الحماية الأمنية للبابا فرنسيس في كندا كلّفت نحو 14 مليون دولار
أعلنت شرطة الخيالة الملكية الكندية بأن توفير الحماية الأمنية للبابا فرنسيس خلال زيارته الصيف المنصرم إلى كندا كلّفت ما يقرب من 14 مليون دولار.
واطّلع القسم الإنجليزي لهيئة الإذاعة الكندية (نافذة جديدة) على قيمة هذه المبالغ رداً على طلبه بالوصول إلى المعلومات، والتي تغطي فترة زيارة رئيس حاضرة الفاتيكان إلى كندا من 24 إلى 29 تموز / يوليو من العام المنصرم.
وشملت زيارة البابا مدن إدمونتون عاصمة مقاطعة ألبرتا، وكيبيك عاصمة مقاطعة كيبيك، وإيكالويت عاصمة إقليم نونافوت.
خلال الزيارة التي وصفها رئيس الكنيسة الكاثوليكية بالـ’’حجّ للتكفير عن الذنوب‘‘، طلب البابا فرنسيس الصفح عن الشر الذي ارتكبه العديد من المسيحيين الذين شاركوا في سياسة كندا ’’المدمرة‘‘ من خلال المدارس الداخلية للسكان الأصليين. وكان اعتذر رئيس الكرسي الرسولي في الفاتيكان أكثر من مرة وطلب المغفرة عن ’’العملية التي تُعتبر إبادة جماعية‘‘ على حد تعبيره، في حديثه عن الانتهاكات التي تعرّض لها سكان كندا الأصليون في المدارس الداخلية التي أُجبر أطفالُهم على الالتحاق بها.
وتشير شرطة الخيالة الكندية إلى أن تكاليف زيارة رئيس الكنيسة الكاثوليكية مثلت فاتورة بقيمة نحو 14 مليون دولار أميركي، وهو مبلغ تم احتسابه لغاية 22 تشرين الثاني / نوفمبر الماضي. ومن المتوقع أن تكون هناك مبالغ إضافية طالما أن معالجة التكاليف لن يتم الانتهاء منها قبل نهاية السنة المالية 2022-2023.
تضمنت الزيارة البابوية عدة اجتماعات خاصة مع السكان الأصليين، وزيارة مع الممثلين السياسيين والعديد من الخطب الجماهيرية العامة، والمشاركة في الحج وفي إقامة قداسين بمشاركة حشود غفيرة من المؤمنين، قداس في إدمونتون وآخر في مدينة كيبيك.
تطلّب سفر البابا بين المدن الكندية الواقعة في نقيض جغرافي تنسيقا مع العديد من أجهزة الشرطة في البلديات والمقاطعات بالإضافة إلى شرطة الخيالة الملكية الكندية.
يقول كريس ماذرز،الضابط السابق في شرطة الخيالة الملكية الكندية (نافذة جديدة) والمسؤول عن شركة استشارية للجريمة والمخاطر، إن شرطة الخيالة الكندية الملكية تشارك بشكل روتيني في التخطيط لمسارات السفر وتأمين زيارات كبار الشخصيات الأجنبية في كل مكان.
يرى المتحدث أن مستوى الحماية يمليه في المقام الأول تقييم مخاطر التهديد. وبعض الشخصيات لديها تاريخ من التهديدات ضدها، مثل الحبر الأعظم، في إشارة إلى محاولة اغتيال البابا يوحنا بولس الثاني عام 1981.
أثناء الاستعدادات، كان يجب تأمين سلامة كل طريق ستسلكه زيارة بابا روما.
يقول كريس ماذرز ’’إذا علمنا أن البابا سيذهب إلى كنيسة معينة، فإننا نرسل فريقا أمنيا إليه. يجوب هذا الفريق أرجاء المكان بحثا عن متفجرات وعبوات ناسفة ، ويتعين بعد ذلك فرض حراسة مشددة في هذا المكان حتى لا يتمكن أحد من التخريب وتهديد حياة البابا أو غيره.
تغطي التكاليف الأخرى توفير المعدات والمركبات المتخصصة، والطائرات للمراقبة والمراقبة المضادة، ومراقبة الحشود أو مواكب السيارات الآلية لحركة المرور ومراقبة الضيوف في كل موقع.
تجدر الإشارة إلى أن البابا فرنسيس الأول كان ثاني حبر روماني يقوم بزيارة كندا، بعد البابا يوحنا بولس الثاني الذي زار كندا ثلاث مرات في عام 1984 و 1987 و 2002.
(المصدر: سي بي سي، راديو كمدا، ترجمة وإعداد كوليت ضرغام)