نوفا سكوشا نقطة ساخنة للجائحة بعد أن كانت من أقل المقاطعات إصابةً
النجاحات السابقة لنوفا سكوشا في إدارة جائحة ’’كوفيد – 19‘‘ هي أيضاً من الأسباب التي تجعل العدد اليومي لحالات الإصابة الجديدة أعلى من أيّ وقت مضى في المقاطعة، وفقاً لاثنين من المتخصصين في الأمراض المعدية.
ويسجّل عدد الحالات المرتبطة بمتحوّر أوميكرون وبسلالة BA.2 المتفرعة منه ارتفاعاً منذ نهاية شباط (فبراير) الفائت في كبرى مقاطعات كندا الأطلسية بعدد السكان (1 مليون نسمة (نافذة جديدة)).
وارتفع عدد الإصابات بوتيرة كبيرة منذ أن رفعت سلطات المقاطعة معظم الإجراءات الصحية المتصلة بالجائحة في 21 آذار (مارس).
يُذكر أنه منذ ذاك التاريخ لم تعد التجمعات محدودةً بعددٍ أقصى من الأشخاص ولم يعد ارتداء القناع الواقي إلزامياً في غالبية الأماكن العامة.
وفي تحديث أسبوعي يوم الثلاثاء الماضي، أشارت السلطات الصحية في نوفا سكوشا إلى تسجيل ما معدله 1000 حالة إصابة جديدة يومياً، ما يشكّل سقفاً قياسياً منذ بداية الجائحة قبل عاميْن ونيّف.
وكونُ ارتداء القناع لم يعد إلزامياً في معظم الأماكن في وقت لم يكن الكثيرون من السكان قد أُصيبوا بعد بالـ’’كوفيد – 19‘‘ جعل نوفا سكوتيا معرضة للخطر بشكل خاص، وفقاً للدكتورة ليزا باريت، وهي اختصاصية في الأمراض المعدية وباحثة في جامعة دالهاوسي في هاليفاكس، عاصمة المقاطعة.
وتقول الدكتورة باريت إنّ الأشخاص الذين لم يتعرضوا لهذا الفيروس من قبل يمرضون به الآن بأعداد كبيرة وأنّ هذا بالضبط ما كان يُرجى تجنبه.
وكان سكان نوفا سكوشا كثراً في طلب تناول جرعتيْ اللقاح المضاد للـ’’كوفيد – 19‘‘، لكنّ 63,9% فقط من الأشخاص المؤهلين، البالغة أعمارهم 18 عاماً فما فوق، طلبوا الجرعة الثالثة المعززة اعتباراً من 7 نيسان (أبريل).
وتولي حكومة المقاطعة أهمية أكبر لعدد حالات الاستشفاء جراء الوباء، لكن عدداً من الخبراء يشيرون إلى أنّ هذا العدد يتزايد أيضاً مع زيادة الحالات الجديدة. وفي هذه الحالة يكون الأوان قد فات، حسب تارا موريارتي، وهي بروفيسورة مشاركة وباحثة في الأمراض المعدية في جامعة تورونتو.
وتقدّر موريارتي أنّ عدد الإصابات الفعلية في نوفا سكوشا يمكن أن يصل إلى عشرة أضعاف عدد الحالات المكتشفة بواسطة الاختبارات.
وساهمت الباحثة في إنتاج جدول بيانات عام يستخدم النمذجة لإعطاء صورة أكثر دقة عن الجائحة في كندا.
’’منذ أن بدأنا بالفعل في إجراء عدد أقل بكثير من الاختبارات، حاولتُ مع آخرين تطوير طرقٍ تعطينا فكرة عن عدد الإصابات التي تحدث فعلاً على أساس يومي وعدد حالات الاستشفاء، على سبيل المثال عدد حالات دخول وحدات العناية المركزة وعدد الوفيات الذي يمكن توقعه جراء ذلك‘‘، تقول موريارتي.
وتضيف أنّ الإبلاغ عن البيانات ضعيف على امتداد كندا، وأنه لذلك من الصعب على الناس إجراء تقييم دقيق لمعرفة مستويات مخاطر الإصابة بالـ’’كوفيد – 19‘‘.
الوضع خطير جداً وقسم كبير من (مقاطعات) كندا الأطلسية هو في الشهر الأخير في وضع أسوأ بكثير من معظم المقاطعات الأخرى
يُشار إلى أنّ رئيس حكومة الحزب التقدمي المحافظ في نوفا سكوشا، تيم هيوستن، قال في 5 نيسان (أبريل) إنّ حكومته لا تنوي إعادة فرض الإجراءات الصحية.
وأضاف هيوستن أنّ العمل متواصل مع وكالة الصحة العامة في المقاطعة لرصد الوضع، وهو يرى أنّ لدى السكان وسائل لحماية أنفسهم دون أن يتعيّن على الحكومة أن تجعلها إلزامية.
وتنصح حكومة نوفا سكوشا الناس دوماً بتناول اللقاحات المضادة للـ’’كوفيد – 19‘‘ والبقاء في المنزل عندما يصابون بالوباء وارتداء القناع الواقي في الأماكن العامة الداخلية والحد من الاتصالات الاجتماعية وإجراء الاختبارات لأنّ الجائحة لم تنتهِ بعد.
(نقلاً عن موقعيْ راديو كندا و’’سي بي سي‘‘، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)