الكندية-المصرية بهيرة عبدالسلام تترشّح لمنصب عمدة تورونتو
ينتخب سكان تورونتو عمدة جديداً لمدينتهم في 26 يونيو/حزيران المقبل.
وأعلن ما لا يقل عن65 مرشحا عن نيّتهم لخلافة العمدة السابق لتورونتو جون توري (نافذة جديدة) الذي استقال في فبراير/شباط الماضي بسبب ’’علاقة غير لائقة‘‘ مع موظفة في مكتبه.
ومن بين هؤلاء المرشحين، تطمح بهيرة عبد السلام أن تصبح أول امرأة ترتدي الحجاب تُنتخب عمدة لتورنتو.
وُلدت في القاهرة وتخرجت من كلية الهندسة جامعة القاهرة قسم الهندسة لمدنية.
عملت بهيرة عبد السلام في مصر في وزارة الصناعة. وبعد زواجها انتقلت إلى المملكة العربية السعودية حيث أمضت سبع سنوات.
وبعد رجوعها إلى مصر، عادت للدراسة لإعداد ماجيستير في تدعيم المنشآت باستخدام المواد المُركّبة (composite materials).
الهجرة الى كندا
تقول بهيرة عبد السلام إنها فكرت في كندا منذ اليوم الأول الذي غادرت فيه مصر حيث كانت تريد دائماً الذهاب إلى بلد يستخدم التقنيات المتقدمة.
وفي عام 2007، نجحت في الحصول على منحة دراسية لإعداد الدكتوراه في جامعة شيربروك في مقاطعة كيبيك الكندية.
في عام 2014، حصلت على الدكتوراه وغادرت كيبيك ، لأن ’’فرص العمل كانت ضئيلة بالنسبة لي لأن الفرنسية لم تكن لغتي الأولى وبسبب ارتدائي للحجاب الإسلامي‘‘، كما قالت في مقابلة مع راديو كندا الدولي.
وفي عام 2015، حصلت على منحة دراسية لأبحاث ما بعد الدكتوراه من جامعة ويسترن اونتاريو قادتها إلى جامعة أريزونا في الولايات الولايات المتحدة الأمريكية.
ذهبت إلى الولايات المتحدة لتحضير شهادة ما بعد الدكتوراه في جامعة أريزونا بالشراكة مع جامعة ويسترن أونتاريو.
ثم بدأت بعد ذلك كاستاذ إدارة المشاريع الإنشائية في احدي الكليات في اونتاريو. وفي الوقت نفسه، ’’أسست شركة ناشئة تهدف إلى تطوير وتحسين استخدامات المواد المتحدثة لتدعيم المنشآت وتقليل تكاليف البناء والصيانة على المدى الطويل‘‘، كما ذكرت في حديثها مع راديو كندا الدولي.
وقرّرت بهيرة عبد السلام تعليق أنشطتها بسبب انتخابات عمدة المدينة. وتشرح قائلة: ’’لا أريد أن يكون هناك تضارب في المصالح لأنّ شركتي تقدّم خدمات للقطاع العام والحكومي.‘‘
وقول إنّها تنوي إيقاف هذه الشركة في حال فوزها في الانتخابات.
عمدة تورنتو
بدأ اهتمام بهيرة عبد السلام بالسياسة مع الربيع العربي. ’’كنت من المتابعين عن قرب للتطورات التي كانت تحصل في مصر والعالم العربي. كلّ هذا أعطاني خلفية سياسية. بالإضافة إلى ذلك، أنا شخص يدافع عن المظلومين والديمقراطية وحقوق الإنسان ‘‘، كما قالت.
وأثناء دراستها في جامعة شيربروك، تم انتخابها نائبة لرئيس اتحاد الطلاب. ’’أشارك دائماً في لجان صنع القرار وصياغة السياسات ‘‘، كما أضافت.
وذكرت أنها عادة ما تتطوع في منظمات مجتمعية مختلفة.
أحب مساعدة الناس. هذه شخصيتي.
وتطوّعت هذه الأخيرة في الحزب الليبرالي الكندي ونظيره في أونتاريو. وشاركت في عدّة مؤتمرات لهذين الحزبين.
وشرحت أنّه ’’ بشكل عام، المشاركة السياسية مهمة للغاية. وهو حق يسمح لنا بالمشاركة في تشكيل عالمنا واختيار قادتنا. أنا أشجّع دائماً الناس على المشاركة في الانتخابات.‘‘
وذكرت أنّها لم تنتظر حصولها على الجنسية الكندية لتكون نشطة في ميدان السياسة.
وقالت إنّها بصفتها ’’امرأة مسلمة ترتدي الحجاب في مجال يسيطر عليه الذكور ، تعرضت للكثير من العنصرية. دفعني هذا إلى الاهتمام بحقوق الإنسان.‘‘
وسمح لها ذلك بمعرفة كيف يمكن لأي شخص أن يتصرف عندما يتعرض للتمييز.
واستشهدت بموقف حدث لها هي نفسها كأمّ. ’’أُصيب ابني بارتجاج في المخ في مدرسته الابتدائية بسبب الاهمال و بدأ يشعر أن مدرسته ليست مكاناً آمناً له، فبحثت في اعادة النظر في عمل الهيئات التعليمية و فعالية النظم الحالية لتامين المدارس واسباب زيادة معدلات الجريمة و كيفية السيطرة عليها و اصبحتُ عضوا فعالاً في مجلس الاباء للمدرسة المتوسطة وهي اكبر مدرسة عامه في تورونتو. و شاركت مع مجلس أولياء الطلاب لتحسين الأمور ‘‘، كما تقول
وتضيف أنها اكتشفت أن ’’النظام بأكمله هو الذي يحتاج إلى التغيير. لم يعد يكفي الشكوى.‘‘
وتقول إنها كانت على اتصال بالسياسيين على جميع المستويات للتحدث عن حقوق الإنسان ، والإسلاموفوبيا ، وتكلفة المعيشة في تورنتو ، من بين أمور أخرى.
’’توصلت إلى استنتاج مفاده أن شيئاً ما كان مفقوداً. السياسيون لا يمثلوننا حقاً. إنهم لا يفهموننا ولا يشعرون بمعاناتنا‘‘، كما أضافت.
في تورنتو، يمثل المهاجرون ما يقرب من 50 ٪ من السكان ، ولكن هذا لا يظهر في المسؤولين المنتخبين حيث، على سبيل المثال، هناك عضو مجلس واحد فقط ترتدي الحجاب في مجلس المدينة.
وعندما سُئلت عن مدى صحّة عدم انخراط الجالية العربية في السياسة ، قالت إنها ’’مشكلة عامة.‘‘
وذكرت أنّ ’’الأمر لا يقتصر على المجتمع العربي. ففي الانتخابات البلدية الأخيرة في تورنتو ، بلغت نسبة المشاركة 30٪.‘‘
وتعتقد أن هذه المشكلة ليست بسبب الناخبين أنفسهم ، بل بسبب النظام الذي لا يترك للناس وقتًا للتعامل مع السياسة. ’’الناس مشغولة بدفع فواتيرها. ليس لديها حتى وقت للتنفس. بالإضافة إلى ذلك ، لا يتمتع كل شخص بوعي سياسي‘‘، وفقاً لها.
وأكّدت بهيرة عبد السلام أنّها تشعر أننا ’’نفقد ديمقراطيتنا عندما أحضر اجتماعات المجلس البلدي لتورونتو. يجب ألا نصمت عندما تكون هذه القيم مهددة.‘‘
وضربت مثالاً على قانون المقاطعة الذي يعطي ’’سلطات خارقة للعمدة تمنحه وزن ثلث أصوات المجلس‘‘، حسب قولها.
تورونتو جاهزة لقبول عمدة ترتدي الحجاب
وتعتقد السيدة عبد السلام أن تورنتو جاهزة لقبول عمدة ترتدي الحجاب.
وأكّدت أنها أول امرأة ترتدي الحجاب تترشح لمنصب عمدة تورنتو.
يتفاجأ الناس سواء كانوا من البيض أو السود أو العرب أو المسلمين أو غير ذلك، عندما يرون أن امرأة ترتدي الحجاب قد ترشحت لمنصب عمدة تورنتو ، حتى في المجتمع العربي أو المسلم. ولا ينبغي أن يكونوا كذلك. هذا هو أحد الأسباب التي دفعتني للترشح.
وتضيف هذه الأخيرة أن ’’هذا البلد [كندا] مبني على مبادئ الحرية والديمقراطية. والأهم في منصب العمدة أن المرشح يجب أن يتمتع بالنزاهة والأمانة لأنه سيدير الشؤون المالية لمدينة كبيرة، وبحسن التقدير. وأن لا أفتقد أيَاً من ذلك. إنها مجرد قوالب نمطية.‘‘
وتقول إنّها تحدّثت مع الكثير من الناخبين في تورونتو.
وأكّدت أنّ ’’الكثير من المهاجرين والملونين سعداء جداً برؤية شخص من فئتهم في هذا السباق.‘‘
وتقول إنهم ليسوا وحدهم. هناك أيضًا ’’أشخاص من البيض فقدوا الثقة في النظام. أخبرني بعضهم أنهم سيصوتون لي رغم أنهم لا يعرفونني.‘‘
وعندما تسألهم ’’لماذا؟‘‘ يقولون إنّهم ’’يريدون التغيير.‘‘
وتقول بهيرة عبد السلام إنّ فكرة الترشّح جاءتها بعد استقالة عمدة تورنتو جون توري في فبراير/شباط الماضي وهو في ولايته الثالث.
وذكرت أنه بعد عملية إغلاق في مدرستين في المنطقه في يومين متتاليين في تورنتو بسبب إطلاق النار، ’’نُظّم مؤتمر جمع عدد كبير من قيادات الشرطة و قيادات الاداره التعليميه و قيادات المدارس في المنطقه و السياسيين و لم يتم دعوه مجلس الاباء لاحدي المدارس المعنيه بالامر. و بالتالي حضر عدد قليل جدا من اعضاء مجلس الاباء و اولياء امور التلاميذ و الغريب في الامر مًنع الصحافة من الحضور. علما بان هذا التعتيم الاعلامي لم يكن في الصالح العام لسكان المنطقه.‘‘
وكان هذا اللقاء فرصة لها للتعبير عن رأيها وقالت: ’’لقد شعرت بالإحباط الشديد ، لأنّه لم يتمّ دعوة المعنيين [الأهل].‘‘
وأضافت أنّها ألقت ’’خطاباً قوياً ذكرت فيه أننا تركنا بلادنا من أجل القيم الكندية للديمقراطية وأن المسؤولين الحاضرين في الاجتماع هم في خدمة المواطنين. كان الناس سعداء للغاية لسماع ما قلته. هذا جعلني أشعر بالمسؤولية.‘‘
وتضيف أن أولويتها هي تحسين مستوى معيشة سكان تورونتو.
’’تواجه تورنتو العديد من التحديات المترابطة مثل الخدمات والإسكان والأمن والجريمة والتعليم. ولا يمكننا التدخل في عنصر واحد فقط ‘‘، كما قالت بهيرة عبد السلام.
وتعهّدت هذه الأخيرة بتسوية مشروع إعادة تأهيل طريق غاردينر السريع ’’الذي تأخر لأكثر من 10 سنوات والذي يكلف الكثير من المال” ، بحسب قولها.
وبصفتها متخصصة في الهندسة المدنية ، تقترح استخدام تقنيات جديدة مثل المواد المركبة. ’’يمكن استخدام الأموال التي يتم توفيرها في مشاريع أخرى مثل الإسكان وخدمات المواطنين.‘‘