ترودو الشاهد الأخير أمام لجنة رولو: ’’كان الوضع سيفلت من سيطرة قوات الشرطة‘‘
مَثُل أمس رئيس الحكومة الفدرالية، جوستان ترودو، بدوره أمام لجنة رولو، فأكّد أنه كان هناك إجماع حول طاولة مجموعة الاستجابة للحوادث (GII / IRG) بشأن اللجوء إلى قانون الطوارئ انعكس داخل الحكومة عشية استدعاء القانون.
وكان ترودو الشاهد الأخير الذي مَثُل أمام لجنة التحقيق هذه التي يرأسها القاضي بول رولو والمُفوَّضة بتحديد ما إذا كان هناك ما يبرّر استدعاء الحكومة الليبرالية قانون تدابير الطوارئ في 14 شباط (فبراير) 2022 بهدف إنهاء احتجاجات سائقي شاحنات وسواهم من المتظاهرين المعارضين للإجراءات الصحية المتصلة بجائحة كوفيد-19.
وأشار ترودو إلى أنّ الإجماع ليس مطلوباً من الناحية القانونية، ولكن في هذه الحالة كان هناك ’’مستوى من الارتياح والتوافق‘‘. وأضاف أنه لو اعترض أحد الأصوات حول طاولة مجموعة الاستجابة للحوادث، لكان قد أخذ ذلك في الاعتبار، مؤكداً أنّه لم يكن هناك أيّ اعتراض.
وقال رئيس الحكومة إنه كان يخشى اندلاع أعمال عنف خلال أزمة ’’قافلة الحرية‘‘، الاسم الذي اختاره لأنفسهم منظمو التظاهرات والاعتصامات الاحتجاجية، في شباط (فبراير). وجادل بأنّ قانون تدابير الطوارئ كان الأداة التي تتيح لحكومته منع تدهور الوضع.
’’كان هناك عسكرة لبعض المركبات، (…) وتم استخدام أطفال كدروع بشرية، لاسيما على جسر أمباسادور، (…) وكانت هناك أسلحة في كوتس، (…) وكان هناك عنف مدفوع أيديولوجياً، ومخاطر تحرك ذئاب منفردة‘‘، قال ترودو في وصفه ’’تهديدات العنف الخطير‘‘ الشتاء الفائت.
ويربط جسر أمباسادور مدينة وندسور في مقاطعة أونتاريو بمدينة ديترويت في ولاية ميشيغان الأميركية، وهو الرابط العابر للحدود الأكثر ازدحاماً في أميركا الشمالية.
وكوتس قرية في مقاطعة ألبرتا عند الحدود مع ولاية مونتانا الأميركية وتضمّ مركزاً للجمارك. وخلال الاحتجاجات في شباط (فبراير) انتشر فيها ’’أشخاص مدجّجون بالسلاح وكانوا مستعدين للتضحية بأنفسهم من أجل‘‘ ما يعتبرونه ’’القضية‘‘، كما سبق لرئيسة الشرطة الملكية الكندية (الشرطة الفدرالية) بريندا لوكي أن قالت للجنة رولو.
لم تكن الأمور لا تتحسن فحسب، بل كانت تزداد سوءاً. (…) كنّا نرى أنّ الأمور تزداد خطورةً، كانت تفلت من أيدينا.
وحسب رئيس الحكومة، لم يكن لدى أجهزة الشرطة ولا المقاطعات خطة لمواجهة الوضع.
لم يكن كافياً أن يكون لديك خطة لفتح هذه الطريق أو تلك أمام حركة المرور. كنا بحاجة إلى خطة لتجنب عودة الاحتجاجات أو ظهورها في أماكن أُخرى. (…) كان الوضع سيفلت من سيطرة قوات الشرطة.
وخلال 43 يوماً استمعت لجنة رولو إلى 75 شاهداً وتلقت أكثر من 7.000 وثيقة قُدِّمت كأدلة.
لديّ الآن ما أحتاجه للإجابة على سؤال هذه اللجنة: لماذا أعلنت الحكومة الفدرالية تدابير الطوارئ وكيف استخدمت هذه الصلاحيات وهل كان تصرفها مبرَّراً؟
ومن المتوقَّع أن يُصدر القاضي رولو تقريره في شباط (فبراير) المقبل.
يُشار إلى أنّ استدعاء حكومة ترودو قانون تدابير الطوارئ شكّل سابقة، إذ كانت المرة الأولى التي تلجأ فيها كندا لاستخدام هذا القانون الذي صدر عام 1988 ليحلّ مكان قانون تدابير الحرب.
ويعرّف القانون حالة الطوارئ الوطنية بأنها ’’حالة طارئة وخطيرة‘‘ مؤقتة ’’تعرّض حياة الكنديين أو صحتهم أو سلامتهم لخطر جسيم وتكون ذات أبعاد أو طبيعة تتجاوز قدرة مقاطعة أو سلطتَها للتعامل معها‘‘.
(نقلاً عن موقع راديو كندا وعن وكالتيْ الصحافة الكندية والفرنسية، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)