نقطة ضوء

إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ

الحمد لله نحمدة ونستعينه ونستغفرة ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل لة ، ومن يضلل فلا هادى لة ، وأشهد أن لا الله ألا الله وحدة لا شريك لة ، وأشهد أنَّ محمد رسول الله.

حديث القرآن عن الصبر متنوع وممتع مما يدل على أهميته ومكانته العظيمة ، وكذا الشأن في السنة النبوية ، فقد حث النبي (ص) أمته على هذا الخلق الكريم. قال صلـى الله عليه وسلم: “عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله عجب ، لا يقضي الله لمؤمن قضاءً إلا كان خيراً له ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له “. قال تعالى فى سورة الشورى :33  (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ). إن الصبر من أعظم خصال الخير التي حث الله عليها في كتابه العظيم ، وأمربها رسوله الكريم ( ص) في سنته المطهرة ، وقد وردت مادة (صبر) في القرآن الكريم في مائة وأربعة مواضع. هناك صبرعلى الطاعة حتى يفعلها ، فإن العبد لا يكاد يفعل المأمور به إلا بعد صبرٍ ومصابرة ومجاهدة لعدوه الباطن والظاهر. صبر عن المنهي عنه حتى لا يفعله ، فإن النفس ودواعيها وتزيين الشيطان وقرناء السوء تأمره بالمعصية وتجرئه عليها ، فبحسب قوة صبره يكون تركه لها. كذلك الصبر على ما يصيبه بغير اختياره من المصائب – نوع لا اختيار للخلق فيه ، كالأمراض وغيرها من المصائب السماوية ، فهذه يسهل الصبر فيه ، لأن العبد يشهد فيها قضاء الله وقدره ، وإنه لا مدخل للناس فيها ، فيصبر إما اضطراراوإما اختيارا- ونوع يحصل له بفعل الناس في ماله أوعرضه أو نفسه ، يصعب الصبر عليه جداً ، لأن النفس تستشعر المؤذي لها ، وهي تكره الغلبة ، فتطلب الانتقام ، فلا يصبر على هذا النوع إلا الأنبياء والصديقون. فقد أمر الله نبيه بخلق الصبر فقال: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ} النحل: 127. وأمر الله به المؤمنين، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا} آل عمران: 200. وأخبر بمحبته للصابرين ، فقال تعالى: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} آل عمران :146 . ووعدهم أن يجزيهم أعلى وأوفى وأحسن مما عملوه ، فقال تعالى: {وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل 96) وقال تعالى: )إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (الزمر: 10. وقوله تعالى في سورة يوسف: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} يوسف 90. وقرن الله – تبارك وتعالى – الصبر بالعمل ، فقال: {إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} هود: 11. وقرنه بالشكر في عدة آيات ، قال تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) إبراهيم :5. قال الله تعالى فى سورة السجدة:24 {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ} فبالصبرواليقين والإيمان ترقى العبد في درجات السعادة بفضل الله ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. يا رب إني بإيماني وقرآني.. سأصبر أمام كل بلاء قد ينزل بي.. يا رب.. إني أريد أن أكون ممن قلت فيهم (وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا) الأنسان:12. الاستعانة بالله واللجوء إلى حماه ، فيشعر المسلم الصابر بأن الله معه ، وأنه في رعايته. قال الله تعالى:{ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } الأنفال:46 . الاقتداء بأهل الصبر والعزائم ، والتأمل في سير الصابرين وما لاقوه من ألوان البلاء والشدائد ، وبخاصة أنبياء الله ورسله ، الإيمان بقدر الله ، وأن قضاءه نافذ لا محالة ، وأن ما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه. قال تعالى: {  مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ، لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} الحديد: 22- 23. الابتعاد عن الاستعجال والغضب وشدة الحزن والضيق واليأس من رحمة الله ؛ لأن كل ذلك يضعف من الصبر والمثابرة ، أن الصابرين ينتظرهم أحسن الجزاء من الله . ولقد قال الشيخ الشعراوى رحمه الله : ” حذارى .. ان تمل من الصبر …. لو شاء الله لحقق لك مُرادك فى طرفة عين ، هولا تخفى عليه دموع رجائك ولا زفرات همك ، هو لا يعجزه إصلاح حالك و ذاتك لكنهُ يُحيب السائلين بإلحاح  (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا)  لم يقل بما صلوا ..أو بما صاموا .. أو بما تصدقوا بل ” بما صبرًوا ” لأن الصبر عبادة تؤديها وانت تنزف وجعاً”. رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ ، اللهم أصلح أحوال المسلمين وارزقنا قلوباً خاشعة وأعيناً دامعة وألسنتاً ذاكرة ، اللهم أحسن خاتمتنا وأعنا على طاعتك ، فنسأل الله عز وجل بأن يتقبلنا جميعا في فسيح جناته ، اللهم أدْخلنا الفردْوس الأعْلى بغير حساب ولا سابقة عذاب  ، وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيِنِ ، وَالحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِيِنَ- اللهم آمين- وإلى اللقاء

إعداد أم تامرالمصرى

الحمد لله نحمدة ونستعينه ونستغفرة ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل لة ، ومن يضلل فلا هادى لة ، وأشهد أن لا الله ألا الله وحدة لا شريك لة ، وأشهد أنَّ محمد رسول الله.

حديث القرآن عن الصبر متنوع وممتع مما يدل على أهميته ومكانته العظيمة ، وكذا الشأن في السنة النبوية ، فقد حث النبي (ص) أمته على هذا الخلق الكريم. قال صلـى الله عليه وسلم: “عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله عجب ، لا يقضي الله لمؤمن قضاءً إلا كان خيراً له ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له “. قال تعالى فى سورة الشورى :33  (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ). إن الصبر من أعظم خصال الخير التي حث الله عليها في كتابه العظيم ، وأمربها رسوله الكريم ( ص) في سنته المطهرة ، وقد وردت مادة (صبر) في القرآن الكريم في مائة وأربعة مواضع. هناك صبرعلى الطاعة حتى يفعلها ، فإن العبد لا يكاد يفعل المأمور به إلا بعد صبرٍ ومصابرة ومجاهدة لعدوه الباطن والظاهر. صبر عن المنهي عنه حتى لا يفعله ، فإن النفس ودواعيها وتزيين الشيطان وقرناء السوء تأمره بالمعصية وتجرئه عليها ، فبحسب قوة صبره يكون تركه لها. كذلك الصبر على ما يصيبه بغير اختياره من المصائب – نوع لا اختيار للخلق فيه ، كالأمراض وغيرها من المصائب السماوية ، فهذه يسهل الصبر فيه ، لأن العبد يشهد فيها قضاء الله وقدره ، وإنه لا مدخل للناس فيها ، فيصبر إما اضطراراوإما اختيارا- ونوع يحصل له بفعل الناس في ماله أوعرضه أو نفسه ، يصعب الصبر عليه جداً ، لأن النفس تستشعر المؤذي لها ، وهي تكره الغلبة ، فتطلب الانتقام ، فلا يصبر على هذا النوع إلا الأنبياء والصديقون. فقد أمر الله نبيه بخلق الصبر فقال: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ} النحل: 127. وأمر الله به المؤمنين، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا} آل عمران: 200. وأخبر بمحبته للصابرين ، فقال تعالى: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} آل عمران :146 . ووعدهم أن يجزيهم أعلى وأوفى وأحسن مما عملوه ، فقال تعالى: {وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل 96) وقال تعالى: )إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (الزمر: 10. وقوله تعالى في سورة يوسف: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} يوسف 90. وقرن الله – تبارك وتعالى – الصبر بالعمل ، فقال: {إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} هود: 11. وقرنه بالشكر في عدة آيات ، قال تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) إبراهيم :5. قال الله تعالى فى سورة السجدة:24 {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ} فبالصبرواليقين والإيمان ترقى العبد في درجات السعادة بفضل الله ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. يا رب إني بإيماني وقرآني.. سأصبر أمام كل بلاء قد ينزل بي.. يا رب.. إني أريد أن أكون ممن قلت فيهم (وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا) الأنسان:12. الاستعانة بالله واللجوء إلى حماه ، فيشعر المسلم الصابر بأن الله معه ، وأنه في رعايته. قال الله تعالى:{ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } الأنفال:46 . الاقتداء بأهل الصبر والعزائم ، والتأمل في سير الصابرين وما لاقوه من ألوان البلاء والشدائد ، وبخاصة أنبياء الله ورسله ، الإيمان بقدر الله ، وأن قضاءه نافذ لا محالة ، وأن ما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه. قال تعالى: {  مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ، لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} الحديد: 22- 23. الابتعاد عن الاستعجال والغضب وشدة الحزن والضيق واليأس من رحمة الله ؛ لأن كل ذلك يضعف من الصبر والمثابرة ، أن الصابرين ينتظرهم أحسن الجزاء من الله . ولقد قال الشيخ الشعراوى رحمه الله : ” حذارى .. ان تمل من الصبر …. لو شاء الله لحقق لك مُرادك فى طرفة عين ، هولا تخفى عليه دموع رجائك ولا زفرات همك ، هو لا يعجزه إصلاح حالك و ذاتك لكنهُ يُحيب السائلين بإلحاح  (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا)  لم يقل بما صلوا ..أو بما صاموا .. أو بما تصدقوا بل ” بما صبرًوا ” لأن الصبر عبادة تؤديها وانت تنزف وجعاً”. رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ ، اللهم أصلح أحوال المسلمين وارزقنا قلوباً خاشعة وأعيناً دامعة وألسنتاً ذاكرة ، اللهم أحسن خاتمتنا وأعنا على طاعتك ، فنسأل الله عز وجل بأن يتقبلنا جميعا في فسيح جناته ، اللهم أدْخلنا الفردْوس الأعْلى بغير حساب ولا سابقة عذاب  ، وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيِنِ ، وَالحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِيِنَ- اللهم آمين- وإلى اللقاء

إعداد أم تامرالمصرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى