أخبار الفن

إلهام شاهين: موضوع “حظر تجول” شائك سيفتح علينا أبواب الهجوم

الفنانة الفائزة بجائزة أحسن ممثلة بمهرجان القاهرة: “أفلامنا تشبه مجتمعنا، ولابد أن نكون قريبين من الحقيقة وليس هاربين نحكي في أشياء لا تمت للواقع بصلة”

العربية.نت – محمد أحمد |

بعد طول غياب، عادت الفنانة إلهام شاهين للسينما بفيلم “حظر تجول”، الذي شارك في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الأخيرة، وحقق جدلا كبيرا، واستحقت عنه جائزة أحسن ممثلة، ليكون هذا العمل كما يقولون “عود أحمد” لها. والفيلم تأليف وإخراج أمير رمسيس، وبطولة أمينة خليل، وأحمد مجدي، وأحمد حاتم وعارفة عبدالرسول، ومحمود الليثي، والفنان الفلسطيني كامل الباشا. وفي حوارها مع “العربية.نت”، تحدثت إلهام شاهين عن تجربتها في “حظر تجول” وجائزة أحسن ممثلة والقضية الشائكة التي فتحتها وقد تتعرض بسببها لهجوم كبير، وسر حماسها للعمل وموقفه من العرض السينمائي.

*كيف ترين مشاركتك في فيلم “حظر تجول” في مهرجان القاهرة السينمائي الأخير؟

**أنا أعتبر نفسي مشاركة وداعمة بعقلي وقلبي وحضوري لأي مهرجان مصري، وسعدت للغاية بمشاركة في “حظر تجول” في المهرجان، فتواجد فيلم أشارك في بطولته في مهرجان بلدي أمر عظيم ورائع ومهم، خاصة لأن جمهوري الأساسي هم المصريون، ومن حقهم أن أشارك في مهرجان مصر الأول بعمل مميز، ولكن بوجه عام الفنان بالتأكيد حين يقدم عملا يتمنى أن يشارك به في كل مهرجانات العالم.

*كيف كان استقبال الناس للفيلم بالمهرجان؟ وماذا عن حصولك على جائزة أحسن ممثلة؟

**بالنسبة لعرض الفيلم بالمهرجان، وجدت استقبالا به دفء وحفاوة وحماس لم أرها منذ زمن، لذلك كنت سعيدة جدا، وعندما حصلت على جائزة أحسن ممثلة لم أتمالك نفسي من الفرحة، بكيت كثيرا حيث شعرت أن عودتي كانت ذات فائدة، وأن الفيلم حقق هدفه وأثار ردود أفعال وفتح قضية شائكة، وهذا هو ما كنا نتمنى توصيله من رسائل وليس مجرد عرض شريط سينمائي.

*ما الذي حمسك للفيلم وحدثينا باستفاضة عن القضية الشائكة التي أردت تقديمها وأسرة العمل؟

**لم يكن سهلا أن أجد شيئا مختلفا يؤثر فيّ بعد كل ما قدمت خلال مشواري الفني الطويل، والممتد لحوالي 100 فيلم سينمائي في حوالي ما يزيد عن 35 سنة. وتحمست جدا لفيلم “حظر تجول” بمجرد قراءتي للسيناريو. وشعرت أنه يحمل قضية تستحق أن نتصدى لها وبها اختلاف عن كل القضايا التي قدمتها من قبل في أعمال فنية، وهي قضية أعتبرها واحدة من القضايا المسكوت عنها في المجتمع وهي “زنا المحارم”، وهي قضية شائكة، وأعلم أنها ستفتح علينا أبوابا من الهجوم، لكن علينا مواجهتها بكل حزم مهما كان الثمن، و”حظر تجول” ليس كما كان يعتقد البعض له مغزى سياسي.

*وصف البعض الفيلم بأنه تناول “زنا المحارم” بنوع من الاستحياء فما السبب؟

**هذا حقيقي فقد تناولنا قضية زنا المحارم، وتعمدنا هذا الاستحياء حتى لا نسبب صدمة قوية للناس ونعطي اتهامات يفهمها البعض بأن الوضع منتشر، ولم نرد أن نُشعر المجتمع بحرج، وفي نفس الوقت أردنا أن نعبر عن قضية مسكوت عنها ونخجل من طرحها، وعموما رسالة العمل وهدفنا كان ومازال هو مناقشة القضية وفتح المجال أمام هذه الملفات، للمطالبة بعقوبات مشددة على مرتكبي هذا النوع من الجرائم. والعلم بأن هناك سيدات كثيرات بالسجون بسبب أنواع من هذه المشاكل ودخلن دفاعا عن أولادهن بشكل أو بآخر.

*حدثينا عن الاستعداد لشخصية “فاتن “السيدة التي تخرج من السجن بعد 20 عاما؟

**لم أجسد من قبل شخصية مثلها، وكانت بالنسبة لي جديدة مؤثرة وحساسة وبها منحنيات انفعالية وداخليات كثيرة لابد من التعبير عنها، ومن ناحية المظهر كانت فاتن محتاجة تفاصيل مختلفة من حيث الشكل والملابس والشعر والبشرة وطريقة الماكياج، أو بمعنى أصح انعدامه لكي أظهر بشكل مرهق ومهان وحزين، ويسيطر على ملامحي علامات العجز والتعب والهم. ففاتن امرأة قتلت زوجها رغم أنها كانت مدرسة محترمة وسُجنت ظلما دفاعا عن شرف ابنتها، وظُلمت مرة أخرى بالاتهام بحب جارها والتورط معه، بالإضافة لأنها سيدة تخرج من السجن بعد 20 سنة وتعاني من الاكتئاب الشديد، كل هذه الأمور جعلتني أركز كثيرا في شكل “فاتن” وصوتها لأكون متسقة مع ظروفها بالضبط حتى لا تفلت الشخصية.

*سمعنا أنه أثناء التصوير تعرضت أسرة الفيلم للكثير من المعوقات فما صحة ذلك؟

**الموضوع حقيقي جدا، فالتصوير أرهقنا وتعرضنا فيه للكثير من المشكلات، خاصة أن المشاهد الخارجية مفروض أنها تدور أثناء عام 2013 في فترة حظر التجول، ولهذا كان يجب أن تكون الشوارع فارغة من الناس تماما، وطبعا بما أننا صورنا في أيام طبيعية ليس بها حظر تجول، فقد تعرضنا للإعادة عشرات المرات لأن الشوارع ممتلئة ليلا ونهارا، وكنا نصور في منطقة شبرا، وكان صعبا السيطرة، بالإضافة لأننا كنا نصور في وقت متأخر في الشتاء وتعرضنا لموجات قارسة من البرد لا يمكن وصفها.

*يُقال إن الفيلم سيعرض في موسم رأس السنة، أليست مجازفة أن يُطرح في هذا التوقيت في ظل عودة أزمة كورونا؟

**الفيلم كان سيُعرض في مصر منتصف ديسمبر، ثم تم تأجيله لأواخر ديسمبر تزامنا مع العرض بالدول العربية ومصر طبعا، وطبعا لا ننكر أن الوقت مقلق والموضوع برمته مجازفة، لكن هناك اتفاقات تمت قبل عرض الفيلم بالمهرجان وأبرم المنتج عقودا مع قنوات فضائية بمواعيد ملزمة لعرض الفيلم. وبعد عرض الفيلم في مهرجان القاهرة شاهده الكثيرون، لذلك لا جدوى من تأخير عرضه وأيا كان حظه لابد من عرضه في توقيت قريب، وإن شاء الله يكون حظه جيدا في العرض. وعموما طالما لا يوجد إغلاق تام فأنا أرى الناس تعيش الحياة وسط احترازات صحية ملزمة، وهكذا تسير الحياة ولن تقف وتؤثر على عرض الفيلم.

*هل قررت الابتعاد عن الأدوار الكلاسيكية التي تعود عليك الجمهور فيها؟

**أكيد لم أتوقف عن شيء، ولكن هناك أولويات في الحسابات، فقد قدمت الكلاسيكيات كثيرا وأرى الآن أنه لابد من أن نقدم قضايا مجتمعنا المستعصية أو المسكوت عنها، ونحاول أن نناقشها ونساعد في وضع قوانين واتخاذ حلول جذرية، وأنا مع القول الذي يؤكد أن أفلامنا تشبه مجتمعنا، ولابد أن نكون قريبين من الحقيقة وليس هاربين نحكي في أشياء لا تمت للواقع بصلة. وأعتقد أن تقديم قضايا هامة حاليا أكثر أهمية من الشياكة والملابس والجمال والكلاسيكيات التي اعتاد علي الجمهور فيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى