرفة والاطّلاع ، وهو ما يوفّره لهم الكتاب . وتلقى المكتبات الدعم المحلّي في ظلّ شركة أمازون الأميركيّة العملاقة للمبيعات الإلكترونيّة.

وتقدّم  مكتبة “بوكشيلف” في غويلف في مقاطعة أونتاريو التي تملك رخصة لبيع الكحول، خدمة توصيل الكتب والكحول إلى المنزل، منذ أن سمح رئيس الحكومة دوغ فورد بتوصيل الكحول، وساهم ذلك في ارتفاع مبيعاتها كما قال بين مينيت صاحب المكتبة. كما ارتفعت مبيعات مكتبة “ميبلز فيبلز” للأطفال في تورونتو عندما بدأت تتعامل مع عدد من نوادي الكتب الافتراضيّة الأسبوعيّة. وتقول مسؤولة الإدارة ليزي فيرغسون إنّ نوادي القراءة الافتراضيّة تساعد الأطفال في الحفاظ على عادة القراءة وتساعد المكتبة في التواصل مع القرّاء.

 

(راديو كندا/  سي بي سي/ راديو كندا الدولي)

مكتبة بوكشيلف في تورونتو توفّر خدمة توصيل الكتب والكحول /Ben Minett

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى