أخبار الوطن

استرخصت في زواجى فندمت!!

زواج

د.أميمة السيد

 

بصي بقا يا دكتورة رغم انى مهندس وحاصل على ماجستير في الهندسة وبن ناس وسافرت دول كتير..لكن بصراحة انا استرخصت واتجوزت وياريتى ما افكرت اتجوز أصلاً..ايوة انا ندمان على جوازى من الست ديه..لأني في بداية شبابي، اتقدمت لواحدة بنت ناس وفيها كل الصفات اللى أى شخص يتمناها، لكن أهلها عقدوني، فضلوا يتشرطوا ويطلبوا طلبات مبالغ فيها، ورفضوا يتنازلوا عن الماديات، وفي لحظة خنقة، فكرت اغيظهم وقولت خليلهم بنتهم تخلل جنبهم وهاروح اتقدم لواحدة غلبانة واهلها على قدهم وهيوافقوا، وفعلا روحت لواحدة فقيرة وتعليمها بسيط وفعلا وافقوا على ابسط وأقل شيء، وفي خلال شهرين كنا اتجوزنا، واعتقدت ان هى ديه اللى هتعيش وترضي بقليله، لكن بعد الجواز اتغيرت وطلعت قليلة أصل، وأسلوبها سيء ومعملتها عصبية وعندية وطماعة لدرجة ماكنتش متخيلها، يعنى لا مؤاخذة شبعت بعد جوع، وللأسف ربت العيال مثلها، البنات والأولاد بيعاندونى وبيبجحوا فيا ورافضين اى توجيه ومحسسنى انى حمار شغل وبنك متنقل..لدرجة انى كرهت اولادى منها بعندهم وتسيبهم ومعاملتهم السيئة اللى هى مربياهم عليها، تخيلي انى في عز البرد ومليش مكان غير بيتنا ابات فيه بفضل سايب البيت وبايت في الشغل او في الشارع ومش طايق ادخل البيت، وكل شوية الشيطان يوزني اروح أتربس الباب و اولع فيهم و في البيت و فنفسي، انا زهقت من مراتى لدرجة لا تتخيليها حتي الصلاة قصرت فيها خالص..بصراحة لما عرفت ان حضرتك اهتمتيى بمشكلة رجل الأعمال حبيت ابعتلك يمكن كلمتين يريحوا قلبي زهقت واتخنقت منهم ومن الدنيا كلها.

(الرد)

طيب شوف حضرتك يا باشمهندس..ونمسك موضوعك سريعا نقطة نقطة..أولاً أنت من بدأت بالخطأ بعدم تحري الدقة في السؤال عمن سترتبط بها باقي عمرك..وتسرعت لمجرد العند مع أسرة فتاتك الأولي، فليس الفقر وبساطة الفتاة هما سبباً في سلوكها السيء، ولا غناها المادي يفعل بها العكس، فابنة الأصول وسليلة الأسر الطيبة الملتزمة ذات الخلق بالفعل، ليست شرطا أن تولد وفي فمها ملعقة ذهبية، فكثير من الفتيات ربيبات الأصول والدين فقيرات أو مستواهن المادى متواضع، ولكنهن تلقين دروساً قويمة وسليمة وعلي أسس رصينة لا تخلو من الألتزام والتدين القلبي قبل الشكلي في الحياة من الأهل كانت كفيلة لهن بأن يكن زوجات صالحات ومربيات فضليات عن جدارة..إذا فالخطأ منك أولاً، وكان يمكنك التمسك بفتاتك الأولى مع السعي للارتباط بها بالاجتهاد والكد  قدر إمكانك مع محاولات إقناع أهلها فربما كانوا وجدوا منك الإصرار وتمسكك بها فكانوا راجعوا أنفسهم..

عموما لم يكن لكما نصيباً ولكنى فقط ألومك في تحديك وعندك لتثبت لهم أنك ستتزوج من غيرهم ممن يوافقون على وضعك المادى، فكان الأولى أن تبحث عن الدين والخلق الفعلي، ولكنك تسرعت في الزواج..

حدث وتزوجت زوجتك الحالية..فهل اجتهدت لتغيير سلوكها وتطويعه على سلوكياتك السليمة وألزمتها بها بقوامتك كرجل ورب أسرة؟! بالطبع لا، بل استسلمت لطبعها فتنامي وتفاقم وسلمتها الأولاد بكل سهولة لتسيطر عليهم في كل مناحي التربية دون التدخل منك..

وبما أن عليك مسؤولية كبيرة فيما حدث، فلا تدع لنفسك وشيطانك المجال للتحكم في مشاعرك وأعصابك بأنك المقهور المختنق الذي يريد أن يتخلص من حياته، فبالله عليك ما الذي ستجنيه من انتحارك وقتلك لأسرتك، غير خسارتك دنيتك وأخرتك معا وغضب الله تعالى عليك وغقابك أشد العقاب يوم القيامة والعياذ بالله؟!!

اذكر الله واهتدي به وتقرب منه تعالي  بكثرة الاستغفار عما تفكر فيه، مع عدم تركك للعبادات وخاصة الصلاة وقراءة القرآن الكريم، فما أنت عليه هو نجاح الشيطان والعياذ بالله في التحكم فيك ليجعلك تتركك الصلاة لتزداد هما وغماً، فهو وعد الله في كتابه:” وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَي”، ثم لا تترك بيتك وتجعلهم يعتادون بُعدك  عنهم والجفاء أكثر من ناحيتك، إلزم عملك وعبادتك وبيتك، إحتضن أولادك واصبر عليهم في التوجيه والاحتواء وغير صورتهم عنك في معاملاتك وتصرفاتك، حببهم فيك واجعلهم يشعرون أنك سندهم ليس بالمال فقط ولكن في كل شيء معنوى يحتاجونه، وزوجتك كذلك، ابدأ أنت وغير من معاملاتك وردود أفعالك معها، لعل هناك مبررات تجعلها تتعامل معك بجفاء! ربما فحاول ولا تمل!!

فلابد وأن تؤسس للباقي من عمرك لمعيشة أكثر استقرارا وفي جو أهدأ مما أنتم فيه فأنت أحوج ما يكون لهذا الاستقرار، كما أنك ربما تحتاج ذريتك بجانبك يوما ما، فيبدو أن جميعكم متوترون، و ابتعادك عن منزلك سيزيد من الأمر توتراً، عُد إلي بيتك بشرط أن تتعامل مع كل موقف بحكمة وهدوء وكظماً للغيظ، قدر إمكانك، فهذه سُنة الحياة، ومن منا لا يعانى مع أبناءه ومن جوانب كثيرة مزعجة ومؤلمة في كيانه وحياته؟! ولكن الصابرين والكاظمين الغيظ لهم جزاء متميز عند رب العباد،

إحتسب كل ما تعانيه في كل موقف لله عز وجل، و صدقنى فسعيك مع مرور الأيام كفيلة بأن تذيب الخلافات والأوضاع يوماً ما حتماً ستتغير للأفضل بإذن الله تعالى، وأبنائك وبناتك سوف يتزوجون إن شاء الله وستتمني رؤيتهم بأبنائهم، وستتذكر يوما ما تلك الأحداث وتحمد الله على تغير الأحوال، فبالتأكيد تعلم يا عزيزى ان دوام الأحوال من المحال.

*وهمسة: مني لكل ولي أمر: اتقوا الله في الشباب الذين يريدون الزواج من بناتكم، نعم تريدون لهن الأفضل والأغنى والأصلح، ولكن هونوا عليهم، لا تبالغوا مع الشباب الذي يبنى نفسه ويعتمد عليها بعد الله تعالي، فها قد فسرت هذه القصة مقصدى، فلا تتسببوا في إزهاق روح لسبب مثل هذا، وفقط أذكركم بحديث رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم والذي أثبتت صحته من ضعفه عن الترمذى: إذا جائكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى