جامعة رايرسون قرّرت تغيير اسمها المرتبط بتاريخ المدارس الداخليّة للسكّان الأصليّين
قرّرت جامعة رايرسون في أونتاريو تغيير اسمها تحت وطأة الضغوط التي مارسها طاقم العمل وطلّاب من أبناء السكّان الأصليّين.
وصوّت مجلس الإدارة لصالح تغيير اسم الجامعة الذي اختير تكريما لِذكرى إيغرتون رايرسون ، أحد مؤسّسي نظام المدارس الداخليّة الإلزاميّة للسكّان الأصليّين في كندا.
وتمّ تغيير الاسم بناء على توصية لجنة خاصّة أنشأتها الجامعة كما قال د. محمّد الهاشمي رئيس جامعة رايرسون.
ورفعت لجنة نقف أقوياء
Standing Strong في تقريرها 22 توصية، من بينها واحدة تدعو إلى تغيير اسم الجامعة.
وأزال ناشطونالتمثال الذي يحمل اسم إيغرتون رايرسون من أمام مقرّ الجامعة (نافذة جديدة) قبل نحو شهرين، بعد الكشف عن رفات أطفال من أبناء السكّان الأصليّين في موقع مدرسة كاملوبس الداخليّة السابقة في بريتيش كولومبيا ومقابر أشخاص مجهولين في موقع مدرسة مارييفال السابقة في مقاطعة سَسكتشوان.
واستمرّ نظام المدارس الداخليّة الإلزاميّة في كندا منذ سبعينات القرن التاسع عشر حتّى تسعينات القرن العشرين.
وتمّ انتزاع نحو من 150 ألف طفل من أبناء السكّان الأصليّين من ذويهم و إدخالهم في المدارس الداخليّة لإبعادهم عن ثقافة أهلهم و إدماجهم في ثقافة البيض.
وتعرّض الأطفال لِظروف العيش المزرية وسوء المعاملة والأمراض والتحرّش الجنسي وتوفّي نحو من 4 آلاف طفل.
وأعلنت جامعة رايرسون عن خطّة لِتطبيق التوصيات في كانون الثاني يناير من العام المقبل.
وكان سام هاودن الطالب الذي ينتمي إلى أمّة الخلاسيّين من بين مجموعة من الناشطين الذين دعوا الجامعة إلى تغيير إسمها.
وأعربت المجموعة عن ارتياحها لِقرار مجلس إدارة الجامعة واعتبرت أنّ تغيير الإسم قرار لا يصدَّق
.
وأكّد هاودن على دور الطلّاب في إحداث التغيير، وعملِهم المباشر في توعية المجتمع والتركيز على تجارب السكّان الأصليّين.
وأضاف أنّه اطّلع من والده على ارتباط جمعيّة إيغرتون رايرسون بالمدارس الداخليّة الإلزاميّة للسكّان الأصليّين قبل انخراطه في جامعة رايرسون منذ 4 سنوات، ولم يشأ بسبب ذلك امتلاك أيٍّ من أدواتها.
ويقول د. محمّد الهاشمي رئيس الجامعة إنّ التقرير أعطى صورة كاملة حول إحياء ذكرى رايرسون في الماضي والحاضر ، ولا تقوم التوصيات على ذمّ الشخص أو على تبريره
.
وأظهرت مجموعة العمل كيف يمكن للجامعة أن تمضي قدما وتكتب الصفحة التالية من تاريخنا
قال د. الهاشمي.
وأعرب الطالب سام هاودن عن أسفه لأنّ التقرير خلا من ذمِّ رايرسون و سوء سلوكه كما قال.
وأضاف مشيرا إلى الحاجة لتوفير دعم أفضل للطلّاب من أبناء السكّان الأصليّين وطاقم العمل ومواصلة الضغط على الجامعة كي لا تحاول أن تنأى بنفسها عن تاريخها وتحاسب نفسها عليه.
ووصف جاغميت سينغ زعيم الحزب الديمقراطي الجديد الفدرالي تغيير اسم الجامعة بأنّه إعلان قوي
و مرحَّب به.
المصدر: (سي بي سي/ مع مساهمات وكالة الصحافة الكنديّة)