نقطة ضوء

علاقة الصوم والتمر في شهر رمضان المبارك

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره  ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله. قال الله تعالى : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿183﴾ سورة البقرة. الصيام من أفضل الأعمال المقربة إلى الله سبحانه وتعالى ، كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال:” ذهب الظمأ وابتلت العروق”وقال: «اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت” رواه أبو داود – وهو حديث صحيح. السؤال : لماذا كان النبي الكريم يكثر من الإفطار على التمر في شهر رمضان؟ وبما أن جميع الأعمال التي قام بها هذا النبي الرحيم (ص) فيها حكمة عظيمة ، إذن لابد أن يكون هنالك علاقة بين الصوم وبين التمر من جهة ، ومن جهة ثانية هنالك علاقة بين التمر وبين الشفاء من بعض الأمراض ، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يأكل التمر في جميع أوقات السنة.  التمر يعتبر موسوعة غذائية متكاملة سخرها الله لنا… لنتأمل في فوائد هذه الثمرة الرائعة كغذاء وعلاج ودواء…. ولذلك سوف نرى الفوائد العظيمة لتناول حبات من التمر كل يوم ، وخصوصاً في شهر رمضان المبارك ، الذي نسأل الله تعالى أن يتقبل منا جميعاً صيامه ، و يعتقنا من النار. أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفطر على التمر المحتوي على المواد السكرية الطبيعية ، والسكر الموجود في التمر هو من أفضل السكريات في الطبيعة…وهكذا يكون الرسول الكريم (ص) علمنا أصول الصوم الفعال بتناول التمر والماء. التمر له فوائد علاجية كثيرة ، دعنا نحاول التعرف على بعض منها — إن أكل كمية قليلة من التمر كل يوم يساعد الجسم على التخلص من جزء من السموم المختزنة في خلاياه مثل المعادن الثقيلة كالرصاص مثلاً ، وهذه السموم قد كثُرت في عصرنا هذا بسبب التلوث الكبير للماء والهواء والغذاء الذي نتناوله — يعالج التمر الاضطرابات المعوية ويساعد الأمعاء على أداء مهامها بفعالية عالية ، ولذلك يساعد التمر على علاج الإمساك بشكل جيد — إن مشروب التمر المنقوع بالماء يقوّي الجسم بشكل عام ويرفع مستوى الطاقة فيه. ويمكن أن يتناوله المسنون أيضاً لتحسين قوتهم وتخليصهم من السموم المتراكمة في خلاياهم طوال سنوات عمرهم — يحتوي التمر على السكر الطبيعي والذي هو سهل وسريع الامتصاص والهضم ، لذلك فهو مريح وآمن بالنسبة لمعدة الطفل وامعائه. ويمكن الاستفادة أيضاً من عصير التمر خصوصاً إذا مُزج مع الحليب ليشكل شراباً مقوياً للأطفال والكبار معاً — ويحتوي التمر كذلك على عنصر السيلينيوم المقاوم للسرطان. ولذلك قد يكون تناول التمر بانتظام ، قد يفيد في الوقاية من أنواع السرطانات المختلفة. قال الرسول (ص): (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم).أخرجه الترمذى وأبو داود — التمر يسهّل الولادة ، وهنا يتجلى الإعجاز في قوله تعالى في خطابه لمريم عليها السلام : (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً) [مريم: 25]. إن عضلة الرحم في مرحلة المخاض والولادة تكون بأمس الحاجة للسكر الطبيعي كغذاء لهذه العضلة الضخمة نسبياً. وبما أن التمر مادة ملينة ومسهلة فهي ضرورية للحامل قبل الولادة لتنظيف الكولون والأمعاء وتسهيل الولادة. ولذلك يقوم التمر بالتأثير على عضلات الرحم فينشطها وينظم حركتها مما يسهل ولادة الحامل — يعالج التمر الكبد ويخلصه من السموم ، والتمر يعتبر من الأدوية الطبيعية لصيانة وتنظيف الكبد من السموم المتراكمة فيه — كما أن شراب التمر يمكنه أن يعالج التهابات الحنجرة والعديد من أنواع الحمّى ، والرشح والزكام. ويؤكد الباحثون اليوم بأن التمر إذا تم أخذه بانتظام فإنه يعالج التهابات الرئة المزمن — إن احتواء التمر على تشكيلة واسعة من العناصر الغذائية يجعله غذاء مقاوماً للجوع! وإذا علمنا بأن السبب الرئيسي للسمنة هو الإحساس بشكل دائم بالجوع والشهية للطعام وبالتالي استهلاك كميات أكبر من الشحوم والسكريات أثناء الأكل ، فإن العلاج بتناول بضع حبات تمر عند الإحساس بالجوع سيساعد على الإحساس بالامتلاء والشبع ، هذه الحبات سوف تمدّ الجسم بالسكر الضروري ، وتقوم بتنظيم حركة الأمعاء وبالتالي التخفيف بنسبة كبيرة من الإحساس بالجوع وبالنتيجة التخفيف من استهلاك الطعام. وهنا يتجلى الهدي النبوي الشريف عندما قال عليه الصلاة والسلام: (لا يجوع أهل بيت عندهم التمر) [رواه مسلم]. نسأل الله عز وجل أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال إنه سميع مجيب الدعاء. رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء ، ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب ، اللهم اغفر لنا ذنوبنا وتوفنا مع الأبرار وأدخلنا الفردوس الأعلى بغير حساب ولا سابقة عذاب ، بسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ والصلاة والسلام على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ، والحمد لله رب العالمين –اللهم آمين –  رمضان كريم وإلى اللقاء

إعداد أم تامر المصـرى

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى