اكتشاف ضخم لـ 100 تابوت فرعوني بمصر
القاهرة – ريم الششتاوي •
أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف عدد ضخم من التوابيت الفرعونية داخل ثلاث آبار للدفن يتراوح عمقها بين 10 إلى 12 مترا تحت سطح الأرض، بالإضافة إلى عدد كبير من القطع الأثرية. وكشفت البعثة عن 100 تابوت خشبي مغلق و40 تمثالا لجبانة سقارة، بتاح سوكر منها تماثيل بأجزاء مذهبة و20 صندوقا خشبيا لحورس، وتمثالين لشخص يدعى “بنومس” أحدهما ارتفاعه 120 سم، والآخر ارتفاعه 75 سم مصنوعين من خشب السنط “اكاسيا”، هذا إلى جانب الكشف عن عدد من تماثيل الأوشابتي والتمائم، وعدد 4 أقنعة من الكارتوناچ المذهب.
وأوضح الوزير الدكتور خالد العناني، عن منطقة سقارة، مشيرا إلى أنها تعد أحد أهم أجزاء جبانة منف التي تعتبر أول عاصمة لمصر والتي تمتد من منطقة أبو رواش شمالا إلى دهشور جنوبا، لافتا إلى أن جبانة منف تعد أحد أجزاء مواقع مصر المسجلة على قائمة التراث العالمي باليونسكو.
13 هرماً
كما أشار إلى أن سقارة هي منطقة كبيرة جدا بها حوالي 13 هرما، وكان يدفن بها الملوك من العصر العتيق، وكان يدفن بها أيضا المواطنون وكبار الموظفين من بداية الاسرات مرورا بكل عصور التاريخ المصري القديم (الفرعوني واليوناني والروماني)، كما أن بها عددا من الأديرة الأثرية، وأكبر جبانة حيوانات. وأضاف أن سقارة تعتبر منطقة ثرية جدا لا زالت مليئة بالكثير الذي ستبوح عنه للعالم، لافتا إلى أنه من المتوقع مع استمرار العمل بها العثور على مقابر آدمية وحيوانية في كل بقاعها في أي فترة زمنية. وأوضح أن هذا الكشف الجديد تم العثور عليه في نفس نقطة الاكتشافات السابقة، لافتا إلى أن اليوم هو استمرار للكشف الأخير الذي تم الإعلان عنه في أكتوبر الماضي، ومشيرا إلى أن اليوم ليس نهاية الكشف وأن العمل لن ينتهي بعد، وسيتم الإعلان عن استكمال للكشف خلال الفترة المقبلة.
تفاصيل الكشف الأثري
كما أضاف الوزير أنه ردا على تساؤلات البعض بعدم الانتظار للإعلان عن الكشف بالكامل بعد الانتهاء منه، فإنه كان هناك ضرورة لاستخراج التوابيت التي تم اكتشافها لتوفير مساحة لاستكمال التنقيب عن الآبار الجديدة الموجودة خلفها. واستعرض الوزير التفاصيل الخاصة بالكشف الأثري الجديد، حيث تم العثور على أكثر من 100 تابوت مغلقين من العصر المتأخر والبطلمي، وأكثر من 40 تمثالا لمعبودات وماسكات جنائزية منها المذهب، بالإضافة إلى الـ 59 تابوتا الذين تم الإعلان عنهم في أكتوبر الماضي والتي تم نقلها للمتحف المصري الكبير، وذلك في ثلاث آبار بمنطقة الحيوانات المقدسة. وأوضح الوزير أن التوابيت التي تم الإعلان عنها اليوم سيتم تقسيمها لنقلها بين المتحف المصري الكبير، والمتحف القومي للحضارة المصرية، والمتحف المصري بالتحرير، ومتحف العاصمة الإدارية الجديدة.
هدية من التوابيت
وأشار الدكتور خالد العناني إلى أن التوابيت التي سيتم نقلها للمتحف المصري بالتحرير ستكون هدية سوف يتم تقديمها للمتحف بمناسبة الذكرى 118 على تأسيسه، لافتا إلى أنه احتفالا بهذه المناسبة سيتم إقامة معرض عن التوابيت بصفة عامة في المتحف المصري بالتحرير يوم الثلاثاء المقبل. وأوضح الوزير أن كافة الاكتشافات الأثرية التي تم الإعلان عنها خلال الفترة الماضية ما هي إلا توفيق من الله، ونتاج إتاحة الفرصة للمصريين للعمل في أعمال الحفائر بصورة أكبر، معربا أيضا عن فخره بوجود شركاء من كافة دول العالم يعملون في أعمال الحفائر منذ عشرات السنين.
كما أشا إلى أن عام 2020 لن ينتهي قبل الافتتاح المرتقب للقاعة المركزية وقاعة الموممياوات بالمتحف القومي للحضارة المصرية والذي سيصحبه موكب عظيم لنقل الموممياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى هناك. جدير بالذكر أن المنطقة التي تم العثور بها على هذا الكشف هي منطقة “جبانة كبار رجال الدولة” بسقارة والتي عثر بها على جبانة للقطط والحيوانات والطيور المقدسة وكذلك الكشف الكبير لمقبرة “واح تي” أحد كهنة الأسرة الخامسة الجميلة والتي أشاد به العالم أجمع.