استأنف مجلس العموم صباح اليوم مناقشة قرار حكومة جوستان ترودو الليبرالية استدعاء قانون تدابير الطوارئ.
وأكد رئيس المجلس، أنتوني روتا، إعادة فتح البرلمان في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة بعد يوم من الإغلاق بسبب عملية واسعة بدأتها الشرطة صباح أمس لطرد سائقي الشاحنات وسائر المتظاهرين الذين يغلقون وسط العاصمة الفدرالية أوتاوا منذ 23 يوماً احتجاجاً على التدابير الصحية المتصلة بجائحة ’’كوفيد – 19‘‘.
وكان حزب المحافظين، الذي يشكل المعارضة الرسمية، والكتلة الكيبيكية قد أعلنا يوم الخميس معارضتهما للجوء إلى قانون تدابير الطوارئ إذ اعتبرا أنّ استخدامه غير مبرَّر وأنّ هناك أحكاماً أُخرى تتيح معالجة الوضع.
لكنّ حكومة ترودو تجادل بأنّ منظمي الحركة الاحتجاجية يريدون الإطاحة بها وأنّ اللجوء إلى قانون تدابير الطوارئ مبرَّر أيضاً كونه يعيد إلى سكان أوتاوا حقوقاً أساسية حرمهم منها المتظاهرون.
دوغ شيبلي، أحد أعضاء مجلس العموم عن حزب المحافظين، قال إنّ كندا شهدت عدة أزمات، من ضمنها أزمة أوكا عام 1990، دون أن تلجأ خلالها الحكومة الفدرالية إلى قانون تدابير الطوارئ. وأسف شيبلي لـ’’تدخّل الدولة في الحياة الخاصة للكنديين‘‘.
’’ما كان ينبغي أن يكون طرفة أصبح حلقة في التاريخ الكندي‘‘، قالت النائبة عن الكتلة الكيبيكية كريستينا ميشو التي شبّهت استخدام قانون تدابير الطوارئ بفتح صندوق باندورا.
وتستمر المناقشات في مجلس العموم طيلة عطلة نهاية الأسبوع. وأكّد روتا أنّ تعليق المناقشات أمس لن يؤثر على التصويت على استخدام القانون، وأنّ التصويت سيجري بعد غد الاثنين عند الساعة الثامنة مساءً بتوقيت أوتاوا (التوقيت الشرقي لكندا).
نواب كافة الأحزاب في مجلس العموم منخرطون في هذه المناقشة التاريخية. الذين يريدون التعبير عن أنفسهم سيفعلون ذلك
’’ما رأيناه في الأسابيع الثلاثة الأخيرة هو وصمة عار وطنية‘‘، قال من جهته تشارلي أنغوس، أحد نواب الحزب الديمقراطي الجديد (يساري التوجه).
وطالب ريد بإجراء تحقيق مستقل لتحليل الإخفاقات في مجال السلامة العامة التي سمحت بتدهور الوضع.
وأسفرت عملية الشرطة يوم أمس عن توقيف أكثر من 100 متظاهر وسحب 21 شاحنة متوقفة على مسافة غير بعيدة من مبنى البرلمان. وواصلت الشرطة عمليتها اليوم.
وقال جهاز شرطة أوتاوا أمس إنّ لجوء الحكومة الفدرالية إلى قانون تدابير الطوارئ ساهم في تسريع تدخله ضدّ سائقي الشاحنات الذين يغلقون وسط المدينة.
’’مستويات الحكم الثلاثة التي اجتمعت لدعم جهودنا في هذا المجال أتاحت لنا تحقيق النجاح الذي بدأنا نشهده الآن‘‘، قال الرئيس الانتقالي لجهاز شرطة أوتاوا، ستيف بيل، في إشارة إلى الحكومة الفدرالية وحكومة أونتاريو، المقاطعة التي تقع فيها العاصمة الفدرالية، وبلدية أوتاوا.
(نقلاً عن تقرير لراديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)
