اليزابيث

جنازة الملكة إليزابيث الثانية: المملكة المتحدة تودع ملكتها المحبوبة الراحلة في موكب مهيب

ودعت المملكة المتحدة ملكتها المحبوبة الراحلة إليزابيث الثانية في جنازة مهيبة وسط حضور جماهيري غير مسبوق حرص على متابعة الجنازة منذ انطلاقتها من قاعة ويستمنستر وصولاً إلى قلعة ويندسور.

وشارك في الجنازة الرسمية للملكة الراحلة عشرات الآلاف من بينهم ملوك ورؤساء دول ورؤساء وزراء وأفراد من عائلات ملكية قدموا جميعاً من أجل وداع الملكة وتقديم واجب العزاء.

وقد وري جثمان الملكة إليزابيث الثانية الثرى بجوار زوجها في مصلى الملك جورج السادس التذكاري في كنيسة القديس جورج في ويندسور.

وقالت العائلة الملكية إن الملكة إليزابيث الثانية دفنت بعد قداس عائلي خاص في قلعة وندسور وحضر مراسم الدفن أفراد عائلتها المقربين.

وأقيم للملكة الراحلة قداسان في كل من دير ويستمنستر وكنيسة سانت جورج بقلعة ويندسور.

وكانت مراسم القداس، الذي أقيم في كنيسة القديس جورج في قلعة وندسور، غربي لندن، قد استغرقت نحو الساعة للصلاة على روح الملكة إليزابيث الثانية، قبل أن يودع جثمانها القبو الملكي.

وفي ختام المراسم الجنائزية الرسمية المهيبة، عُزفت مقطوعتان كلاسيكيتان من ألحان الموسيقار ، يوهان سباستيان باخ.

في قلعة ويندسور

وكان الموكب المهيب قد عبر الممشى الطويل في قلعة ويندسور، الذي كانت يحيط به من الجانبين أفراد من القوات المسلحة.

ثم سار الملك تشارلز الثالث خلف نعش والدته، مصحوباً بأبناء الملكة الآخرين. وانضم إليهم أيضاً أمير ويلز ودوق ساسكس مع وصول الموكب إلى كنيسة سانت جورج.

ثم رفع النعش عن العربة ووضع داخل الكنيسة، حيث بدأ رئيس كنيسة ويندسور “العميد” الأسقف ديفيد كونر المراسم بالإشادة بالملكة التي قضت عمرها في الخدمة اللامحدودة للأمة ورابطة دول الكومونويلث.

وقال عن الملكة: “في خضم عالمنا سريع التغير والمضطرب، منحنا هدوؤها وحضورها المحترم الثقة في مواجهة المستقبل، كما فعلت، بالشجاعة والأمل”.

ثم أزال المسؤول عن المجوهرات الملكية التاج والكرة الملكية والصولجان من أعلى التابوت، ليفصل الملكة عن تاجها للمرة الأخيرة.

ووضع الملك تشارلز الثالث علم حراس غرينادير على نعش الملكة. وحراس غرينادير هم أكبر الحراس المشاة الذين يؤدون واجبات احتفالية للملك.

وأُنزل جثمان الملكة إلى القبو الملكي، في حين عزف عازف القرب الملكي معزوفة جنائزية.

وضمت قائمة المدعوين لحضور القداس من الموظفين السابقين والحاليين الذين عملوا في خدمة الملكة، بالإضافة إلى رؤساء وزراء الدول التي كانت الملكة الراحلة رأس الدولة فيها.

الموكب الرسمي الذي حمل نعش الملكة.

صدر الصورة،PA MEDIA

التعليق على الصورة،انتقل نعش الملكة في موكب مهيب إلى ويندسور

بطاقة كتبت بخط يد الملك تشارلز وضعت فوق النعش.

صدر الصورة،REUTERS

التعليق على الصورة،بطاقة كتبت بخط يد الملك تشارلز وضعت فوق النعش

القداس الجنائزي في ويستمنستر آبي

صدر الصورة،PA MEDIA

التعليق على الصورة،كانت هذه أول جنازة رسمية منذ العام 1965

قداس في ويستمنستر

وكان موكب الجنازة قد وصل إلى ويندسور في أعقاب القداس الرسمي الذي أقيم لها في كنيسة دير ويستمنستر.

وقد شق الموكب الرسمي طريقه إلى بلدة بركشير، وكان النعش لا يزال مغطى بالزهور التي ألقاها المشيعون لدى مرور الموكب الجنائزي الملكي من قوس “ويلينغتون” في لندن.

وتجنب مسار الجنازة الطرق الرئيسية التي تستخدمها السيارات لإفساح المجال أمام أكبر قدر ممكن من الناس لوداع الملكة.

وقد صفق الآلاف الذين اصطفوا على جانبي الطريق لدى مرور موكب الجنازة أمامهم.

وكان المشاركون في القداس الجنائزي الذي أقيم في وقت سابق اليوم في كنيسة دير ويستمنستر قد أشادوا بـ “إحساس الملكة بالواجب الذي رافقها طوال حياتها”.

وأعرب رئيس (عميد) كنيسة دير ويستمنستر، الذي ترأس القداس، عن امتنانه للحضور المؤلف من 2000 شخص بينهم قادة من دول العالم وأفراد العائلة المالكة.

وقاد الملك تشارلز الثالث موكباً حزيناً خلف نعش والدته من قاعة ويستمنستر إلى كنيسة دير ويستمنستر.

وقد بدأ الأسقف ديفيد هويل القداس بالحديث عن “التزام الملكة الذي لا يتزعزع بواجبها خلال سنوات كثيرة كملكة وكرئيسة للكومنولث”.

وقال: “نتذكر بإعجاب إحساسها بالواجب طوال حياتها وتفانيها في العمل من أجل شعبها”.

وأنشد الجمع ترنيمة “الرب هو الراعي”- وهي ترنيمة أنشدت في زواج الملكة بدوق أدنبرة الراحل، والذي أقيم أيضاً في دير ويستمنستر.

من جانبه، قال كبير أساقفة كانتربيري، جوستين ويلبي، إن الملكة “لامست حياة الكثير من الناس” وقال مقتبساً عن المغنية (الديم) فيرا لين “سنلتقي ثانية” أثناء تقديمه لعظته.

وكانت هذه العبارة قد استخدمت من قبل الملكة الراحلة في خطاب نادر للأمة في بداية جائحة كوفيد.

وقال كبير الأساقفة: “إن حزن هذا اليوم- الذي شعرت به ليس فقط عائلة الملكة الراحلة وإنما أيضاً الأمة بأسرها والكومنولث والعالم- ينجم من حياتها الزاخرة وخدمتها المُحبة والمتفانية (لشعبها)، والتي فقدناها الآن”.

ومع اقتراب القداس في دير ويستمنستر من نهايته، عُزفت الموسيقى الجنائزية الوداعية- من قبل نفس العازفين الذين عزفوها في جنازة دوق إدنبرة- قبل أن تتوقف البلاد لدقيقتي صمت حداداً على روح الملكة الراحلة.

ثم عزف نافخ قرب لحنا جنائزيا كمرثية موسيقية تقليدية، قبل أن يتوقف الملك بصمت أثناء عزف وغناء النشيد الوطني.

وكان من بين اللمسات الشخصية رسالة بخط اليد من الملك، وضعت فوق النعش داخل إكليل من الزهور قُطفت من حدائق قصر باكنغهام وهايغروف هاوس وكلارنس هاوس بناء على طلبه. وكتب في الرسالة: “في الذاكرة المحبة والمخلصة. تشارلز آر”.

أفراد من العائلة المالكة مشوا خلف نعش الملكة في موكب من قاعة ويستمنستر.

صدر الصورة،REUTERS

التعليق على الصورة،أفراد من العائلة المالكة مشوا خلف نعش الملكة في الموكب بعد انطلاقه من قاعة ويستمنستر

الأمير ويليام والأمير هاري مشوا جنباً إلى جنب خلف والدهم في الموكب.

صدر الصورة،GETTY IMAGES

التعليق على الصورة،الأمير ويليام والأمير هاري سارا معا جنباً إلى جنب خلف والدهم في الموكب

الرئيس الأمريكي جو بايدن وزوجته جيل لدى وصولهما إلى كنيسة ويستمنستر آبي

صدر الصورة،REUTERS

التعليق على الصورة،الرئيس الأمريكي جو بايدن وزوجته جيل لدى وصولهما إلى كنيسة دير ويستمنستر

نعش الملكة يسير عبر "ذي مول".

صدر الصورة،GETTY IMAGES

التعليق على الصورة،بعد القداس سار موكب نعش الملكة إلى قوس ويلينغتون

موكب مهيب

وقبيل القداس، نُقل نعش الملكة- في الموكب الأول من بين ثلاثة مواكب خلال اليوم- من قاعة ويستمنستر التي كان النعش مسجى بها منذ الأربعاء الماضي.

ومشى أمير ويلز ودوق ساسكس جنباً إلى جنب خلف والدهم الملك. بينما مشى الملك إلى جوار أشقائه، أبناء وبنات الملكة.

أما الأمير جورج والأميرة شارلوت- ابني الأمير ويليام- فقد دخلا الكنيسة خلف الموكب.

وكان في وداع الملكة في الجنازة الرسمية نحو 2000 شخص من المعزين، من بينهم رؤساء دول ورؤساء وزراء وأفراد عائلات ملكية أجنبية.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من بين الرؤساء الذين قدموا إلى المملكة المتحدة لتقديم واجب العزاء.

وكان من بين الحضور أيضاً أفراد من عدة عائلات ملكية أوروبية إلى جانب ستة من رؤساء الوزراء البريطانيين السابقين وحوالي 200 فرد من الجمهور الذين وردت أسماؤهم في قائمة الشرف في عيد ميلاد الملكة الراحلة.

وقد شاهد الحدث ملايين الأشخاص في أنحاء البلاد وعبر العالم.

ووضعت شاشات كبيرة في المدن في عموم المملكة المتحدة لكي يشاهد الحدث الأشخاص غير المدعويين، بينما عرضت بعض دور السينما وأماكن عامة أخرى الحدث الاستثنائي.

الناس اصطفوا على جانبي الطريق الذي سيمر منه الموكب.

صدر الصورة،GETTY IMAGES

التعليق على الصورة،التزم الناس الذين أحاطوا بالطرق التي سيمر منها الموكب الصمت أثناء استماعهم للقداس الجنائزي

الناس أيضاً شاهدوا جنازة الملكة على شاشة كبيرة في حديقة هوليرود بأدنبرة.

صدر الصورة،GETTY IMAGES

التعليق على الصورة،الناس أيضاً شاهدوا الحدث على شاشة كبيرة في حديقة هوليرود بأدنبرة

طلاب من مدرسة غوردون ستاون في موراي، حيث كان الملك تشارلز الثالث يدرس في يوم من الأيام، كانوا من بين من شاهدوا الجنازة على التلفزيون.

صدر الصورة،PA MEDIA

التعليق على الصورة،طلاب من مدرسة غوردون ستاون في موراي، حيث كان الملك تشارلز الثالث يدرس في يوم من الأيام، كانوا من بين من شاهدوا الجنازة على التلفزيون

الجنازة شوهدت في جميع أنحاء العالم ، بما في ذلك في هذهالمحطة في سول بكوريا الجنوبية

صدر الصورة،EPA

التعليق على الصورة،الجنازة شوهدت في جميع أنحاء العالم ، بما في ذلك في هذه المحطة في سول بكوريا الجنوبية

ومع توجه النعش نحو هايد بارك كورنر، أطلقت المدفعية طلقات تحية للموكب في كل دقيقة، بينما شاهد الناس الموكب من مناطق خصصت للمشاهدة على طول الطريق.

ومر الموكب عبر “هورس غاردز باريد”، حيث ترأست الملكة الراحلة العديد من احتفالات القوات المسلحة، وعبر منطقة “دي مول” – حيث استقبل النعش بالهتاف والتصفيق.

ولدى مرور نعش الملكة عن قصر باكنغهام للمرة الأخيرة، وقف طاقم موظفي القصر خارجه لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة.

واصطف الآلاف من المواطنين على جانبي الشوارع وتجمعوا في الحدائق العامة في العاصمة لندن من أجل الاستماع إلى القداس، حيث ذرف الكثيرون منهم الدموع تأثراً.

وكانت جنازة الملكة هي الجنازة الرسمية الأولى منذ جنازة السير ونستون تشرشل في العام 1965 وأكبر حدث مراسمي منذ الحرب العالمية الثانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى