رمضان …. فرصة عظيمة للتقوى
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله . رمضان قرب مجيئه بنوره وعطره ، وخيره وطهره ، يجيء ليربي في الناس قوة الإرادة ، ويربي فيهم ملكة الصبر ، ويُعودُهم على احتمال الشدائد ، والجَلد أمام العقبات ومصاعب الحياة. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يهنئ أصحابه عند مجيء رمضان ويخبرهم ويقول لهم :” أتاكم شهر رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين وفيه ليلة هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم”..[ أخرجه أحمد والنسائى عن أبى هريرة] ….وفي رواية عند الترمذي والبيهقي أيضا:”وينادي مناد كل ليلة : يا باغي الخير أقبل و يا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة”. فرمضان مدرسة تربوية يتدرب بها المسلم المؤمن على تقوية الإرادة في الوقوف عند حدود ربه في كل شيء ، رمضان تصفد فيه مردة الشياطين. فلا يصلون إلى ما كانوا يصلون إليه في غير رمضان ، وفي رمضان تفتح أبواب الجنة ، وتغلق أبواب النيران ، ولله في كل ليلة من رمضان عتقاء من النار ، وفي رمضان ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ، فما أعظمها من بشارة ، لو تأملناها بوعي وإدراك لوجدتنا مسارعين إلى الخيرات ، متنافسين في القربات ، تاركين للشهوات….متخذين من رمضان فرصة للتقوى. مفهوم التقوى .. عبر عنها علي رضي الله عنه بقوله : “هي الخوفُ من الجليل ، والعملُ بالتنزيلُ ، والقناعةُ بالقليل ، والاستعدادُ ليوم الرحيل” . هذه حقيقة التقوى ، وهذا مفهومها فأين نحن من هذه المعاني المشرقةِ المضيئة ؟ .. قال تعالى:{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ، فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ } [القمر:54-55]. في شهر الصيام والقيام ، فرصة للتغيير. فمن الناس يتمنى أن يحافظ على الصلاة فرضاً ، ونفلاً ،…ومنهم من يتمنى حفظ القرآن الكريم وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار، ومنهم من يبحث عن التوبة والإنابة ، ومنهم من يبحث عن سلامة الصدر وصفاء النفس ، والعيش مع الناس بنفس راضية ، وقلب نقي على المسلمين. لقد كان الصوم مفروضاً في الأمم السابقة قبل الإسلام لقوله تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾183: سورة البقرة. قال الله عز وجل :” كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لى وأنا أجزى به”. إن فريضة الصيام هى من أفضل الأعمال المقربة إلى الله سبحانه وتعالى ، فيه ليلة هي خير من ألف شهر، وهي ليلة القدر – وأن فيه استجابة الدعاء ، والعتق من النار ، يستحب للصائم أن يكثر من قراءة القرآن العظيم بخشوع وتدبر لأنه شهر القرآن حيث بدأ نزوله فيه. وكان الرسول (ص) وجبريل عليه السلام يتدارسان القرآن في رمضان . علينا بالاجتهاد في ختم القرآن خلال شهر رمضان . كذلك كثرة ذكر الله عز وجل والإكثار من الصدقة وقيام الليل والاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان في المسجد والإقامة فيه. فكان رسول الله (ص) يعتكف في العشر الأواخر من رمضان- وعلى المعتكف أن يشتغل فى النوافل كالصلاة وقراءة القرآن الكريم والإستغفار والدعاء. الصيام من أعظم ما يُعين على محاربة الهوى ، وقمع الشهوات ، وتزكية النفس وإيقافها عند حدود الله تعالى. فالصائم يحبس لسانه عن اللغو والسباب ، والصوم يجعل المسلم يسارع في فعل الخيرات ، والإكثار من الصلاة وإيتاء الزكاة على وجهها الصحيح وجهاتها المشروعة. ويجتهد في بذل الصدقات. وفى الختام نسأل الله عز وجل أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال إنه سميع مجيب الدعاء ، اللهم أليك فوضت أمري وعليك توكلت و بك أمنت يا أرحم الراحمين ، اللهم أتنا فى الدنيا حسنه و فى الاخره حسنه و قنا عذاب النار ، اللهم ارحمنا يوم يفر المرء من أخيه.. وأمه وأبيه.. وصاحبته وبنيه ، اللهم ارحمنا إذا التفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق ، اللهم اغـفـر للمسلمين والمسلمات الاحياء منهم و الاموات ، اللهم اغفر لى ولوالدي ولامتى امه محمد(ص) يا غفار يا رحيم ، اللهم يا عزيز يا جبار اجعل قلوبنا تخشع من تقواك واجعل عيوننا تدمع من خشياك واجعلنا يا رب من أهل التقوى وأهل المغفرة ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا صَالِحَ الأَعْمَالِ وَاجْعَلهَا خَالِصةً لِوَجْهِكَ الكَرِيمِ ، وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَالتّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيِنِ، وَالحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِيِنَ – اللهم آمين – وإلى اللقاء
إعداد أم تامر المصرى