أيهما أضمن للزوجة..الرجل أم توقيعاته؟
د. أميمة السيد
دكتورة.. أنا فتاة 26 عامًا بعد تخرجى فى الجامعة ارتبطت بشاب من 3 سنوات هو أكبر منى بسنة، هو ظروفه متوسطة ويساعد والدته وإخوته فى المصاريف بعد وفاة والده، وكل ما أطلب منه أن يخطبنى، يقول لى “لما أقف على رجلى وأكون قد إنى أكلم أهلك، مش عايز أضحّك حد علينا”.. وفعلا كوّن مبلغًا وأجر شقة وشطبها، وبعدها تقدم لي، لكن بابا أصر على أنه يكتب لى قائمة بكل حاجة هتدخل الشقة سواء إحنا أو هو جابها ومؤخر 100 ألف جنيه، وهو ومامته أصروا أنهم ميكتبوش قايمة بأكتر من 100 ألف جنيه المؤخر 50 ألف جنيه فقط، وطبعا ده حقى ومقدرش أتنازل عنه، رغم أنه محترم وملتزم بالصلاة ومش بيرضى يزعلنى لكن أنا مضمنهوش بعد كدة خاصة أنه لما بابا قاله ده آخر كلام عندى وإذا كان عاجبك لأن بنتى مش قليلة، بعدها قالى إنه مش بيحب بابا ولا أسلوبه خالص.. وطالما عمل كدة أنا برضه أصريت على رأيى وسمعت كلام بابا وطبعا الخطوبة اتفسخت من شهور دلوقتى..
المشكلة إنى عرفت أن مامته فى العناية المركزة وهو متعلق بيها جدا، فكرت أن من الذوق إنى أزورها فى المستشفى أو أتصل به وأقوله سلامتها.. صاحباتى قالولى أنتِ بتجرى وتسحبى ناعم وهيفهموا إنك ممكن تتنازلى عن حقوقك عشان لسة بتحبيه، هو فعلا لسة شاغل تفكيرى لكن مش ممكن أتنازل عن حقى ولا أرجعله بعد ما غلط فى بابا.. لو سمحتى ممكن تقوليلى مش أنا صح إنى ثابتة على مبدأى وعاوزة أسأل على مامته لأنه واجب مش أكتر؟؟
(الرد)
أرجح ألا تقومى بزيارتهم وألا تهاتفيه أيضًا، لأن الموضوع بالفعل شبه منتهٍ، ليس لأنه شخص سيئ أو لا يقدركم.. لااااا إطلاقًا، ولكن بسبب تعنت والدك وتعنتك أنتِ أيضًا.. وأنا حقيقة أتعجب للغاية! فكيف لك أن ترتبطى بشاب لمدة 3 سنوات ارتباطًا عاطفيًا وكنتِ تلحين عليه كما ذكرتِ حتى يتقدم لخطبتكِ، أى صبرتِ عليه كل هذه المدة حتى يقوم بخطبتك، فمعنى هذا أنك على استعداد لنوع من التضحية بشرط ألا تمس هذه التضحية كرامتك أو حقوقك بما يرضى الله تعالى، وهذا جميل ومقبول، رغم أن ارتباطك به بشكل غير رسمى من البداية أمر غير مقبول شرعًا أو حتى فى نظر المجتمع، وأنت أول وأكثر من تحمل عواقبه من سمعتك..
ولكن حدث وارتبطتما، فكيف تحسبين الحسابات معه بهذا الشكل المادى العجيب؟!! ولماذا لم تعلميه بشرطك وشرط والدك قبل أن يأتى هو ووالدته وتتسببين فى إحراجه وضياع أمله وكرهه لوالدك؟! فى الواقع لا أجد تفسيرًا نفسيًا سوى أن كل ما كان يهمك هو أن تضعى اللمسة الرسمية لارتباطك به، حتى إذا ما حدث وطرح موضوع ارتباطك بهذا الشخص فيما بعد، فتردى بملء فمك: إنه كان خطيبك..
منتهى الاستهتار بمشاعر إنسان، أحبك وتشهدين فى حقه بأنه محترم وملتزم، فضلًا عن منتهى الإجحاف والتغالى من أهل عروس فى طلبات باتت مستفزة وعقيمة لعريس شاب وفى مقتبل حياته وفى نفس ظروفه، فى الوقت الذى أنتِ كنتِ أكثر مَن تعلمين بظروفه، وهو كان معك على العهد من البداية رجلًا صريحًا وواضحًا فضّل أن يتقدم لك بعد أن يقف على أرضٍ صلبة حتى لا يقال إنه استهان بكم أو حتى “لا يضحك عليه أحد” على حد تعبيره الواقعى والمنطقي..
للأسف أرى أنك مَن خسرتِ رجلًا بمعنى الكلمة، فمَن يتحمل مسؤولية أسرته بعد وفاة والده ويكون حريصًا على إرضاء والدته، فهو من تأمنين على نفسك معه، فهو شاب تلقائى حين صارحك بمشاعره تجاه والدك بدون نفاق ولا رياء وعبّر لك عن غضبه بكل أدب لشعوره بتعنت والدك، فى حين أنها كانت فرصتك بعدما عبّر لك عن مشاعره فى أن تحاولى أن توفقى بينه وبين الدك، وأن تقنعى والدك بأنك ترتاحين إليه وتتمنين أن يتم زواجك به، فلو كان والدك شعر بأنك متمسكة به لا ببضعة آلاف من الجنيهات زائلة لن يمكنها أن تصنع رجالًا مخلصين، فربما كان والدك غيّر رأيه وتمم الزيجة..
فى الواقع أخشى عليكِ من أن يكون عقاب الله لك بذنب هذا الشاب الذى لم يبخسك حقك، بل قدّم قدر استطاعته فقط.. بأن تتزوجى أفضل منه ماديًا ويكتب لك ما قيمته ملايين، ثم يسيء معاملتك أنت وأهلك جميعًا ويكرهك فى دنياك، حتى لا تجدى خلاصًا منه سوى إبراء ذمته من كل ما لك عنده فى مقابل حريتك من براثن ألفاظه البذيئة ويديه التى لا يتحدث بغيرها معك!!!
*نصيحتى الأخيرة لك: إن كنتِ بالفعل تحبين هذا الشاب الخلوق الطموح، فلا تسمحى للطمع والشكليات تجعلك “تدوسي” على قلبك وقلبه معًا، وحاولى أن توسطى من أهلك مَن تثقين بحكمته لإقناع والدك بالموافقة على عرضه، الذى أرى أنه معقول جدا.. فالضمان الحقيقى يا عزيزتى لأى زوجة هو المودة والرحمة التى تأتى بالسعادة والاستقرار النفسى مع رجل حقيقى يصونها ويتقى الله فيها، لا ورقة ليس لها قيمة، بل تذهب قيمتها المادية مع مرور الوقت بتغير قيمة العملات!! كما أن الزوج الأصيل عندما يغنيه الله من فضله لن يبخل على زوجته وأبنائه بالإنفاق والسعة فى المعيشة الكريمة..
أما قائمة المنقولات فإحقاقًا للحق هى من حق العروس المصرية كعرف متبع، ولكنى أرى أن أهم وأغلى اسم يجب أن يتصدر بها هو اسم الزوج الخلوق الذى لا يقدر هو وعشرته الطيبة بأى مال.