هيئة الإذاعة الكندية تغلق مكتبها في بكين
تغلق هيئة الإذاعة الكندية بقسميْها الفرنسي والإنكليزي، على التوالي راديو كندا و’’سي بي سي‘‘، مكتبها في بكين بعد حضور في الصين زاد عن 40 سنة.
وتقول هيئة البث الإذاعي والتلفزيوني العامة في كندا إنها اضطرت إلى اتخاذ هذه الخطوة بعد أن تجاهل المسؤولون الصينيون طلباتها المتكررة للحصول على تأشيرة عمل لصحفييها.
’’لا جدوى من الاحتفاظ بمكتب فارغ عندما يكون بإمكاننا بسهولة إيجاد مكان آخر في بلد مختلف يرحّب بالصحفيين ويحترم التدقيق الصحفي‘‘، قال رئيس تحرير ’’سي بي سي‘‘ الإخبارية برودي فينلون في مدوّنة نشرها موقع ’’سي بي سي‘‘ اليوم.
’’إغلاق مكتب بكين هو آخر شيء نريد القيام به، لكن أُرغمنا على ذلك‘‘، أضاف فينلون.
ويأتي هذا القرار في أعقاب العديد من التبادلات والطلبات منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2020 لعقد اجتماعات مع القنصلية الصينية في مونتريال للحصول على تأشيرة للصحفي في راديو كندا فيليب لوبلان.
وجرت محاولة أُخرى في نيسان (أبريل) ، بواسطة رسالة إلى سفير الصين في كندا، كونغ بيوُو. وعلى الرغم من اعتراف السفارة باستلام الرسالة، لم يتبع ذلك أيّ خطوة من قِبلها.
’’في حين لم يكن هناك طرد دراماتيكي أو بيانات عامة موجّهة، فإنّ التأثير هو نفسه. لا يمكننا الحصول على تأشيرات لصحفيينا للعمل هناك كمراسلين دائمين‘‘.
وكان آخر مراسل لـ’’سي بي سي‘‘ في بكين، ساشا بيتريشيك، قد عاد إلى كندا بعد اتخاذ الصين تدابير الإغلاق العام بسبب جائحة كوفيد-19.
ولم تعد ’’سي بي سي‘‘ إلى الصين منذ ذاك الحين سوى مرة واحدة وبهدف تغطية دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2022، وكانت تغطيتها مقيّدة بإحكام من قبل السلطات الصينية.
وفي كانون الثاني (يناير) قال تقرير نشره ’’نادي المراسلين الأجانب في الصين‘‘ إنه ’’قلق من السرعة الفائقة التي تتراجع بها حرية الإعلام في الصين‘‘.
وذكر التقرير أيضاً أنّ المسؤولين الصينيين كانوا يتذرّعون بجائحة كوفيد-19 لتأخير الموافقات على تأشيرات جديدة للصحفيين وإلغاء رحلات للمراسلين ورفض طلبات المقابلات.
وبينما تبحث ’’سي بي سي‘‘ عن مكتب جديد لها في شرق آسيا، سيعمل لوبلان من مكتب جديد في تايوان خلال العاميْن المقبليْن.
كما أنّ إغلاق مكتب بكين يأتي في الوقت الذي يستمر فيه منعُ صحفيي هيئة الإذاعة الكندية من دخول روسيا. وتمّ إغلاق مكتب راديو كندا و’’سي بي سي‘‘ في العاصمة موسكو قسراً في أيار (مايو) الفائت رداً على حظر الحكومة الكندية محطة ’’روسيا اليوم‘‘ (RT) في كندا.
وجاء طرد صحفيّي ’’سي بي سي‘‘ وراديو كندا من روسيا بعد حضور دام 44 عاماً في موسكو. ويُعتقد أنها كانت المرة الأولى التي تجبر فيها حكومةٌ ما هيئة الإذاعة الكندية على إغلاق أحد مكاتبها.
نأمل في أن تنفتح الصين مجدداً يوماً ما على صحفيينا، تماماً كما نأمل في أن تعيد روسيا في يوم من الأيام النظر في قرارها بطردنا.
’’وعندما يتعلق الأمر بروسيا والصين، في هذه اللحظة من الزمن على الأقل، سيتعيّن علينا إيجاد طرق جديدة ومختلفة لكي نواصل مدّ الكنديين بما هو الأفضل في مجال التغطية الدولية والعالمية للأحداث والناس في المنطقة‘‘، أكّد فينلون.
(نقلاً عن موقع ’’سي بي سي‘‘، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)