أخبار عاجلةأخبار كندا

[تقرير] انتخابات كيبيك : انطلاقة هادئة للحملة الانتخابية في الحي المغاربي في مونتريال

فور انطلاق حملة الانتخابات العامة في مقاطعة كيبيك الأحد الماضي، غزت لافتات الأحزاب السياسية شوارع الحي المغاربي في مونتريال، كما هو الحال في أماكن أخرى من المدينة.

وكان حزب المحافظين الكيبيكي (Parti conservateur du Québec-PCQ) وحزب التضامن الكيبيكي (Québec solidaire – QS) أول من وضع لافتات انتخابية في هذا الحي الذي يعد جزءًا من دائرة فيو (Viau) الانتخابية، وهي قلعة ليبرالية.

يبدو أن حزب إيريك دوهيم (PCQ) هو الأكثر مبادرةً في سباقه من أجل الظهور في هذا الحي حيث يوجد العديد من المتاجر المملوكة لكنديين ومهاجرين من أصول مغاربية.

وعلى الرغم من أن المنطقة تحمل اسم الحي المغاربي، إلا أنها ليست غيتو مغاربي بل يعيش فيها مواطنون من أصول متعدّدة. فالحيّ هو الوجهة المفضلة لهم للحصول على المنتجات من أصل جزائري أو مغربي أو تونسي وكذلك المنتجات الحلال.

ويحبّ البعض الآخر المجيء والجلوس في أحد المقاهي العديدة على شارع جان تالون حيث يمكنهم مشاهدة مباريات كرة القدم للبطولات الأوروبية أو لبلدانهم الأصلية.

وخلال زيارة راديو كندا الدولي في منتصف الأسبوع الماضي بدا الحي فارغًا. فالأجواء بعيدة كل البعد عن تلك التي يعرفها الحي في الأيام التي تلعب فيها إحدى الفرق الوطنية المغاربية مباراة حاسمة.

بالإضافة إلى ذلك، فالأشغال التي تقوم بها بلدية مونتريال قطعت شارع جان تالون إلى قسمين. وستتواصل حتى خريف عام 2023، ما زاد الطين بلّة.

لكن لا شيء يمنع محبي شرفات هذه المقاهي من تحدي هذه العقبات والجلوس وطلب فنجان من القهوة أو شطيرة والحديث ساعات طويلة في شتّى الأمور في بداية شهر سبتمبر أيلول، أسابيع قليلة قبل انتخابات 3 أكتوبر تشرين الأول 2022.

شاب يقف خلف منضدة وهو يرفع إبهامه للأعلى.

في السابعة عشرة من عمره ، لم يبلغ الطالب أليكس عيساني السنّ القانونية للتصويت، لكنه يتابع المناقشات بين زبائن مقهى والده الواقع في الحي المغاربي حيث يعمل.

الصورة: RADIO CANADA INTERNATIONAL / SAMIR BENDJAFER

تعوّد أليكس عيساني على هذه الأمور. في سن 17 ، يعمل هذا الشاب في مقهى والده عندما لا يكون في الفصل حيث يدرس في أحد معاهد CEGEP (Collège d’enseignement général et professionnel) أي معهد التعليم العام والمهني في منطقة مونتريال.

فبالإضافة إلى المشروبات، يمكن لعملائه اقتناء بعض الضروريات اليومية من عطور أو بطاريات وغيرها والحديث في الأمور السياسية سواءً تلك المتعلّقة بالبلد المضيف أو البلد الأصلي.

وفي مقابلة مع راديو كندا الدولي، يقول أليكس عيساني ذو الأصول الجزائرية : ’’قبل يومين، مرّ مرشح حزب المحافظين الكيبيكي[أليكس تمبل] ووزّع بطاقات على العملاء الذين كانوا متواجدين في المقهى.‘‘

ويضيف أن بعض عملائه يناقشون سياسات بلدهم الأصلي أكثر من قضايا كيبيك أو السياسة الكندية.

التضخم

على شرفة المقهى حيث يعمل هذا الطالب، جلس صديقان من أصل مغاربي فضّلا عدم تصويرهما. وفي حديثهما مع راديو كندا الدولي، قالا إنّهما يتابعان الأخبار السياسية في المقاطعة.

يقول عصام لمطير إنه سئم قليلا من الانتخابات المتتالية وهو ويشير إلى الانتخابات الفدرالية التي جرت في 2019 و2021  والانتخابات البلدية في 2021 بالإضافة إلى الانتخابات العامة الحالية في المقاطعة.

لكن هذا لا يمنعه من سرد قائمة من الطلبات للأحزاب الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات. وبالنسبة لهذا الأخصائي في التسويق، فإنّ مسألة التضخم حاسمة في اختياره عندما يكون أمام صندوق الاقتراع.

إن القضايا الاقتصادية هي التي ستؤثر على الميزان يوم التصويت. والشيكات التي تتعهد الأحزاب السياسية بإرسالها إلينا غير مجدية ، لأن الشيك يتم صرفه بسرعة. هناك حاجة إلى تدابير طويلة الأجل. 

نقلا عن عصام لمطير

ويضيف صديقه يونس درّاس أن الأموال الممنوحة تستخدم فقط لمزيد من الإنفاق. ويمضي عصام لمطير ليقول إن لا أحد يتذكر شيك الـ500 دولار الذي دفعته حكومة كيبيك في أبريل نيسان الماضي لمساعدة سكان كيبيك على مواجهة التضخم.

وقد استفاد ما لا يقل عن 6,4 مليون من سكان كيبيك من هذا الإجراء. وكلّف الدولة 3,2 مليار دولار.

استمر التضخم في الارتفاع في كيبيك ليصل إلى 7,3٪ في يوليو تموز 2022 مقارنة بشهر يوليو تموز 2021 ، وفقًا لوكالة الإحصاء الكندية.

وعلى الصعيد الكندي، بلغ التضخّم ذروته بـ8,1٪ في يونيو حزيران 2022 مقارنة بشهر يونيو حزيران 2021.

لافتة انتخابية معلّقة على عمود أمام متجر.

اللافتات الانتخابية لحزب المحافظين الكيبيكي حاضرة بقوة في الحيّ المغاربي في مونتريال.

الصورة: RADIO CANADA INTERNATIONAL / SAMIR BENDJAFER

ولم تتوقّف الأحزاب السياسية عن الإعلانات  (نافذة جديدة)والتعهّدات منذ بدء الحملة الانتخابية.

فقد تعهّد حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك (الكاك-CAQ) المشكِّل للحكومة المنتهية ولايتها، بإرسال شيك ثانٍ إلى سكان كيبيك بحلول نهاية عام 2022. وسيكون بقيمة 600 دولار للأشخاص الذين لا يتجاوز دخلهم السنوي 50000 دولار و 400 دولار لمن يكسبون ما بين 50000 و 100000 دولار.

ومن جانبه ، يعد الحزب الليبرالي (PLQ)، من بين أمور أخرى ، بتجميد أسعار الكهرباء لمدة عام واحد. وتعهّد حزب التضامن الكيبيك (QS) ، من بين أمور أخرى ، بتحديد الحد الأدنى للأجور عند 18 دولارًا للساعة.

ويعد الحزب الكيبيكي (PQ) ، من بين أشياء أخرى ، بشيك بمبلغ 1200 دولار لأولئك الذين يكسبون أقل من 50000 دولار في السنة و 750 دولارًا لأولئك الذين تتراوح رواتبهم بين 50000 دولار و 80 ألف دولار.

وأخيرًا ، يعد حزب المحافظين الكيبيكي (PCQ) ، من بين أمور أخرى ، بتعليق الضرائب على البنزين.

الصحة

بالنسبة ليونس درار ، يجب أن تكون الصحة أولوية للحكومة المقبلة. ويقول إنّ ’’الأشخاص الذين ليس لديهم طبيب أسرة يجدون صعوبة في الحصول على موعد مع الطبيب.‘‘

وقد أغدقت الأحزاب السياسية على المواطنين بالوعود. فحزب الكاك يعد، من بين أمور أخرى، بتوفير استشارة طبية لجميع سكان كيبيك مع أخصائي صحي في أقل من 36 ساعة.

ويلتزم الحزب الليبرالي، من بين أمور أخرى ، بتوفير طبيب أسرة لكل فرد من سكان كيبيك. وسيتم إعطاء الأولوية للأشخاص المصابين بأمراض مزمنة أو بأمراض عقلية وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة.

ويعد حزب التضامن الكيبيكي، من بين أشياء أخرى، بشبكة من مراكز الخدمة المجتمعية (CLSC) مفتوحة 24 ساعة في اليوم ، 7 أيام في الأسبوع في جميع أنحاء كيبيك.

ويتعهد الحزب الكيبيكي، من بين أمور أخرى ، بتمديد ساعات عمل غرف العمليات والمستشفيات والعيادات الصغيرة.أما بالنسبة لحزب المحافظين الكيبيكي، فإنه يعد ، من بين أمور أخرى ، بتحديد فترة انتظار قصوى (90 يومًا) للحصول على خدة طبيب متخصص.

رجل أمام حافلة متوقفة.

فرانتز بنجامين ، النائب المنتهية ولايته عن دائرة فيو، في الحي المغاربي في مونتريال.

الصورة: RADIO CANADA INTERNATIONAL / SAMIR BENDJAFER

دائرة فيو، قلعة ليبرالية ؟

أُنشئت دائرة فيو الانتخابية في عام 1972. وهي في أيدي الليبراليين منذ عام 1973. وفاز الحزب الكيبيكي (PQ) بين عامي 1976 و 1981.

وفي انتخابات 2018، اختار المواطنون الليبرالي فرانتز بنجامين بنسبة 46,63 ٪ من الأصوات. تلاه مرشح حزب التضامن الكيبيكي بنسبة 24,33٪ من الأصوات. وجاء مرشح حزب الكاك في المركز الثالث بنسبة 15,73٪ من الأصوات.

وفي مقابلة مرتجلة مع راديو كندا الدولي ، قال النائب المنتهية ولايته إنه ’’لم يسبق له أن شارك في انتخابات بدون ضغوط. أنا مرشّح للمرة الثانية لمنصب نائب. ويكمن التحدي في لقاء المواطنين، والاستماع إليهم أولاً ، ثم النقاش معهم ومشاركتهم مقترحاتنا. ‘‘

وتشكّل نسبة الأسر المنتمية للأقليات الظاهرة في هذه الدائرة الانتخابية 55,7٪. وتمثل الأقلية السوداء 31,8٪ منها، تليها الأقلية العربية (19,3٪) واللاتينية (18,5%).

وأوضح النائب المنتهية ولايته أنّ ثلاثة مواضيع برزت خلال حديثه مع المواطنين وهي الإسكان وتكلفة المعيشة والعنف المسلح، من بين أمور أخرى.

وعندما سُئل عمّا إذا كان حزبه واثقًا من أنّ الجالية المغاربية ستنتخب لصالحه من دون أدنى شكّ، قال :”لا أعتقد أنّ هناك مواطن يحرّر شيكًا على بياض لأيّ حزب.‘‘

ووجّه سهامه للحكومة المنتهية ولايتها ’’التي تقول إنها تحكم للأغلبية ، لكننا سنحكم لجميع سكان كيبيك بغض النظر عن تاريخ وصولهم إلى كيبيك. ‘‘

يقول إنه لا يعتقد أن الناخبين المنتمين للتعددية لا يصوتون. لكنه يدرك، مع ذلك، أن هناك نوعًا من عدم الاهتمام بالسياسة بين جميع شرائح المجتمع. وعلى الطبقة السياسية أن تتفاعل مع ذلك، وفقًا له.

على الطبقة السياسية والمنظمات والمؤسسات العمل باستمرار لترقية قضايا التربية المدنية والمشاركة المجتمعية. يحتاج الناس إلى تذكيرهم بأهمية التصويت […] لكل صوت أهمية. لا يجب الاعتقاد أن هذه الدائرة أو تلك مكتسبة لهذا الحزب أو ذاك. لا شيء يمكن أن يُؤخذ كأمر مسلم به. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى