أخبار عاجلةأخبار كندا

كندا تنهي عملية الإجلاء من مطار كابول تاركةً، مُكرهَةً، الآلاف لمصيرهم

انتهت رسمياً عملية إجلاء المواطنين الكنديين والأفغان المعرضين للخطر التي نفذها الجيش الكندي في الأيام الأخيرة انطلاقاً من مطار كابول.

وقال في هذا الصدد رئيس هيئة أركان الدفاع بالوكالة الجنرال واين إير إنّ آخر رحلة جوية كندية أقلعت من العاصمة الأفغانية كابول بحدود منتصف الليلة الماضية بالتوقيت الصيفي لشرق كندا. وأفادت من جهتها هيئة الإذاعة الكندية أنّ هذه الرحلة الأخيرة أقلعت حوالي السابعة صباحاً بتوقيت كابول، أي حوالي العاشرة والنصف ليلاً بالتوقيت الصيفي لشرق كندا.

وأضاف الجنرال إير في مؤتمر صحفي عقده صباح اليوم إنّ حوالي 1000 أفغاني سيعاد توطينهم في كندا تمّ إجلاؤهم من كابول في الساعات الماضية على متن طائرتيْن، إحداهما تشغلها كندا والأخرى الولاياتُ المتحدة.

وجاء كلام الجنرال إير قبل أن يهزّ انفجاران انتحاريان مطار كابول بعد ظهر اليوم بالتوقيت المحلي ما أسفر عن سقوط أكثر من 60 قتيلاً، بينهم 12 جندياً أميركياً، و140 جريحاً. وسقط معظم الضحايا في صفوف آلاف الأفغانيين المحتشدين منذ أيام آملين بمغادرة بلادهم. وتبنى الهجوميْن تنظيم ’’الدولة الإسلامية‘‘ (’’داعش‘‘).

وقامت القوات الكندية بإجلاء حوالي 3700 شخص من مطار كابول منذ أن سيطرت حركة ’’طالبان‘‘ الإسلاموية على العاصمة الأفغانية، دون دخول مطارها، في 14 آب (أغسطس) الجاري بعد هجوم خاطف.

’’يشمل هذا العدد مواطنين كنديين وأشخاصاً حاصلين على الإقامة الدائمة (في كندا) وأفراد أسرهم ومواطني دولٍ حليفة وأشخاصاً تربطهم صلة مستدامة بكندا ومواطنين أفغانيين مقبولين لإعادة التوطين في كندا أو لدى حلفائنا‘‘، أضاف الجنرال إير.

كانت هذه العملية إحدى أكثر العمليات أهميةً وتعقيداً وخطورةً في التاريخ الحديث. عملياتٌ من هذا النوع تكون صعبة للغاية بالنسبة لأفرادنا

الجنرال واين إير، رئيس هيئة أركان الدفاع بالوكالة في القوات المسلحة الكندية
أشخاص مدنيون يصعدون إلى طائرة نقل عسكرية تابعة للجيش الأميركي في مطار كابول.

مواطنون أفغان يصعدون إلى طائرة نقل من طراز ’’سي – 17 غلوبماستر‘‘ تابعة للجيش الأميركي يوم الاثنين في مطار كابول.

الصورة: LA PRESSE CANADIENNE / AP/SGT. SAMUEL RUIZ/U.S. MARINE CORPS

وأكد الجنرال إير أنّ القوات الخاصة التابعة للجيش الكندى اضطرت للمغامرة خارج محيط المطار ’’في وقت مبكر جداً‘‘ من العملية لمواكبة بعض الأشخاص إلى حرم المطار.

وأضاف الجنرال إير أنّ الجنود الذين شاركوا في العمليات واجهوا ظروفاً ’’لم يسبق لها مثيل منذ عقود‘‘، لا سيما بسبب ’’التهديدات‘‘ التي تعرّضت لها المنطقة المجاورة للمطار، ما أجبر الجنود على التكيّف باستمرار.

وأعرب رئيس هيئة أركان الدفاع بالوكالة عن قلقه على سلامة الجنود الكنديين الذين شاهدوا ’’أشياء مروعة‘‘ في الأيام الأخيرة، هذا عدا عن صعوبة التعامل مع واقعٍ مفاده أنّ أشخاصاً لا يزالون بحاجة للمساعدة لم يكن بالإمكان إنقاذهم.

قد يكون الشعور بالعجز والذنب الناجم عن الاضطرار لترك أناسٍ لمصيرهم أمراً ساحقاً

الجنرال واين إير، رئيس هيئة أركان الدفاع بالوكالة في القوات المسلحة الكندية

وقال الجنرال إير إنه، كغيره من الجنود والمحاربين القدامى والصحفيين، تلقى في الأيام الأخيرة رسائل بالبريد الإلكتروني من قبل أفغانيين عرفهم خلال فترات إقامته السابقة في أفغانستان وإنهم أخبروه في رسائلهم عن حاجتهم الماسة للهرب مع أفراد عائلاتهم من حركة ’’طالبان‘‘.

إن مناشداتهم وصور عائلاتهم في مواقف مروعة غالباً ما تكون مفجعة. إنها تفطر القلب

الجنرال واين إير، رئيس هيئة أركان الدفاع بالوكالة في القوات المسلحة الكندية
أشخاص محتشدون أمام مدخل مطار كابول.

آلاف الأفغانيين محتشدون عند أحد مداخل مطار كابول الأسبوع الماضي سعياً منهم لمغادرة بلادهم هرباً من حركة ’’طالبان‘‘.

الصورة: AFP / WAKIL KOHSAR

وبات من الواضح أنّ آلاف الأفغانيين الذين من المقرر أن يستقروا في كندا لم يتمّ إجلاؤهم في الوقت المناسب. ويأمل هؤلاء الآن في أن يتمكّنوا من مغادرة أفغانستان براً إلى بلد ثالث يطيرون منه إلى كندا أو أن يُتاح لهم المغادرة جواً من مطار كابول بعد أن يصبح تحت سلطة ’’طالبان‘‘.

وتفيد وزارة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية أنّها تلقت لغاية الآن 2500 طلب من أفغانيين للحصول على وضع اللاجئ لهم ولأفراد عائلاتهم، وتشمل هذه الطلبات ما مجموعه 8000 شخص. وتضيف الوزارة أنّ قبلت ثلثيْ هذه الطلبات.

يُشار إلى أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن حدّد 31 آب (أغسطس) الجاري موعداً نهائياً لمغادرة قوات بلاده الأراضي الأفغانية.

(نقلاً عن راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى