أخبار كنداأخبار كندا

أماندا فانوس: تجميل الأنف بالموجات فوق الصوتية أقلّ إيلاماً

تبعت أماندا فانوس خطى والدها في جراحة تجميل الأنف ولكنها تفردت في استخدام تقنية حديثة مبتكرة مختلفة عن التقنية التقليدية التي يستخدمها مدير المعهد الكندي لجراحة التجميل الدكتور نبيل فانوس. على الرغم من أنهما يعملان تحت سقف عيادة واحدة في مدينة ويستماونت الواقعة في وسط جزيرة مونتريال، إلا أنه يتفرّد كل من الأب وابنته ويتميز على طريقته في إجراء الجراحة التجميلية للأنف والوجه، ولكل منهما مرضاه. ومع ذلك تقول أماندا ’’إنهما يتبادلان الاستشارة والخبرة، ولكن لم يستطع هو إجراء جراحة التجميل على طريقتها ولا هي نجحت أيضا على طريقته على الرغم من المحاولات‘‘.

لأني بطبعي متمردة، شئت في البداية اختيار طريق آخر غير الطب. عندما بدأت دراسة الهندسة وجدت نفسي أعود أدراجي بدافع أقوى مني لأسير في خطى والدي وآل فانوس المشهورين في الجراحة التجميلية، إنها عالمي في عقلي اللاواعي وقد حفظت مكتسباتها من غير إدراك مني.

نقلا عن أماندا فانوس، اختصاصية في الجراحة التجميلية للوجه
أماندا فانوس مع استاذها أوليفييه جيربو بالملابس الخاصة بغرفة العمليات الجراحية.

في ’’عيادة الشانزيليزيه‘‘ الباريسية تتلمذت الشابة أماندا نبيل فانوس على يد مبتكر تقنية استخدام الموجات فوق الصوتية في جراحة تجميل الأنف جراح التجميل الفرنسي أوليفييه جيربو الذي نراه معها في هذه الصورة.

الصورة: RADIO-CANADA / GRACIEUSITÉ AMANDA FANOUS

ازدياد مطّرد

تُعدّ المتحدثة واحدة بين أكثر من 500 جراح تجميل في كندا، وقد يكون هناك العديد من الجراحين الكنديين الذين باتوا يستخدمون تقنية الموجات فوق الصوتية (ultrasonic) في جراحة تجميل الأنف في يومنا هذا، ولكنها ’’الوحيدة التي تتلمذت على يد من أدخل هذه التقنية إلى جراحة الأنف بعدما كان يقتصر استخدامها قبل العام 2013 على يد أطباء الأسنان‘‘.

وهكذا عادت أماندا في العام 2018 من فرنسا بعدما تدربت على يد جراح تجميل الأنف الفرنسي الدكتور أوليفييه جيربو (Olivier Gerbault) السبّاق في استخدام تقنية الموجات فوق الصوتية. كما شاركت الطبيبة الشابة في عمليات جراحية تجميلية إلى جانب عدد من كبار جراحي التجميل في باريس. وقبل ذلك، تخصصت أماندا في طب الأنف والأذن والحنجرة من جامعة ماكغيل في مونتريال وجراحة التجميل من ’’المعهد الملكي للأطباء والجراحين الكنديين‘‘ في العاصمة الكندية أوتاوا (The Royal College of Physicians and Surgeons of Canada).

وجوه على الحائط في عيادة أماندا فانوس ولكل وجه بتعابير مختلفة ما يلائمه من ملامح وتفاصيل.

تقول الدكتورة فانوس: ’’إن النجمة الأميركية بربارا سترايسند مثلا رفضت إجراء عملية تجميل لأنفها لأنه لم يكن يشكل لها عقدة أو مشكلة، لا بل كانت تعتبره علامة تميزها. في حين أن سيدة أخرى قد تكون لديها مشكلة في أنف مماثل‘‘.

الصورة: RADIO-CANADA / COLETTE DARGHAM

سواء كان ذلك بسبب مخاوف بشأن المظهر أو لأسباب طبية، فإن عدد جراحات التجميل التي يتم إجراؤها كل عام في كندا آخذ في الازدياد. في العام 2011 أتت كندا في المرتبة الـ 15 عالميا في عدد الجراحات التجميلية، واحتلت الولايات المتحدة الأميركية المرتبة الأولى تلتها البرازيل. علما أن النساء يخضعن لعدد أكبر من عمليات التجميل مقارنة بالرجال.

هذا وشهد معدل الجراحات التجميلية في البلاد ارتفاعا ملحوظا إبان جائحة كوفيد-19، حيث أشار خبير الجراحة التجميلية الدكتور فانوس إلى ارتفاع هذه العمليات في عيادته بنسبة بلغت 25% في تلك الفترة. وقد يكون العمل عن بعد مع كل ما نجم عنه من لقاءات افتراضية عبر زووم، هو الذي ساهم في تهافت الكنديين على عيادات الجراحة التجميلية، كما يشير الطبيب الكندي المصري.

مريضة تنظر إلى مرآة بعد إجراء جراحة تجميلية في وجهها.

أجرت ماري بيير سافاريا بضع عمليات جراحية على مر السنين. تقول لهيئة الإذاعة الكندية: “أولا وقبل كل شيء، أفعل ذلك لنفسي، لأشعر بالراحة والثقة أكثر بنفسي‘‘.

الصورة: RADIO-CANADA / BERTRAND GALIPEAU

’’الجراحة التجميلية الطبيعية التي لا تفقد الشخص هويته‘‘

تقول أماندا فانوس إن قاصد عيادتها يبحث عن تعزيز مظهره الجمالي لكي يبدو أكثر شبابا ونضارة وأناقة متصالحا مع ذاته في نهاية الأمر. ’’الأمر متوقف على مقدار الرضا عند هؤلاء الأشخاص، فلولا أنهم كانوا راضين عن مظهرهم لما طرقوا باب عيادتي‘‘، تضيف المتحدثة، ’’جدير بي إذا أن أزيل هذا الإزعاج الذي يشعرون به وأخلق لديهم الرضا ولكن ليس بأي ثمن ولا كما هم يريدون‘‘.

لدي ملء القناعة بأن الجراحة التجميلية يجب أن تكون غير ظاهرة، والشيء إن زاد عن حده انقلب إلى ضده […] أنا لا أغير هوية قاصد عيادتي وإنما أجعل الملامح التي تزعجه أكثر عذوبة وقبولا […]. ذو الأصول العربية الذي يقصدني لن أحوّله إلى سويدي مثلا […]. الفكرة هي أنني لا أريد محو روزنامة العمر في حياة هؤلاء وإنما جعلهم يشيخون بجمال.

نقلا عن أماندا فانوس، اختصاصية في الجراحة التجميلية للوجه

إلى المتشددين الرافضين للعمليات الجراحية التجميلية تقول المتحدثة ’’إن الجراحة التجميلية تجوز لكل الأعمار والفئات والأجناس وهو قرار يأخذه الشخص نفسه بمعزل عن كل التابوهات التي تجعله يتحفظ على إجرائها. هناك نساء يتعايشن مع ندبة صغيرة على وجوههن بينما هناك أخريات يشكل لهن هذا الأمر عقدة ويتوقف رضاهن في الحياة على نزع تلك الندبة وإخفاء أثرها‘‘.

الدكتورة أماندا فانوس في عيادتها ووراءها يطل منظر مدينة ويستماونت الخلاب في وسط مونتريال.

تقول أماندا فانوس: ’’إنني محظوظة جدا لأنني أعيش تحقيق حلمي في هذا الوقت، دحضت كل ما قيل بأنني لن أستطيع التوفيق بين كوني أما وجراحة، فها أنا اليوم أم وزوجة وجراحة… ومشروعي عندما يكبر أولادي شراكة مع مصر بلدي الثاني‘‘.

الصورة: RADIO-CANADA / GRACIEUSITÉ AMANDA FANOUS

ولا تختلف المتحدثة مع مريضها على أن الشعور بالرضا عن مظهره الجسدي له تأثير إيجابي على رفاهيته العاطفية والعقلية ’’فهو لا شك يشعر بالمزيد من الرضا في حياته الاجتماعية والمهنية وفي علاقاته على كافة المستويات‘‘، تقول أماندا فانوس.

’’يأتي إلى عيادتي العجوز والشاب والمرأة والرجل‘‘، تضيف المتحدثة، ’’هذا لأن الناس أكثر انفتاحا اليوم على عمليات التجميل لما لها من تأثير نفسي إيجابي ولأن العلم أيضا أحرز تقدما كبيرا في هذا المضمار‘‘.

تعدد المتحدثة منافع التقنية الأكثر تقدما في تجميل الأنف باستخدام موجات صوتية عالية التردد. تتيح هذه التقنية تدخلات أكثر دقة وأقل عدوانية، وتقلل من وقت التماثل للشفاء ومن الآلام الناجمة عن الجراحة. في تقنيتها الحديثة، لا تحتاج فانوس إلى كسر العظام والغضاريف في الأنف مما يقلل من حجم تجويفه دون الحاجة إلى فترة طويلة للتعافي.

تعتبر الطبيبة الشابة أن مواقع التواصل الاجتماعي سلاح مشروع لا بد من الإفادة منه في هذا العصر الرقمي، علما أنها كانت مدبرة عن استخدامه. أما اليوم فإنها مقتنعة بأهميته في إشهار ما تقوم به ولها متابعون شغوفون. هذا وتنصح المتحدثة بأنه يجب ولوج عالم التواصل الاجتماعي بدقة وحرص بالغيَن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى